سياسية

أربعينية فض الاعتصام .. شموع ودموع وبالونات القصاص تجوب السماء


فاضت الخرطوم ومدن أخرى، بنزول الآلاف للشوارع في أربعينية مجزرة القيادة، وأوقد السودانيون الشموع تخليداً للشهداء. وفي موقف جديد تشهده شوارع الخرطوم، أطلقت المواكب البالونات لحظات مغيب شمس أمس تأبيناً لشهداء فض الاعتصام، وللمطالبة بالقصاص، وسط هتافات موحدة (دم الشهيد دمي). وأطلقت مواكب (العدالة أولاً) التي انتشرت في شوارع العاصمة، مطالبات متواصلة بحكومة مدنية، فيما أغلقت السلطات كوبري المك نمر أمام المارين للخرطوم، وقامت بإغلاق كوبري النيل الأزرق (الحديد) بالكامل، وتكدست آلاف السيارات أمام جسور أخرى.

 

ترقب وحذر

ووسط حالة من الترقب والحذر لما يؤول إليه اتفاق قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، لا سيما بعد عرقلة تفاصيل صياغة الوثيقة النهائية التوقيع على الاتفاق، لبى المواطنون في مختلف الأنحاء، دعوة قوى الحرية والتغيير للخروج في مواكب بمناسبة مرور أربعين يوماً على مجزرة القيادة للترحم على الشهداء وزيارة أسرهم والمطالبة بمحاكمة المتورطين في الجريمة، رافعين لافتات وشعارات تطالب بالقصاص من القتلة، وردد المتظاهرون شعارات أبرزها (الدم قصادو الدم ما بنقبل الدية) و(دم الشهيد دمي وأم الشهيد أمي)، وشعار (يا برهان ما تعمل نائم جيب الزول القتل الصائم)، إضافة لشعارات المطالبة بالحكم المدني.

 

مظاهرات المدن

وخرج المئات في العاصمة بمدن الخرطوم وأم درمان وبحري، فيما لبى آلاف الثوار في الولايات، الدعوة في مدن بورتسودان ومدني والقضارف وكسلا والأبيض ومدن بولايات دارفور، وفي السياق قال القيادي في حزب المؤتمر السوداني مالك أبو حسن لـ(الجزيرة)، إن مظاهرات أمس مقررة منذ أسبوعين، قاطعاً بعدم تراجع الحرية والتغيير عن المطالبة بتحقيق العدالة، لأنه دون محاسبة لن يكون هناك تحول ديمقراطي.

 

إغلاق الكباري

وفي تطور لافت، أغلقت القوات الأمنية عدداً من الجسور المؤدية للخرطوم، حيث أغلق جسر النيل الأزرق ببحري (الحديد) منذ نحو الساعة الرابعة عصراً تحسباً، فيما أغلق جسر المك نمر بصورة جزئية بمنع الذين يريدون دخول الخرطوم والسماح للخارجين منها، وتأتي خطوة إغلاق القوات الأمنية للجسور، خطوة استباقية لدخول مواكب بحري للخرطوم حال رغب المتظاهرون في الوصول للقيادة العامة للجيش أو القصر الرئاسي، فيما وضعت قوات أمنية (السلك الشائك) في بعض مداخل القيادة العامة منعاً للثوار من الاقتراب، وكذلك على مدخل الجسور.

 

(شموع ودموع)

وفي حالة من الحزن والدموع والدعاء للشهداء، أوقد المتظاهرون في تمام الساعة السابعة مساء أمس، الشموع حداداً على أرواح شهداء فض اعتصام القيادة العامة، وغطت مشاعر الحزن على فقد الشهداء، جميع المواكب بالعاصمة والولايات، فيما لم تستطع أسر الشهداء التوقف عن البكاء على فراق أبنائهم، وتالياً أطلق الثوار البالونات للمطالبة بالقصاص.

الانتباهة