رأي ومقالات

وسم اليسار ما حكايته؟؟؟


تقول الحكاية أنّّ رجلاً جمعته ظروف برجل يحرص على إعتمار غطاء الرأس (كدمول) بصورة مستمرة، فإستثاره الأمر والفضول لمعرفة الحقيقة الكامنة وراء التستر فتربَّص به حتى رآه مقطوع الأذنين تماماً لم يبق منهما إلا أثر القرح القديم، فسأله عن حقيقة ما جرى فقال الرجل وقد حصحص الحق:
أنه كان و (رفيق) له يمتهنان الهمبتة (قطع الطريق) ويأخذان بالقوة ممتلكات المارَّة، وصادف ذات يوم أن مرَّ بهما رجل سائر بأهله (إمرأته) على ظهر أتان لها وهو يمشي بقربها ويعتمر سيفه، قال الراوى: فأعترضناه وحاصرناه بسيفينا
وطلبنا منه الجزلان (المحفظة) فأستخرجها وأعطانا إياها فهممنا بالمغادرة ولكنَّ صاحبي نكس على رأسه وطلب سوار ذهبياً كان على يد المرأة فأمرها زوجها بخلعه ورماه بين أيدينا وكدنا ننصرف بالمغنم ولكنها كبرت في رؤوسنا فراودناه عن زوجته وأردنا إنتهاك عرضه، فإنتفض الرجل وقال أما هذه (فنتبايع ونتشارى فيها والبكسب مبروكة عليه) وإستلَّ سيفه المغمود في جفيره وهجم علينا فأطاح برأس رفيقي بضربةٍ واحدة، وأقبل عليَّ ليُلحقني به فأستجرتُ تحت أقدام المرأة فأجارتني الحُرة وقالت لزوجها لا تقتله، فقبل على مضض ولكنه أصرَّ على وسمي وسماً يلاحقني مدى الحياة، ودرساً موشى بحد السيف في كراسة جلدي، وندبة أظلُّ أداريها أبد الدهر ما أوصلني إليها إلا الطمع؛ فلو أننا إقتنعنا بالجزلان والسوار لكان خيراً لنا ولكنٍّها النفس الأمّارةُ التي سوّلت لنا أن الرجل من الهوان ما يمكِّننا أن نفعل به ما نشاء، وهكذا خسرنا خسراناً مركباً، خسرنا المغنم وخسر رفيقي حياته وخسرتُ وجاهتي، كما ترى فأنا من وراء هذا الكدمول أُخفي خيبتي، هذه الوقائع الطريفة من دفتر الهمباته لا مثيل لها إلا موقف تجمع الحرية والتغيير مع المجلس العسكري؛ فالتجمع يمارس الهمبتة وقطع الطريق، والمجلس العسكري يسير بالسلطة إلى أهدافها الكلية، وحدث الإعتراض في شكل تفاوض
وتم تسليمهم مجلس الوزراء (الجزلان) ثم مزايدة فتم تسليمهم كامل عضوية المجلس التشريعي (السوار الذهبي)
ولكنهم طمعوا في السلطة السيادية (اللحم الحي) حتى ينتهكوا عرض الجيش والأجهزة الأمنية بإعادة الهيكلة وإحلال الحركات المُسلَّحة مكانها في إجراء لم تحلم به الحركات طوال ثلاثين عاماً من الصراع المُسلَّح، وهكذا إنتفض المجلس العسكري ونفض يده تماماً مما تم إعلانه كإتفاق مع تجمع الحرية والتغيير، وأقبل على الشعب وقواه السياسية وواجهاته الإجتماعية ليشكل حكومة كفاءات إنتقالية تُعِّد الوطن لإنتخابات يقول فيها الشعب كلمته ويحدد من يحكمه،
وإذا أرادت الحرية والتغيير الدخول فمرحباً وإذا لم ترد فلتشرب من البحر، ولكن حكومة ومجلس تشريعي خالص لتجمع الحرية والتغيير فتعداه الزمن ولم يعد أبداً الخيار المطروح على الساحة.

السُلطة السيادية هي التي جابت خبر أذني تجمع الحرية والتغيير، وسيذكر التاريخ أن اليسار ترك الجزلان والسوار الذهبي وطمع في الممنوع وخسر كل شيء، نعم خسر اليسار كل شيء، وعليه بتغطية هذه العاهة المستديمة في التفكير والتقدير المنطقي والمعقول أن يداريها بالكدمول، إنها غلطة العمر أيها اليسار (البائس) .

هذه البلاد محفوظة بحفظ اللَّه ودعاء الأخيار وحفظة القرآن، وخلاوي الذكر وطيبة الناس وصفاء النوايا وصلاح الأجداد
وكان أبوهما صالحاً.
والحمد لله رب العالمين.

– لـواء رُكـن (م) يـونس مـحمود مـحمد


‫6 تعليقات

  1. المقدَّم يونس محمود ..
    وصباحات آخر ( ثمانينات ) القرن الماضي وَيَا أيها الشعب ( السوداني ) البطل في الإذاعة والتلفزيون ..
    وسباب هذا ولعن ذاك ..
    السعودية ومصر ..
    روسيا وإمريكا ..
    ..
    ..
    سبحان الله

  2. ده الكان بنبح يهود يهود آل سعود, ظهر تانى , لكن يا كوز المجلس العسكرى يسيطر عليه آل سعود سيطرة كاملة, أها بتقبل وين!!!!

  3. هذا سوداني قح وما حوجتة لآل سلول أو غيرهم من الدنيئين والافاكين وما حاجتنا نحن لهم أنتم منخدعون في هؤلاء الجبناء وان سلمهم هذا المجلس السودان هذا لن يدوم طويلا نحن أصحاب عز نختار الفقر والعزة والدين لحياتنا وانا أستغرب أن يؤيد شخص آل سلول أو احلافهم عند السيسي أو غيره

  4. يا سلام عليك سعادتك
    نجضتهم تب!
    دائما اللواءات ديل مخازن من الابداع والثقافه والدين والفهم والوطنيه،
    مقال يعكس الحقيقه والواقع بدقه متناهيه جعلتهم يفرون من تفنيده
    ويهرولون للماضي ويبكون ههههههه،،
    ونحن في زمن اللامعقول
    اهل بلادنا دائما يحترمون الكبير
    ويقدرون رجال الجيش وبالذات الكبار ونجد عدم احترام من القله،
    اقول لك مولانا
    عليهم بالشراب من البحر ربما يشفيهم اذا فيهم علل او يرجح عقولهم ،،،،
    واخيرا
    تجد في كلام بعضهم وصراخه شبه من الهمبته والهمباته

  5. ليه ما قلتو دي القال الدم حيصل الركب اذا خرج الشعب السزداني ضد نظام البشير الان خرج يا مسيلمه.

  6. لا فض فوك يا يونس ايها اللواء الغضنفر المغوار لم يجد هؤلاء الانجاس في سيرتك ما يمكن ان يلطخوا بها نقاءك ولسانك يلهج بحلو القرآن وعبارانه الا ان يجتروا اوهام السياسة التي تتقلب كاﻷيام فزادوك علوا واشراقا لا تتوقف فشرفاء السودان في انتظار معينك العذب