سياسية

السودان .. أزمة المسودة تتمدد حتى الثلاثاء و11 قتيلا في ولايتين

تأجيل جديد للقاء تفاوضي بين المجلس العسكري وقوى التغيير.. 10 قتلى في اشتباكات قبلية بشمال درافور وقتيل في احتجاجات بالنيل الأزرق

أجلت “قوى إعلان الحرية والتغيير” في السودان إلى الثلاثاء لقاءً تفاوضيًا كان مقررًا، الأحد، مع المجلس العسكري الانتقالي، فيما سقط 11 قتيلًا و12 جريحًا في انفلات أمني بولايتي شمال درافور والنيل الأزرق.

ويعاني السودان من عدم استقرار أمني متفاقم، في ظل خلافات بين المجلس العسكري وقوى التغيير حول مسودة وثيقة اتفاق بشأن إدارة المرحلة الانتقالية، تتوسط فيه الوساطة الأفريقية المشتركة (الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا).

وقال مصدر مطلع في قوى التغيير، طلب عدم نشر اسمه، للأناضول، الأحد، إن إرجاء لقاء التفاوض مع المجلس العسكري يستهدف توفير وقت لمزيد من التشاور حول مسودة الاتفاق، التي تحمل الإعلان السياسي والدستوري المقيد لعمل الفترة الانتقالية.

وكانت قوى التغيير أعلنت، السبت، أن لديها ملاحظات عديدة على المسودة، وأنها تخضعها للدراسة بين مكونات قوى التغيير.

وقال تحالف قوى الإجماع الوطني، أحد مكونات قوى التغيير، في بيان الأحد، إن “وثيقة الاتفاق والإعلان الدستوري لا تتناسب مع التأسيس لسلطة مدنية انتقالية حقيقية، وتجهض فكرة مشروع قوى إعلان الحرية والتغيير لإدارة المرحلة الانتقالية”.

وكان وسيط الاتحاد الإفريقي، محمد الحسن ولد لبات، أعلن الجمعة أن الطرفين توصلا إلى “اتفاق كامل على الإعلان السياسي المحدد لكافة هيئات المرحلة الانتقالية”.

وأضاف أنهما اتفقا على الاجتماع السبت للدراسة والمصادقة على وثيقة الاتفاق والإعلان الدستوري.

لكن الاجتماع تأجل إلى الأحد، ثم الثلاثاء، بطلب من قوى التغيير.

ويتولى المجلس العسكري السلطة منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/نيسان الماضي، عمر البشير من الرئاسة (1989- 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية، بدأت أواخر العام الماضي، تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية.

ومع امتداد الأزمة السياسية، يتزايد التوتر في الشارع السوداني، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي للاحتفاظ بالسلطة، كما حدث في دول عربية أخرى.

وحمل تجمع المهنيين السودانيين، أبرز مكونات قوى التغيير، السلطات المسؤولية عن مقتل مواطن وإصابة 7 آخرين، الأحد، على أيدي ما أسمها “مليشيات” في مدينة السوكي بولاية النيل الأزرق (جنوب شرق).

وقال حزب المؤتمر السوداني، في بيان، إن “مواطنين خرجوا في مظاهرات (بمدينة السوكي) منددين بالأفعال القمعية، التي حدثت السبت من ضرب بالسياط، إلا أن قوات الدعم السريع (تابعة للجيش) أطلقت الأعيرة النارية، فسقط شهيد وجرحى”.

ويأمل السودانيون في التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء على مرحلة انتقالية تقود إلى انتخابات، وتمهد لسلطة مدنية تعالج كل الملفات العالقة، ومنها الاضطرابات الأمنية في أقاليم عديدة، لا سيما دارفور (غرب).

وسقط الأحد 10 قتلى و5 جرحى في اشتباكات قبلية بولاية شمال درافور بين مزارعين “أبناء عمومة”، بسبب خلاف على أراضٍ زراعية، وفق الوكالة السودانية الرسمية للأنباء.

ومنذ عام 2003 يشهد إقليم دارفور قتالا بين الحكومة السودانية وحركات متمردة، ما خلف أكثر من 300 ألف قتيل، ونحو 2.5 مليون مشرد من أصل 7 ملايين نسمة، بحسب الأمم المتحدة.

وكالة الأناضول