رأي ومقالات

محمد حامد: يوم السبت بالخرطوم سيكون يوم سعد لكثيرين ويوم حزن لاخرين


الامبراطور الاثيوبي (تيدروس) وقصته كاملة في كتاب (النيل الازرق) لآلان مورهيد ؛ وبعد ان حاصره الغزاه ؛ خليط من طليان وانجليز وبعض أعوان محليين لجأ لصخرة حصينة في قمة الهضبة الاثيوبية ؛ جر مسدس محلي الصنع ثم قال يخاطب أخلص رجاله حوله . لم يبقى لي من أثيوبيا سوى هذه الصخرة وإرتخى عليها مرسلا رصاصة على راسه ؛ وحينما وصله طالبيه كان جثة تحت ظل الموت الجسور ؛ نقل الجثمان لاحقا ودفن وفق مراسم دفن تليق بامبراطور وزعيم مبجل ؛ واحتفظ الناس له بكرامة النهايات فظل تاريخ موته من علامات الأعياد الوطنية ؛ ونقلت مدافعه التي صنعها محليا بعون زوار اجانب كتب عنهم الرحالة (بروس) الذي بعد التقاه في حياته تتبع النيل فهبط سنار ثم شندي وكتب عن ملكة سودانية اراد تقبيل يدها فجفلت ؛ وقال انهم _يقصد السودانيين_ يسمونها (ستنا). وفي السودان يوم السبت المقبل ؛ يوم موت تيدروس الذي قتل نفسه في (كيدامي) اي السبت سيقبر الضيوف وفق مراسم دفن اظنها ستكون لائقة حقبة (الإنقاذ) صحيح انها لم تطلق الرصاص على نفسها لكنها لم تعد تملك حتى صخرة (تيدروس) لتكون لها اخر بقعة تملكها وتموت عليها ! وغير معروف بعد مراسم الدفن هل سيذكر الناس في تواريح ايامهم المقبلة ما يجعل لها يوم عيد وذكرى بالحسنى ام انها ستتخذ سنن غابر الانظمة في سلوكيات السودانيين ؛ اذ كلما انطوت حقبة تعاملوا معها بذاكرة السمك التي يشاع انها قصيرة ! سيكون يوم السبت بالخرطوم يوم سعد لكثيرين ويوم حزن لاخرين ويوم تحري إتجاه ريح لمحترفي مساندة إتجاه الهواء وربما يوم يتابعه البعض بفضول الآمال ونوايا الانتقال الى تخوم العافية لكن المؤكد فيه للجميع ان الصخرة لم تعد للامبراطور وان انصار الرجل القدامى سيكونون حضور ؛ خصومه ؛ وغرباء اتوا في الحملة الجديدة ؛ هذه المرة عرب وافارقة ؛ سيشهدون الدفن ثم مراسم التتويج الجديد ؛ فالملك والسلطان مثل ثنائية الميلاد والموت ؛ لا يتخير التواريخ او المحظوظين بالوهب او المنكوبين بالفقد. ومن يتحرى واقعية هذا الامر سيجلس يوم السبت بمشاعر محايدة.

بقلم
محمد حامد جمعة