رأي ومقالات

ما يحاك في الظلام من تحالفات ومحاور خطير ويحتاج لان يفهم الجميع أن الخرطوم أصغر إقليم وولاية في السودان

ورطة الموازنة الإقليمية
لا شك أن رئيس الوزراء ادخل نفسه وقحت في ورطة كبيرة حينما أعلن أن اخر وزارتين سيكونا من نصيب اقاليم محددة وجرت العادة ان تخضع عملية اختيار مجالس الوزراء الي موازنات إقليمية ولكن بدون إعلان أو تحديد وزارات محددة وفي الأقاليم الطرفية أو الحدودية يجب اولا تسكين الكفائات في الوزارات المناسبة لهم ومن ثم تقسيم باقي الوزارات وذلك لان حكومات الإنقاذ لنفس الأسباب وظفت معظم الكفائات على مر عهودها المختلفة، ان ينتبه حمدوك متأخرا ويعلن قبل التعيين هفوتان تكتيكيتان لهما توابعهما فمجرد الإعلان عن وزارة البنية التحتية للشرق اعتبر البني عامر وهم ثاني اكبر مكون أثنى في الشرق( 6 – 7 ٪ من السودانين) أن هذه الوزارة من حقهم بما ان الهدندوه ممثلين في مجلس السيادة وبالتالي لا مناص من تعيين احد أبنائهم ومن الأفضل أن يكون باختيار القبيلة على أن يملك مؤهلات الكفائة والشروط المقبولة. خصوصا مع الاستقطاب الذي بدأ في الشرق والدعاوي الانفصالية، ومن سؤ حظ الشرق أن معظم قياداتهم النافذة الاثنية والدينية والمناضلة ظلوا مع الانقاذ حتى الي اللحظة الأخيرة وهكذا لن يستطيعوا أن يكونوا فعالين في الفترة الانتقالية. وكعادة كل القيادات السودانية وحب الكنكشة لن يفسحوا المجال لقيادات شابة نظيفة من التقدم بل آثروا الانضمام إلى تجمع معارضة الفترة الانتقالية وفضلوا أن يسلكوا درب الغلغلة وإثارة الفتن.
على حمدوك الإسراع بتعيين شخصية مناسبة ذات ثقل قبلي للخروج من هذا المازق وان يعمل مع قحت لنزع فتيل الأزمة الناشئة في شرق السودان. وان ينتبه أيضا أن في منطقة القضارف وحولها اكثر من ٤٠ ٪ من السكان من قبائل النوبة والهوسا وهناك حركة استقطاب حادة من قبل الحركة الشعبية في تلك المناطق وكل هذا في إطار التحالفات اثنية والحزبية التي بدئت تتشكل لتعظيم المواقف التفاوضية في مؤتمر السلام المرتقب وايضا في إطار الترتيبات للانتخابات التي تلي الفترة الانتقالية.
ما يحاك في الظلام من تحالفات ومحاور خطير ويحتاج لان يفهم الجميع أن الخرطوم أصغر إقليم وولاية في السودان وان مستقبل مستقر للسودان يحتاج لمعالجة قضايا المركز والهامش بصورة جادة وليس محاصصة في السلطة فقط.
وان نخرج من الجدل السفسطي القانوني وصغائر الأمور وان لا نغرق في شبر مياه فما زال الغريق قدام.
ولم نبدء بعد
#السودان_الذي_نستحق
#انا_سوداني_وبس

بقلم
Yasir Shiekh Eldin Mohamed

تعليق واحد

  1. هذا ليس وقت تنازع في القسمة والغنائم لأنه لا توجد غنائم أصلا وكل ما ذكر يدعو لإنتخابات مبكرة تخرج قحت وحمدوك والعسكر واالشعب والسودان من أي حرج وفتنة فهم حقيقة وليس مجازا أو تهوينا لن يستطيعوا السيطرة على الفتن التي واجهتها الإنقاذ وقعدت بالسودان كثيرا.
    إنتخابات تعني تفويض وحسم لكل صوت نشاز.
    ملاحظات:
    1/ الخرطوم أصغر ولاية لكنها أكبر ولاية سكانا وإمكانات وإنتاجا وتجانسا سكانيا قوميا فهي لا تخشى ما تلمح له أبدا وهي التي قادت الثورة، هي عاصمة قومية وليس إقليم سيدي.
    2/ الصحيح (كفاءة) وليس (كفائة).