منوعات

حوادث “الجواميس” تتسبب بأزمة سياسية في محافظة عراقية


تشهد محافظة صلاح الدين شمالي العراق، منذ أيام، أزمة سياسية شغلت أوساطها الشعبية وحكومتها المحلية على خلفية المطالبات بترحيل عشرات الفلاحين الذين جاءوا خلال السنوات الأخيرة وجلبوا معهم المئات من الجواميس التي تسببت في حوادث طرق، آخرها وفاة طبيب بعد اصطدام سيارته بجاموس على الطريق السريع الرابط بين مدينتي تكريت والدور.

وقال عضو بالحكومة المحلية في صلاح الدين لـ”العربي الجديد”، إنّ الحديث عن حوادث الطرق بسبب الجواميس تحوّل من مجرد مطالبات شعبية إلى أزمة سياسية داخل المحافظة، مؤكداً أن “أغلب أعضاء مجلس المحافظة مع ترحيل الفلاحين الذين جاءوا بالجواميس من المحافظات الجنوبية بحماية فصائل من “الحشد الشعبي” حذرت أي طرف من المساس بهم”.

وأضاف “لا ننكر أنّ عدداً قليلاً من الفلاحين كانوا يمتلكون عدداً محدوداً من الجواميس قبل 2014″، مستدركاً “إلا أن الفترة التي تلت هذا التاريخ شهدت قيام فصائل مسلحة بالحشد بفتح الباب على مصراعيه أمام مئات الجواميس التي جاء بها أصحابها من محافظات جنوبية كميسان وذي قار والقادسية”.

وأوضح أن الرأي الغالب في مجلس محافظة صلاح الدين يدفع باتجاه اتخاذ مزيد من القرارات التي تضمن ترحيل الفلاحين أو على الأقل طلب نقل جواميسهم إلى مناطق أخرى خارج المحافظة، مؤكداً أن جهات مقربة من “الحشد الشعبي” تضغط على المجلس لثنيه عن المضي بقراراته.

وأصدر مجلس محافظة صلاح الدين، الإثنين، قراراً بترحيل مالكي الجواميس من صلاح الدين، ومصادرة المواشي التي تتجول في الشوارع، وفرض غرامات مالية بحق مالكي الجواميس التي تتسبب في حوادث مرورية.

ورحّب عضو البرلمان العراقي عن محافظة صلاح الدين مثنى السامرائي بالقرارات الأخيرة التي أصدرها مجلس المحافظة، مؤكداً خلال تصريح صحافي على أنها “خطوة لا بد منها من أجل تحقيق مصالح المحافظة، وحماية حقوق المواطنين”.

وشدد السامرائي على ضرورة تنفيذ تلك القرارات بأمانة وجدية، مشيراً إلى أن المحافظة تشهد أحداثاً مؤلمة ابتداء من حرق الأراضي الزراعية، مروراً بارتفاع مؤشرات الفساد المالي والإداري والمشاريع الوهمية، فضلاً عن الخروقات الأمنية.

ويتهم سكان محليون فصائل مسلحة بحماية مربي الجاموس، ومنع الأهالي من التقرب منهم.

وقال الزعيم القبلي المحلي، خضير العباسي، إنّ قطعان الجواميس المنتشرة على الطريق السريع الذي يربط بين مدن محافظة صلاح الدين تكاد تكون ظاهرة مرعبة لسائقي السيارات، مؤكداً لـ”العربي الجديد” أن الفترة التي تلت تحرير مدن المحافظة التي كانت بيد تنظيم “داعش” الإرهابي شهدت وفود عشرات الفلاحين الجنوبيين مع جواميسهم.

وبيّن أنهم جاءوا بحماية من “الحشد الشعبي”، مضيفاً “بل أن بعض مربي الجاموس لديهم أبناء يعملون في الحشد”.

في السياق، أكد قائم مقام (رئيس بلدة) سامراء، محمود خلف، تشكيل لجنة لبحث ملابسات هذه القضية، مبيناً أن اللجنة رفعت تقريراً إلى سلطات محافظة صلاح الدين أوصت فيه بعودة الوافدين حديثاً لسامراء إلى مناطقهم، والإبقاء على من كان مسقط رأسه في سامراء.

بوابة العين الاخبارية