رأي ومقالات

العيسابي: طوارئ كهرباء السودان يرفعون على ما يبدو شعار: كل زول يأكل ناره

ليلة الأربعاء عشنا في البناية التي نسكنها بالخرطوم، والمجاورة لها حالة عصيبة من الرُعب والقلق!

الساعة تقترب إلى منتصف الليل، وسكان الحي قد خلدوا للنوم، طرق جاري الباب بقلق خرجت له، فإذا به يطلب مني أن أنزل بمفتاح سيارتي على وجه السرعة!
نزلت وهو يسبقني راكضاً على درجات السلم، توقعت أن حدث لاسرته مكروهاً ، فإذا بي أجد معظم جيراني بالشارع وهم في قلق ورُعب بالغين، يشاهدون أعلى عمود الكهرباء المتاخم لبنايتنا وهو متقد ناراً، حركت سيارتي من تحته على عجل كما أبعد بقية جيراني سياراتهم من الموقف.
وبقينا طوال الليل نتصل على طوارىء الكهرباء .. الأخطار .. الإستعلامات .. أجرينا أكثر من ٢٠ مكالمة بلافائدة ولا حياة لمن تنادي، نبقى في الإنتظار لأكثر من نصف ساعة ثم ينفصل الخط لتحاول من جديد بلاجدوى!

تسمرنا بالشارع وأعيننا مُعَلقة تترقب النار في أعلى العمود خشية سقوط احد الأسلاك المكهربة على سياج حديدي وغرفة خارجية من الزنك!

إلى أن أطفئت النار لوحدها بلطف الله وكرمه بعد أكثر من ساعتين، عشناها على أعصابنا، نحاول فيها جاهدين على هواتف طوارىء الكهرباء بلا طائل!

أقول للمواطنين الكرام : إذا كانت إدارة طوارىء بكل هذا الإهمال والبرود واللامبالاة، لاتتحسب لأخطار لقنابل موقوتة تحدق فوق رؤوس الملايين من البشر، فلا تتعجبوا لوفاة طفل تحت عمود عارٍ أو سكان بنايه أو حي بأكمله ماداموا يرفعون على مايبدو شعار : #كل_زول_يأكل_نارو
والله المستعان
ابومهند العيسابي