منوعات

أخطر حوار مع (متسولة) بإستوب شهير داخل العاصمة… (هناك جهات تنظم شغلنا دا).. ودخلي في اليوم يتراوح ما بين (500 – 700) جنيه!!

تَتَجوّل بين السيارات، ترتدي عباءة بالية ونقاباً على وجهها كي لا يَتمكّن أحدٌ من التعرُّف عليها، وقفت بجوار حافلة المُواصلات التي تقل المُواطنين بأحد إستوبات شوارع العاصمة تَطلب العَـون والمُسَـاعدة بعِبـارة (كرامة لله يا محسنين.. الله يُوصِّلكم بالسلامة)، راقبتها لدقائق ومن طريقة مشيتها تأكّدت من أنّها مصابة في إحدى قدميها، وأثناء جولتها بين السّيّارات ألقت عليّ النظر وطلبت المُساعدة، تجاذبت معها أطراف الحديث من خلال نافذة الحافلة فأحسست بنبرة حُزنٍ وألمٍ من خلال حديثها ونظرة عينيها تحت النقاب، أصابتني الحسرة والأسف على حالها، فأحسست بالفضول تجاهها لمعرفة أسباب جنوحها لمهنة التسوُّل فكانت الصدمة:-

 

أولاً: ألف سلامة ليك يا خالة مالها رِجلِك؟
الله يَسلمك ويديك العافية “والله يا بتي كُنت راجعة البيت في زمن مُتأخِّر من الليل جوا أولاد “نيقروز” بموتر هدّدوني وقلعوا قروشي ودفروني بعد وقعت في حجر جرحني ومشيت المُستشفى خيّطوها لي لكن بقيت كويسة الحمد لله”.
طيِّب عرفينا بنفسك؟
فضّلت حجب اسمها وأفصحت عن مكان سكنها قالت أنا (م): أسكن جنوب الحزام تحديداً منطقة (…) من قبيلة (…) وأم لسبعة أطفال، ثلاثة أولاد وأربع بنات يدرسون في مرحلة الأساس، والبقية فضّلوا التسوُّل بدلاً من القراءة بسبب الظروف المعيشية الصعبة.
سؤال.. إنتِ اشتغلتي في بيع حاجة في الشارع واللاّ طوالي اتّجهت للتّسوُّل؟
تنهّدت وقالت: جرّبت العديد من الأعمال منها بيع المناديل الورقية وخدمة البيوت بكل أنواعها، ولكن مع ارتفاع الأسعار الشغل مَا مُغطِّي مَعَانا عشان كدا بقينا نتسوّل.

أولادكِ برضو مُتسوِّلين معاك هنا؟
البنات بس، الأولاد شغالين في سوق (6) ورنيش.
قصة السرقات البتتعرّضوا ليها إنتو المُتسوِّلين دي شنو؟
“عندنا مشاكل كتيرة يا بتي وقبل الثورة كُنّا بنعاني من الكَشّات، ولكن هسي ما في كَشّات، في مشاكل تانية، خاصّة آخر الليل بنتعرّض للسرقة من سائقي المواتر”.
بصراحة.. إنتو بتتسوّلوا هنا براكم واللاّ في جهات بتوزِّعكم زي ما بقولوا؟
تردّدت في البداية ثُمّ قالت: نعم هنالك جهة لتوزيع المُتسوِّلين من النساء والأطفال.
الجهة دي شُنو؟
أنا ما بعرف زول غير سوّاق الدفّار البَوصِّلنا الصباح وبنرجع معاهو المساء.

والدفّار دا طيِّب بتدفعوا ليهو إنتو؟
هو بشوف كل واحدة عملت كم خلال اليوم ويقوم بجمع المال وبشيل “نص ويدينا نص”.
كم يبلغ دخلكِ في اليوم؟
ما بين (500 – 700) جنيه في اليوم.
طيِّب ليه إنتو بترضوا تشيلوا نص القروش بس؟
في حاجات ما بقدر أقولها ليك بنحتفظ بيها لأنفسنا.
طيب يا خالة إنتِ بتشتغلي كل يوم؟
كل يوم حتى لو عيانة لازم أجي.

ليــه؟
لو ما جيت يوم واحد ما بلقى محلي.
كيف يعني؟
هسي إنتِ لو بتغيبي كل مُرّة من شغلك مُش بفصلوك؟ ونحنا ذاتو دا شغلنا زي ما إنتِ دا شغلك..!
ختاماً.. لو أُتيحت لكِ فُرصة عمل شريفة.. هَل سَتُوافقين أم تختارين التّسوُّل؟
“بالتأكيد حأوافق.. ما طول عُمري حأفضل شحّادة”..!

السودانى

‫2 تعليقات

  1. وده طرف الخيط يا بشاير والطريفي والله يعينكم.. عليكم بي صنفين: الموترجية خالي لوحات والمتسولين ومعظمهم من غرب افريقيا.

  2. اكيد دي محاسن اسلوب ركيك وموضوع بدون قيمة من موظفة في هيئة توفير المياه الي صحفيه ..