رأي ومقالات

عمسيب: شعبنا يتعرض لصدمة أقتصادية رهيبة


عودنا الساسة في هذه البلد أن أتفاق الوثائق لا علاقة له بأتفاق الطاولات .. السياسييون في هذه البلد غير مسؤولين ولا يقيمون وزنآ للدستور ولا الأتفاقات .. لا يلتزمون بعهد ولا يوفون بكلمة ..

سياسيون براغماتيون حد التطرف .. في مقابل شعب وقف على نوافذ السذاجة أولآ عندما قسمت على أهل الأرض .. كل ما ناقشت سودانيآ نقاشآ مفتوحآ وجدته يردد كالببغاء أكاذيب قحت و تبريراتها السمجة حول الأنتخابات و التوافق و الدولة و حمدوك ..الخ .. لا يمكنني أن أتحدث عن نعاج فالنعاج قد تخالف الراعي .. لكنني أتحدث عن ماء أنتظم في ماعون و يأخذ شكل الأناء أيآ كان شكله بلا مقاومة ولا ممانعة ..

كنت اقرأ عن حرب الصدمة في العراق و عن رؤية رامسفيلد لتلك الحرب .. يرى رامسفيلد أن فتح قباب السماء على العراقيين بنيران منهمرة يكفي لجعلهم خاضعين لا يعرفون ما أصابهم .. سقطت العراق في شهر واحد تحت حمم الفسفور المنهمرة و التي لا تستثني أحد .. تشكل عراق جديد .. مقسم ، ضعيف ، منزوع الثروات .. و غارق في تسديد ديون حرب لم يخترها ..

السلطة التنفيذية ستعين النائب العام .. نائب عام على هواها .. و هي قمة جبل الجليد من أتفاق بصق عليه الجميع الا الأغبياء الذين أحتفلوا في الشوارع بشئ لا يعرفونه ..

شعبنا يتعرض لصدمة أقتصادية رهيبة .. تتزامن مع حملة خداع ممنهج و تلاعب بالحقائق و أستثمار قذر في عواطف الناس بعد فيديوهات القتل التى أشيعت و ملأت الأسفير حتى بلغت أهلنا المنسيين في قرى الشمال .. تلاعب و أخفاء للحقائق و تغييب للمعلومات .. مشهد خلاصته عبارتين .. السودانيون لا يعرفون شيئآ عما يجري .. عليهم كل يوم في الصباح أن يواجهوا غلاءآ أكثر و واقعآ يتشكل لا يملكون شيئآ لتغييره ..

بين هذا و ذاك تغرق شوارع الخرطوم في المياه الراكضة .. روائح الخمور تطل في الصباح الباكر .. بقايا ليلة الأمس الطويلة .. الخرطوم تعيد تعبئة قنانين المياه الغازية .. مرة بالعرقي و مرة بالبول .. رائحة البنقو التصقت بمصاطب “العطلة” .. لا أحد يفعل أي شئ .. لا أحد يعرف شيئآ عن المستقبل .. حتى مدنياو لم يعد ترديدها مغريآ كالسابق بعد أن أستوى فيها القاتل و المقتول .. الأنتهازي و المثالي .. الكوز و الشيوعي .. الغني و الفقير ..
عبد الرحمن عمسيب