(الصيحة) ترصد حَملة المقاطعة في يومها الأول
تَرَاجَع الإقبال على شراء اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض بصُورةٍ ملموسةٍ بحسب جولة لـ(الصيحة) وإفادات التُّجّار، ووفقاً لحديث أصحاب الجزارات فقد انخفض الطلب على اللحوم الحمراء دُون أن يتسبّب في خفض سعرها، فيما تخوّف البعض من نجاح حملة مُقاطعة اللحوم وتسبُّبها في توقُّف عمل الجزّارين والعُمّال، فيما كانت محلات الدواجن والبيض أقل حِدّةً في تراجع القوة الشرائية بسبب انخفاض أسعار البيض والفراخ.
بداية ناجحة
وبدأ مُواطنون أمس، حملة مُقاطعة اللحوم ومُنتجات الدواجن بحجة ارتفاع أسعارها، ورصدت (الصيحة) في جولةٍ بالسوق المركزي – شمبات، حركة الحملة في اليوم الأول، وسط تبايُنٍ بين التُّجّار حول الأسعار، حَيث أكّد تُجّار اللحوم الحَمراء ثبات أسعارها دُون انخفاضٍ، مع إقرارهم بتأثُّر حركة البيع بالمُقاطعة، مُشيرين إلى أنّ الحَملة أثّرَت في مُعَدّل الإقبال على الشراء، لكنهم أكّدوا عدم انخفاض الأسعار، لجهة أنّ سعر الشراء هو تكلفة الإنتاج ولا يُمكنهم البيع بأقل من الشراء، وبالتالي تعرُّضهم للخسارة.
ثبات أسعار اللحوم الحمراء
قال خالد الحاج صاحب محل لحوم “جزارة” بالسوق المركزي شمبات لـ(الصيحة)، إنّ كيلو الضأن مُستقرٌ عند 500 جنيه والعجالي 340 جنيهاً، مُشيراً إلى أنّها ذأت الأسعار السابقة، مُوضِّحاً أنّ المُقاطعة تُعتبر ظُلمَاً للتُّجّار الذين لا ذَنبَ لهم في ارتفاع أسعار اللحوم، وقال إنّ سعر الرأس من العجول ارتفع من 15 ألفاً إلى أكثر من 50 ألف جنيه خلال فترةٍ وجيزةٍ، وكذلك زادت أسعار الخراف من حدود 3 – 5 آلاف جنيه إلى أكثر من 10 آلاف جنيه، إضافة إلى زيادة أسعار الأعلاف والمُركّزات وتكاليف التّرحيل والرُّسوم الحكومية المُتعدِّدة وأجرة المحل وأجور العمالة، وقلّل من الاتّهامات المُوجّهة للتجار بأنهم السبب في ارتفاع أسعار اللحوم، وقال إنّهم “الحيطة القصيرة” التي يرمي المواطن لومه عليها دون التدبُّر في أسباب هذه الزيادات التي لا دخل للتُّجّار وأصحاب الملاحم بها.
تراجُع الإقبال على اللحوم البيضاء
أما في محلات اللحوم البيضاء فكان الوضع مختلفاً، حيث تهاوت أسعار البيض من 150 جنيهاً للطبق إلى 100 جنيه والحبة الصغيرة إلى 70 جنيهاً، إلا أن صاحب المحل نصر الدين حماد قال اإن الانخفاض سابقٌ للحملة ولا علاقة له بالمقاطعة، مُوضِّحاً أن أسعار البيض بدأت في الانخفاض منذ أكثر من أُسبوعٍ، وكشف عن انخفاض أسعار اللحوم البيضاء ووصل الكيلو إلى 170 – 180 جنيهاً بعدما كانت 200- 210 جنيهات خلال الأيام الماضية، وأكّد أنّ المُقاطعة أثّرت بصورةٍ واضحةٍ على إقبال المُواطنين للشراء، وقال إنّ كميات المُباع اليوم كانت أقل بكثير من المُعتاد.!
خلال تجوالنا بالسوق استطلعنا عدداً من المُواطنين، وقال أكثرهم إنّهم غير راغبين في الشراء بالأسعار الحالية لكونها مُرتفعة وفوق طَاقتهم، مُطالبين التُّجّار بخفض الأسعار في حال أرادوا انتعاش القوة الشرائية، وتَمَسّك البعض بشعار “الغالي متروك”.!
سلوكٌ احتجاجيٌّ
البروفيسور مهدي عباس الأستاذ بجامعة السودان وجدناه في أحد محال الخضروات، فقال إنّ المُقاطعة تُعتبر سُلوكاً احتجاجياً على غلاء أسعار اللحوم، مُوضِّحاً أنّ ارتفاع أسعار أيّة سلعة كفيلٌ بجعل المُستهلك بغض النظر عنها ويتّجه لبدائل أخرى أقل كلفةً، رغم تأكيده على استحالة ترك اللحوم كلياً، لكن يُمكن التقليل منها بقدر الإمكان.
يقول مهدي إنّ الحل لا يتم بالمُقاطعة، ولكن ينبغي على الجهات المُختصة دراسة أسباب ارتفاع أسعار اللحوم ووضع الحُلول المُناسبة لتمكين المُستهلكين من الحُصُول على حاجتهم بأسعارٍ مُناسبةٍ، ودَعا لمُحاربة ظاهرة تَعدُّد الوسطاء وجعل السلع تصل إلى المستهلك مُباشرةً من المُنتج بعد إضافة هامش ربحي يكفي لإعادة الإنتاج مجدداً.
بدائل غالية
في جولة حول السوق وخاصة محلات الخضروات، تبيّن ارتفاع أسعارها لحدٍّ لا يقل عن أسعار اللحوم وهو ما تبيّن من إفادات المُواطنين الذين استطلعناهم حول الأمر، فقالوا إنّ الخضروات أيضاً غالية، حيث ارتفعت أسعار بعضها لمُستوياتٍ فلكيةٍ مثل الطماطم والبامية والملوخية والفلفلية.
مُطالبة بالحل الجذري
اتّفق المُتحدِّثون من التُّجّار والمُواطنين على وجوب تدخُّل السُّلطات الرسمية لمُعالجة المُشكلات التي تُعاني منها الأسواق عامّة، وتقليل تكاليف الإنتاج لتمكين الجميع من الحُصُول على مُتطلباتهم الغذائية، مُشيرين إلى أنّ الأسعار العالية حالياً تمثل تكاليف الإنتاج السائدة ولا يُمكن الحديث عن خفض الأسعار بغير تقليل تكلفة الإنتاج.
الصيحة