رأي ومقالات

الصادق الرزيقي: عندما يرفع حمدوك الغطاء ..!!


من الصعب التكهّن بمستقبل حكومة السيد د. عبد الله حمدوك المقبلة، فالرجل سبقته حملة دعائية معه وضده، ولم تشفع لمن هم ضده سيرته ومسيرته العلمية والعملية الناصعة، ولم يقدم له الراضون عنه إلا النصائح العامة والتمنّيات الطيبة التي لا تُصلِح اقتصاداً ولا توفّر خبزاً ولا وقوداً ولا أملاً باذخاً تُشرق به شمس النهضة والتعافي الكامل لوطن غائر الجراح لم يزل واهن العظم من الرزايا التي مرّت به منذ استقلاله.

غير أن السيد حمدوك وهو يتلمّس طريقه تحاصره مسألتان حسّاستان، أولاهما أن قوى إعلان الحرية والتغيير التي أعلنت اسمه بطريقة فجّة لا تليق به، ستفرِض عليه وصاية لزجة باعتبارها هي التي أتت به، ولن تتركه يُدير شؤون حكومته كما يرى ويضع البلسم لكل داء يراه كما يعرف، وثاني هاتين المسألتين أنه سيُواجه حقائق موضوعية لا فكاك منها، هي طبيعة المشكلات والتعقيدات السياسية والمُعضلات الاقتصادية وحالة التنافُر الاجتماعي الحادة ومستوى أداء الخدمة المدنية ونقص الموارد المخيف وضمور العقل الاقتصادي وعجزه عن توليد حلول واقعية لما نُعاني منه ونعيشه، وفي هذا الجانب سيقف السيد حمدوك طويلاً وهو غائب عن المشهد العام لسنوات طويلة يعرف توصيف الحال، لكنه لم يقترِب من نبض ما يجري وما جرى، ولم يلامس الواقع عن كثب .

وعملياً ستُشكّل حكومة للسيد حمدوك دون أن يكون هو صاحب القرار الأول والأخير فيها، فقوى إعلان الحرية هي من يقوم بهذا الجانب عبر اللجان التي تم تكوينها ويغلب عليها رأي حزب واحد يدّعي المعرفة والدّراية ويُمارس العمل السياسي الباطني بكل طقوسه وأسراره، فسيَصطدِم السيد حمدوك بحقيقة بسيطة أن من يتم اختيارهم له أو مشاورته حولهم لا يعرف عنهم الكثير ولا عن خبراتهم و كفاءتهم وقُدرتهم على التجانس وابتكار الحلول والبرامج، وسيُنفِق وقتاً طويلاً هو وحكومته في التعرّف أولاً على العمل في القطاعات والوزارات خاصة أن الوزارات إذا تم تقليصها إلى عشرين وزارة فقط ستكون وزارات ضخمة جداً وذات مهام مُركّبة معقّدة وتحتاج في تعريف وتوصيف تحديد صلاحياتها وسلطاتها إلى اجتهاد كبير سيكون من الصعب عليه كرئيس للوزراء المتابعة والتنسيق المستمر في ظل الأزمات الماثلة وكيف يتم تجاوزها .

فمن واقع اختيارات قوى إعلان الحرية والتغيير لمرشحيها في المجلس السيادي وما يتناقله الرواة عن أسماء المرشحين للوزارات أو مؤسسات أخرى، فهناك معايير غائبة، توجد مؤهلات علمية نعم، لكن الخبرة ومدى الكفاءة والإدارة والإدراك والنجاعة السياسية هي المحك الرئيس، فالملاحظ أن نهج المحاصَصات والتوازُنات الجهوية والمناطقية وربما القبلية هو السائد الآن ولا فكاك منه، وهذا النهج كما كان في النظام السابق سيدفع بتقديم شخوص بلا خبرة كافية وتعوزهم التجربة الوافية، ولذا سيكون على الدكتور حمدوك كقائد للفريق التنفيذي أن يختبر قدرات من هم معه ويديرهم إدارة صارمة وواعية في ذات الوقت حتى لا يتحمّل الأخطاء والتقصير الناتج من ضآلة الخبرة والتجربة .

