رأي ومقالات

اللغة الإيجابية لحمدوك إنعكست في تجاوز رجل مثل مناوي لمواقفه العنيفة

لاحظت في المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك أنه أجاد تحييد الحركات المسلحة بحديث طيب ومخاطبة ربما للمرة الاولى تصدر من مسؤول حكومي وتعيد توصيف تلك الجماعات بمسمى قوى الكفاح المسلح بدلا عن المتمردين او حاملي السلاح ودون الحاجة الى تعديد فصائلهم ؛ اللغة الإيجابية لحمدوك إنعكست في تجاوز رجل مثل مني اركو مناوي لمواقفه العنيفة المعلنة تجاه ما يحدث بالخرطوم إذ تولى قبل مؤتمر رئيس الوزراء كبر اللعب على الأجسام والمخاشنات القوية . لاحقا تم الكشف عن ان الحكومة الجديدة أوفدت مندوبا الى جوبا والراجح انه مبعوث شخصي من رئيس الوزراء (شخصية سياسية غير مكلفة بمنصب ) وهناك اقوال بان موفدا من المجلس السيادي سيسافر لذات المسألة ؛ وكل هذا جيد ومطلوب لكن وكما ظللت اكرر فان قضية السلام وقبل الخوض في المواقف والرؤية الكلية للحل تحتاج إبتداء لحسم نقطتين ؛ الاولى كيفية جمع فرقاء حركات التمرد أنفسهم إذ يبدو مؤكدا ان اي تسوية مشتركة بمعني جمع كل الفصائل على طاولة واحدة مسألة عسيرة ؛ والجبهة الثورية تنبهت الى هذا فعدلت هيكلها وفتحت القوس ودعت الاخرين للانضمام اليها (حركة الحلو وعبد الواحد نور) والراجح ان تلك الدعوة لن تجاب من الفصيلين لانهما الاكثر قوة على الارض ويملكان المواقع والحضور الميداني وكفتهما العسكرية راجحة ولانهما يعتقدا ان الجبهة الثورية تجمع فصائل تنشط اعلاميا وسياسيا بلا خيل او سروج ليكون الاستفهام هنا حال إستمرار التمايز بين المعسكرين هل ستفاوض الخرطوم كل طرف على حدة وما هي كلفة ذلك واشتراطاته المعيقة حال تمسك مثلا (الحلو) إفتراضا بعدم سماحه لمطرودين من حركته بالحصول على قسمة من الكيكة ؟ واما النقطة الثانية ولا تقل اهمية عن الاولى فهي الجهة الراعية ؛ هل تملك (جوبا) تكاليف رعاية اتفاق به تعويضات وتكاليف اعمار ؟ وهل سيقبل المجتمع الدولي رعاية بلد هو نفسه به انقسام سياسي واتفاق للسلام في غرفة الإنعاش ؟ وفي سابق وساطة السودان في عهد البشير بين الفرقاء الجنوبيين انفسهم مثال اذ تلاحظ ان امريكا والاتحاد الاوربي ابتعدا عن وساطته ولم يدعما اتفاق مشار وسيلفا الذي ظل سقفه في منظومة بيت الايقاد !
اظن ولصالح اتفاق سلام حقيقي ان تعيد الحكومة السودانية الجديدة فحص تلك النقطتين بشكل جاد ودقيق والا تكرر تجارب خطأ التركيز على الجبهة الثورية وتصوير كأن التواصل معها اخر المطاف ؛ والافضل وضع اطار كلي والذهاب بخطة ليس فيها ملاحق والا فسينتهي الامر باتفاق جزئي ولتعود ذات المعالجات القديمة.

محمد حامد جمعة

تعليق واحد

  1. ربنا سبحانه وتعالى مدح الكلمة الطيبة لانها تترك اثرا طيبا فى النفوس وبتطيب الخواطر لذا يجب ان تكون مخاطباتنا كلها بالكلمات الطيبة ولا نتعمد التجريح والتجريم والاتهامات لانها سبب كل بلاوى السودان .