رأي ومقالات

الصادق الرزيقي: الإضراب المنحوس


طبقاً للقوانين الدولية واللوائح التي تعتمدها مُنظّمة العمل الدُّوليّة والمُنظّمات الإقليمية في مجال العمل، لا يُوجد إضرابٌ يتزيّأ بزيٍّ سياسي، فالإضرابات للعاملين في كل القطاعات العامّة والخاصّة هي من أجل مَطَالب تتعلّق بحُقُوق العاملين ومُعالجة أوضاعهم والدفاع عنهم، وهو واجبٌ، ودور الهيئات النقابية التي ينتخبها الجمعيات العُمومية مُمثلة العاملين في مرافق ومُؤسّسات العمل، ويجرم القانون المعمول به في البلاد الإضراب السياسي مثل الذي دَعت له قوى الحرية والتغيير وما يُسمى بتجمُّع المهنيين، وهو أكبر أكذوبة وخدعة تمّ إعدادها للتدليس وسرقة تمثيل القطاعات المهنية وهو واجهة سياسية غير شرعية لا تمثل إلا نفسها.

الإضراب المُعلن اليوم وغداً من هذه الكيانات السياسية، يضع أصحابه أمام اختبارٍ حقيقي، أولاً مُخالفة ما دعوا إليه للقوانين المعمول بها حتى اليوم في البلاد، ثمّ إنّه نشاطٌ سياسيٌّ مُجرّدٌ من أيّة حيثيات موضوعية تخص العمل وواجباته ومُقتضياته، وتعلم الجهات التي دعت إليه أنه عرضٌ خارج الحلبة ولا يُفيد كثيراً في أجواء الخلاف السياسي بين دعاة الإضراب والمجلس العسكري، الذي يُمارس سُلطته السِّيادية ويُحافظ على لحمة البلاد من التمزُّق والانقسام الحاد.

لا يُخفى على أحدٍ أنّ العقلية السياسية التي تريد لعب اللعبة الخطرة بالتّضييق على المُواطنين في أيّام الأعياد والضغط على العاملين وتوقيف مرافق الدولة من العمل مثل المُستشفيات والبنوك الكهرباء وإمدادات المياه وبقية الخدمات، هي عقليات مُنغلقة على ذواتها الحزبية الضيِّقة وتعمل على تكريس واقعٍ سياسي سَيرفضه عامة الشعب ويُناهضونه، لأنّه واقعٌ تخريبيٌّ وتدميريٌّ للبلاد وإدخالها بلا طَائل في دوامة الفوضى والانفلات .

الدليل على ما نقول، هو حالة الرفض الطاغية التي عَمّت القُرى والحَضَر لدعوة الإضراب، فقد رفضتها الاتّحادات والنقابات في كل مواقع العمل، وتبرّأ منه كل عاقل ووطني غيُور، وتُحاول ازلام السياسية الرافضة للحكمة والتعقُّل وانتشال الوطن من وهدته، أن تسوق لهذا الإضراب والتكسُّب الحرام منه ووضع ما تربحه في رصيدها السياسي وهو كل عمل لا علاقة له بالقواعد والنظم المهنية ولا يخدم مصالح العاملين، الغَرض منه في نهاية الأمر إحراج السلطات الحكومية والضغط على المُواطنين، فنوايا قوى الحرية والتغيير وما يسمى بتجمُّع المهنيين، أن لا يجد الطفل المريض علاجاً وألا يجد مرضى الكُلى والقلب وتصلُّب الشرايين والحمى والملاريا والالتهابات والعمليات الجراحية، طبيباً أو كادراً طبياً، وأن لا تجد الأُسر قطرة ماء في شبكات المياه ولا كهرباء في حَر الصيف في شهر الصيام، وأن تتوقّف الحياة تماماً وتشل الحركة، فهل هذا هدفٌ سياسيٌّ؟ وهل يخدم ذلك مصلحة الوطن والمُواطن؟ مجال الصراع السِّياسي مفتوحٌ والإقناع فيه بالحجة والحسم بصناديق الاقتراع، أليست هذه العقليات السياسية الطفلة هي الكارثة وسيفنيها العدم الذي جاءت منه؟!.