وغير بعيدٍ عن ذلك .. أن أهم ما يواجهه رئيس الوزراء القادم، أن ما جرى في البلاد وضع القادة السياسيين في الصف الثاني وتولِّي الناشطين بعقليّاتهم الحالِمة صياغة المزاج العام للشارع وخاصة فئة الشباب التي قادت الحراك الذي أدى للتغيير، فأول تحدٍّ يواجه رئيس الوزراء هو كيفية إرضاء هذا المزاج بالسرعة المطلوبة وتوفير ما يُطالب به في أقصر الآجال، ومعالجة الأزمات الجاثمة على الصدور، فمطالب المزاج العام وسقفها العالي الذي صنعه الناشطون ومجلس الوزراء الذي عُهد إليهم بتكوينه لن يكون الطريق إليها مفروشاً بالورود ولا سهل المنال، فضعف الاقتصاد واختلال موازينه وقلة الإنتاج وضمور الحوافز والمشجّعات على العمل المنتج، وحجم البطالة والتضخم وغياب القدوة الحسنة وفشل الأحزاب والتنظيمات السياسية في تجسيد مثالات واقعية تعبّئ الطاقات نحو التنمية والبناء والنهضة ، فضلاً عن واقع مُزرٍ في مجال الخدمات وقِلّة العون الخارجي وتقتير الأشقاء والأصدقاء في مساعداتهم وبعضها مشروط ، كلها عوامل يصعب للمزاج العام للشارع استيعابها دون أن يُخاطب بصراحة ووضوح وشجاعة، ولا نعتقد أن الشجاعة الآن موجودة ولا الوضوح هناك من يجرؤ على الارتكاز عليه … بين يدي الثوار ثورة بلغت صيحاتها عنان السماء .. لكن تحوّلت بين أيديهم إلى إدارة حكومة ودولة لا تنفع معها الهتافيات ولا الشعارات الرنانة .. فما الذي سيفعله السيد حمدوك وهو يجلس على مقعد من سبقوه…؟

الصادق الرزيقي
hgwdpm


‫9 تعليقات

  1. فعلا زول بروف……
    لمن الزول اقراء كلام بعض الجماعه
    واقراء كلام الخبراء المستنيرين ديل
    بحس بمساااااااااااااافه كبيره جدا جدا..
    ف الفهم والوعي…ودائما نصيحه لاي زول عاوز تستمع بالقراءه اقراء لناس فاهمه ومقتدره وبتفيدك….الضحك والونسه والمبتذل غير مفيد…

  2. صدقت والله. لدى حمدوك خيار من اثنين اما ان يقدم حلول سريعة لا تلامس باطن المشكلة بل قشرتها فقط لإرضاء الشارع واسكات الأفواه، أو أن يحل المشكلة من جذورها أو على الأقل يعمل على صياغة الحل بعد أن يأخذ وقتا طويلا في معرفة تعقيدات المشهد السوداني والسؤال هل سيصبر عليه الشارع ام ان لديه القوة والحزم التي ممكن أن يواجهه بها

  3. كلام علمي و موزون و لكنه كلام كيزان!! هكذا سيرد عليه الحالمون و الموهومون الذين يعتقدون ان الهتاف و الشعارات و تنظيم الحشود هو من سيطعم الجائع و يصلح الحال.. نسأل الله ان يوفقه و يبعد عنه من سيلقونه في الماء مكتوفا.

  4. كلامك كلللللو صاح.. بس كان تختصر كل المشكلات دي وتقول.. ((بعدنا دمرت الحركات الماسونية المتأسلمة البلد، حمدوك ربنا يعينو))..
    وانت يالصادق الكاذب احد العوامل والحثالة الدمرت البلد بالتطيبل والعزف المنفرد للكيزان ياكوز.

