هشام عباس: واقع السودان الحالى ببساطة اشبه بجنازة البحر السودان دولة ميتة اكلينيكا
الحركات المسلحة والموقف من الثورة ..
لا مثالية فى السياسة هى فى الاساس لعبة مصالح ومكسب . اى حزب فى العالم يسعي للكسب واى دولة فى العالم تبحث عن مصالح ,, الفرق فقط ان هناك من ينافس ويسعى بشرف وهناك من يسعى وينافس بقذارة ودون اى سقف اخلاقي .
لذلك لا يستقيم ابدا ان تقول بصيغة اتهام ان الحزب الفلاني او الجهة الفلانية تسعي الى السلطة ,, هذه ليست تهمة هو فى الاساس حزب تكون ليصل الى السلطة لا لكى يلعب مباراة فى كرة قدم .. ولا يستقيم ان تتهم دولة بانها تبحث عن مصالحها هذه ليست تهمة هذه اساسيات بقاءها ليست هناك دولة فاعلة خير .
لو نزلنا هذا المفهوم على الواقع السوداني نستطيع القول اننا ليست لدينا مشكلة فى سعي اى حزب للسلطة وهو امر يجري كذلك على الحركات المسلحة .. فقط الفرق متى وكيف ؟؟
بالنسبة لمتى :
اى حزب سياسي يملك ذرة من الذكاء وابسط درجات الحنكة السياسية وادني درجات القراءة للواقع سينفر من السلطة فى الوقت الحالى فرار السليم من الاجرب ويرفض تحمل المسؤولية او على الاقل سيقبل بمشاركة جماعية , لان واقع السودان الحالى ببساطة اشبه بجنازة البحر السودان دولة ميتة اكلينيكا وهى فى الاساس لا تستحق وصف دولة يمكن تسميتها باى شئ عدا انها دولة . وضع كهذا يحتاج ان تعلب فيه بذكاء وحذر والا ستتحمل كامل المسؤولية فالتاريخ ذاكرته ضعيفة واذهان الناس تتعايش مع الحاضر والجميع سينسى المتسبب الرئيسي فيما وصلنا اليه ,, لن يتذكر احد فترة 30 سنة من الدمار والانهيار والتفكك والفساد الذى اوصل الوطن مرحلة الموت الاكلينيكى سيتذكرون فقط من ساهم فى الموت النهائي ودفن الجثة ,, هو المتهم .
بالنسبة لكيف :
الانتهازية صفة مذمومة فى الحياة الا فى السياسة ,,يجب ان تكون انتهازى لكن بذكاء وذكاء اى حزب سياسي يكمن فى سرقة الفرصة واللحظة المناسبة والمهم كيف تفعل ذلك ,, كمثال بسيط امامك السيد حميدتى ,, عقب سقوط البشير ظهر على السطح كمنقذ وارتفعت شعبيته بشكل ملحوظ وتناسي الناس ماضيه وحسب ادعاءاته انه مع الثورة لو واصل بنفس الوتيرة ولعبها بذكاء لتحول الى بطل قومى لان ذاكرة الجماهير كما قلت ترتبط بالحاضر اكثر من الماضى لكن بدلا من استثمار ذلك ظن ان الفرصة مواتية لاستغلال الموقع وانه يمكن ان يحصل على السلطة بسهولة وفقا عينيه باصبعه لا باصبع غيره وفقد كل شئ .
على الحركات المسلحة ان تفهم متى وكيف .. امامهم فرصة لكى يتحولوا الى ابطال قوميين وصناعة شعبية واسم على خارطة السياسة مستقبلا بتغليب المصلحة العامة ونسيان السلطة حاليا مع كامل تقديري لتخوفهم من المستقبل فى ظل القوة المتمادية لعدوهم اللدود حميدتى ,, لكن ان ظنوا انها فرصة مواتية لكسب كل شئ فى ظل الفراغ الحالي ستكون الطامة ولن تخرج من ذاكرة الجماهير انهم السبب الرئيسي فى وأد اهم فرصة تاريخية للوطن للخروج من النفق والانطلاق نحو المستقبل .
عام 2005 جمعنى لقاء قصير باحد فنادق الخرطوم مع السيد باقان اموم عن طريق المناضل الراحل محجوب ناصر اتذكر يومها قلت بالحرف الواحد اننى مقدر جدا تخوفكم من اتفاق نيفاشا واتوقع مثلكم غدر النظام الطريق الاسهل هو ان تقرروا مصيركم وتنفصلوا وحينها سنفقد الجنوب كما ستفقدون الشمال ولن تنجحوا كما لن ننجح والطريق الاصعب ان تتحملوا الطعنة فى الظهر وتتحملوا غدر النظام وتتمسكوا بالنضال من الداخل فلا شئ يهزم هؤلاء اكثر من سلاح النضال السلمي والمواجهة السياسية ,, وعدنى خيرا وللامانة هو حاول ذلك وفشل فاختارت الحركة الشعبية الطريق السهل والان نفس الكلام نوجهه للحركات المسلحة امامكم طريق سهل وهو ان ترفضوا وتخافوا الغدر ولن نكسب ولن تكسبوا وامامكم المخاطرة حتى ولو تم الغدر بكم ومستقبلا سنكسب وطن عظيم وسيحسب لكم .
هشام عباس
فيسبوك
الاستاذ ياسر عرمان حير حتى الدجاجة الواقفة وراه، متى يصفى قلب وعقل عرمان ليكون وطنياً خالصاً يعمل لنماء السودان وليس لتدميره؟؟؟؟