الصادق الرزيقي
الصيحة


‫11 تعليقات

  1. يا استاذ الصادق الرزيقي .. عن اي قانون تتحدث .. قل لي بربك ما هو موجود عندما كانت هنالك نقابات وحكومة .. بل العكس ما هو موجود الان لم تستطيع الانقاذ توفيره .. الله يرحم والديك ووالدينا .. الالتزام بالصمت ابلغ واعمق معني …. نسال الله السلامة

  2. تجمع المهنيين ليست اكذوبة هو تجمع يمثل كل الشعب السوداني فبالتالي انا لا ارى انو هناك اكذبة حتى الان، والمطالب التي يطالب به التجمع هو مطالب الشعب السوداني نفسه فالشعب السوداني مطالبه معلومة لدى الجميع والمجلس العسكري لديه شك في نفسه حول تسليم السلطة للمدنيين وهو لا زال متوتر حتى لا تنقلب عليه الموازيين

  3. الرزقي ولي الحقائق. مستحيل أن يترك هذه العادة الذميمة، من شب على شيء شاب عليه.

  4. لا فض فوك ..صدقت والله ديل شفع ولعب عيال ..الله أكون في عون البلد ..الناس دي خايفة من صناديق الاقتراع ليه؟

  5. كل يوم يمر يتضح لنا بأن التجمعين (المهنيين والحرية والتغيير) هم تجمعات الإجرام والافساد.
    لهم مرارات واحقاد دفينة اتجاه السودان ومواطنه
    يجب بأن نعمل سويا في اذالت هذا البلاء الماحق بعد البلاء السابق.

    لن تحكمنا العلمانية. واحقاد الشيوعية
    هذا ليس شعارات بل حقيقة والجميع بيعمل عليها الان.

  6. صدقت اخي الصادق الرزيقي فيما ذهبت اليه وفعلا تجمع المهنيين صفر كبير وكيان وهمي ونبت شيطاني خدع الشباب ببريق زائف فانجروا وراءه انا اعرف اشخاص يدعون انهم قادة في تجمع المهنيين ولكن فسادهم يزكم الانوف منهم المزوراتيه والفاسدين في الخلق والدين وتلقاهو فاتح ليه كنتين في مكان نائي او معمل تحاليل طبية في اطراف المدن اجهزته متهالكة لم تسمع بالحداثة من قبل مجاهر من زمن لويس السادس عشر وهو ذاتو شهاداتو مضروبة ريحتها فائحة ويجي وبكل بجاحة يقول ليك نحن تجمع المهنيين عايزنكم تضربوا عشان نضغط العسكر عشان يسلم المدنيين الحكم .. طيب عازين حكومة مدنية انا طوالي اطلب من الاخوة بالمجلس العسكري التكوم بتسليم الحكومة لمدنيين اولاد بلد وتجاوز هؤلاء الغوغاء الذين يعملون ضد شعاراتهم الزائفة المغرضة وهم السارقيين الفعليين لثورة هؤلاء الشباب الخلص
    مع تحياتي
    سعد جمال فرح ابوريدة (المر الحجازي)

  7. إضافة إلى ما ذكرته، أخينا الفاضل، فالثوار لم يلتزموا بالخط الأساسي الذي قاموا من أجله: ألا وهو 1) محاربة الجوع وإنعاش اقتصاد البلاد المنهار بما في ذلك محاكمة المفسدين الذين جففوا موارد الدولة المالية والنقدية لصحالهم و 2) محاربة السوق السوداء للعملات والتي تعتبر من أكبر عوامل تدمير الاقتصاد وظلم الأبرياء. كل ذلك يجب أن يكون تحت مظلة مستقلة: كفاءات ليس لها أجندة سوى انتشال البلد من هذا الركود الاقتصادي إلى حين تسليم السلطة إلى الأحزاب؛ وهذه المظلة المستقلة لا بد لها من حماية، وهنا يأتي دور الجيش: توفير الحماية والضمانات لتطبيق البرنامج الإنعاشي وحماية الهيئة التنفيذية المستقلة نفسها من الطامعين من الأحزاب الذين يريدون أن يستأثروا بكل شيء.. ولو أن الكفاءات قاموا بدورهم الصحيح وفعلاً نجحوا في وقف التردي الاقتصادي وفي النهاية كونوا حزباً فسنكون أو المصوتين لهم.

  8. الرزيقي , الهندي عزالدين , بلال الطيب كشفتم شخصياتكم وتوجيهاتكم
    الشارع رد عليكم انتهى عهدكم لا تعملون الا في ظلام الحكومات الشمولية لانكم لا تمتلكون الفكر والراي
    عذرا انتهى وقتكم وحان حسابكم.

  9. الكاذب الارزقى لا ينظر الا من هلال نظارة سوداء قاتمه كقلبه الاضراب اثب مصداقية التجمع وقيادته للشعب حتى المطابع وقفت والصحف احتجبت بامر الشعب
    انتو صحفيين تربيتم تحت نظام فاسد ورضعتم منه حتى اصبحتم لا تميزون بين الحقيه والخيال المريض لهذا انام جزء من اسباب فساد النظام البائد اغوذ بالله