  5. انت أقعد ثبط في الهمم وأرسم في صورك السوداوية لهذا العهد الجديد الذى أطاح بكم و أشواقكم و أمنياتكم له بألفشل , رغم أنكم كنتم فاشلين لثلاثين عاما دمرتم كل شيء فيه وتركتم من الخراب ما لن يمكن إصلاحه بين يوم و ليلة فمن المفارقة و السخرية أن تصبحوا اليوم الوعاظ و النقاد.

  6. المشكلة أن جماعة الحرية والتغيير قد رفعت من سقوفات الأمل والطموح لدى الشباب وأفهمتهم بأنها تملك العصا السحرى أو عصا موسى وأنها ستُخرج السودان والشباب بالذات مما هم فيه حتى يقفوا معها لإسقاط النظام حيث إعتقد هؤلاء الشباب أن جماعة الحرية والتغيير هي المنجأ والملجأ وأن الذى لا يملك عمل منهم فسيجد عملاً براتب مُجزى والذى لا يملك منزلاً ستُملكه الحرية والتغيير منزلاً فارهاً وأن العازب منهم سيتزوج زواج أُسطورى من أجمل الحسان ، والآن طارت السكرة وأتت الفكرة فها هم الكثيرين من الشباب يخرجون من تلك الجماعة وينشقون عنها ويقولون أنهم خُدعوا وأن ثورتهم قد تم إختطافها وسرقتها والدليل على ذلك أن أحزاب الحرية والتغيير لفظت هؤلاء الشباب وأصبحت تجرى وراء مصالحها الحزبية وقامت بتعيين ( عجائز ) بعضهم قارب الثمانين عاماً في مجلس السيادة ولم يتم إختيار شاب واحد من أيقونات الثورة لتلك العضوية كتقدير لمن صنعوا تلك الثورة ، أما عن السيد حمدوك فسيواجه موقف لم يكن في حسبانه وهو يتقلد منصب رئيس الوزراء وسيعجز عن حل المشاكل التي تواجهه وستكون تلك الصدمة الثانية للشعب وخصوصاً الشباب .. والله يكضب الشينه !

  7. اولا قل للكيزان صه ولا كلمه لكم وان كنتم علي حق…. يوم كنتم جالسين في سدة الحكم و تتحكمون غي القلم اخرستم اي صوت وشطبتم كل منافس وابعدتم كل شريف صادق فالوطن كان للكيزان فقط… تخبطتم و عثتو فسادا لا ينافسكم علية خيرة المخربين .. قتلتم … عزبتم .. احرقتم … فنيتم .. سرقتم.. هذا الوطن و المواطنين… ثلاثون عام و لا ترون غيركم احق بقيادة هذا الوطن… ثلاثون عام وانتم تتخبطون واسنتكم تقول ما لا تفعلون… ثلاثون عام من الدجل و استغلال الدين لغير الدين… ثلاثون عام حرامية الداخل تاتي بحرامية الخارج الاجنبية سواء فرنجة او مستعربين لنهب وطن شامخ تكابد علية من يدعون انه ملكهم ولا احد سواهم… هم الاجدر.. تظ…. هم الاعلم.. تظ… هم الافهم… تظ..هم. هم هم. هم.. تظ. تظ. تظ.
    قد يكون في كلام شي من حتي و لكن قصدك لا حتي فية يا رزيقي ربنا يزرقك في حفرة ما تطلع منها ابدا… كلام مدم و مثبط للهمم.. وكم قرأنا لك من قبل في عهد المخلوع تطبل لمحدودي الفكر وتكسر التلج لمن لا علم له ولا دينا ولا دنيا..كم وظفت قلمك هذا لحجب الحقيقة و تغيير الحقائق لكي يصعد من هم في عداد صغار الهمم و محدودي الفكر…
    حمدوك لا محالة داخل علي طريق وعر مليء بالشوك و متعرج . فماذا تتخيل ان يجد.. بعد ثلاثين عام من الخراب و النهب الممنهج.. وانتم لازلتم في غيكم تحلمون… و الرجل علي دراية مما اقدم علية فكل شيء تحت الصفر ..لابد ان تحصل اخطاء ولكن الرجل لباء نداء الوطن فاخرسوا يا سلالة مسيلم فانتم لم تعمروها في ربع قرن ويذيد فلماذا تتوقعوا من الغير ان يفعل السحر و العجب في فترة انتقالية اتت بعد دمار شامل.. عار عليكم فاعينكم مليئة بالغشاوة وقلوبكم شتي ومليانة بالحقد. عار عليكم وتبا لكم…
    بعدين يا صاحبي التفكير الرخيص و المعلق الغالي الرخيص ما العيب في رفع الطموحات ولكن ليس بسذاجتك هذة.. و بلاهتك العينة فالتجمع لا يملك عصاء موسي و لا يدعي ذلك لكن هل نترك الوطن حتي لا يبقي لنا وطن.. ناس تحير…
    واحد اخر يشكك في هذا واخر يكسر في معاول ذاك وكعادة بني كوز لن تملاء اعينكم حتي هذة البسيطة التراب….
    والتراب اليملاء خشمكم من اصغركم حتي كبيركم الذي علمكم السحرة….
    لعنة الله عليكم

  8. الفي البر عوام..
    حمدوك وقحت والمهنيين في جو الجك..

    هل تتدار الدولة بالشعارات والصبة .
    الان في الخارج كثر ينظرون.

    حرية سلام وعدالة ..سقطت من اول إمتحان تكوين السيادي والوزاري.. بعد ما هجروها أصحابها وركزوا علي الانفيينتي.
    بكره اوضح..

  9. استاذ الرزيقى لك التحية
    ويسلم فمك دوما اقرا مقالاتك واجدها رائعة جدا وواقعية

    وقفت برهة فى الفقرتين:
    أن السيد حمدوك وهو يتلمّس طريقه تحاصره مسألتان حسّاستان، أولاهما أن قوى إعلان الحرية والتغيير التي أعلنت اسمه بطريقة فجّة لا تليق به، ستفرِض عليه وصاية لزجة باعتبارها هي التي أتت به، ولن تتركه يُدير شؤون حكومته كما يرى ويضع البلسم لكل داء يراه كما يعرف، وثاني هاتين المسألتين أنه سيُواجه حقائق موضوعية لا فكاك منها، هي طبيعة المشكلات والتعقيدات السياسية والمُعضلات الاقتصادية وحالة التنافُر الاجتماعي الحادة ومستوى أداء الخدمة المدنية ونقص الموارد المخيف وضمور العقل الاقتصادي وعجزه عن توليد حلول واقعية لما نُعاني منه ونعيشه، وفي هذا الجانب سيقف السيد حمدوك طويلاً وهو غائب عن المشهد العام لسنوات طويلة يعرف توصيف الحال، لكنه لم يقترِب من نبض ما يجري وما جرى، ولم يلامس الواقع عن كثب .
    كلامك فى محله وده المخوفنا نحن …بس نصيحة للسيد حمدوك …كن وطنيا استعن بالخبرات فانت كنت عبر دواوين الحكومة وتعرف جيدا مايجرى …لاتظلم احدا ولاتستمع لبعض الحاقدين والاحزاب الكانت داخل الحكم ….واقول لقوى الحرية والتغيير كل حد يمشى يشوف شغلته بعد ده يعنى سوال انتو ح تتصرفوا انتو واسركم من وين اوع تقولوا لى ح يصرفوا ليكم من مال الدولة يبقى ده كارثة كانك يازيد ماغزيت …ونرجع للمنوال الاول….او سوف تصرف عليكم دول الغرب …افيدونى..هنالك شباب فى الثورة مات منهم من مات وهنالك من لايطلب منصب ولا جاه …واعرف الكثيرون يشتغلون فى شغلهم يلا بعد مالحكومة اتشكلت تانى ماعندكم شغله كل يذهب لعمله

    اما عن الخدمة المدنية ده خليها ساى فوضى مابعدها فوضى نسال الله ان يعيننا ويعن البلد