رأي ومقالات

عمسيب: ضع في بالك أن صلاح قوش كان يسعى لتأليب الناس ضد البشير عبر الفعائل المشينة التي قامت بها قواته

كان جهاز الأمن يفض مظاهرتنا في 2009 و 2011 في دقيقة واحدة .. كنت أعرف كيف تعمل تشكيلات الأمن في الفض والإعتقال .. كنت أعرف كيف تصنع سيارات الأمن الكمائن للطلاب الفاعلين .. كنت أعرف كيف يعمل بعض أفراد الوطني كمرشدين على ظهر عربات الأمن .. أفهم تكتيكات الأمن .. وكيفية التنسيق مع مكافحة الشغب .. الخ.

صباح الدعوات للتظاهرات في القندول كان هنالك أكثر من 3 الف جندي أمن مسلح كامل التسليح و بكامل “مصروفه ” الحربي موجود في رقعة لا تتجاوز الكيلومترين المربعين .. الى جانب قوة مسلحة من قوة مكافحة الشغب و العمليات والأمنية والاحتياط المركزي تتجاوز الألفين جندي ..

الأنتشار الأمني لهذه القوات كاف لتمزيق أي تظاهرة وأعتقال الفاعلين فيها .. التحقيق المكثف مع أي معتقلين كاف لمعرفة طبيعة الكيانات الناشطة في تنسيق الأحتجاجات ..

و مع ذلك كانت هذه القوات تقوم بأستخدام عنف مفرط في أماكن مكشوفة يسهل تصويرها ثم تنسحب لتسمح بأستمرار تظاهرات داخل العربي .. تنسحب بطريقة تجعلك تفهم أن هنالك شئ غير طبيعي يحدث ..

كان أمرآ مريبآ أن يفشل جهاز أمن صاحب تجربة عظمى في قمع الأحتجاجات عمرها 49 عامآ في التعامل مع أحتجاجات معلنة المواقيت والأماكن ..

كان أمرآ مريبآ أن يعجز جهاز الأمن عن قطع خدمة الأتصالات والأنترنت عن الخرطوم فقط أو التشويش داخل رقعة جغرافية ضيقة تبدأ عندها الأحتجاجات وتنتهي ..

كان أمرآ مريبآ أن تعجز شعبة التحقيق بمقار الأمن السياسي عن أصدار تعليمات بأعتقال عضوية تجمع المهنيين كاملة رغم أن الفتى المدلل كان قد أعترف بكل مافي جعبته من أسماء وقصص ..

كان أمرآ مريبآ أن تعجز الكتائب الألكترونية بشعبة أمن المعلومات عن أختراق الحسابات النشطة والتي لا تتجاوز 100 حساب ..

كان أمرآ مريبآ أن تستمر الحكومة في تقديم خدمات الأنترنت وهي تعلم أن عملية الحشد التي تتم .. هي عملية حشد غير مركزي .. تعتمد أساسآ على الأنترنت .. وتجربة قطع الأنترنت التي نفذها المجلس العسكري أثبتت أن لها أثرآ رهيبآ على وقف هذه الأحتجاجات و شل حركتها ..

يقولون لك كان الأمن شرسآ في أستخدام الرصاص .. لكن لم يقم الأمن بقتل أي قيادي شبابي أو بارز من قادة قحت في الأحتجاجات .. مطلقآ ..

أن كان الأمن يقتل بدم بارد حقآ .. لما لم يقم بتصفية قيادي واحد من قادة الحركة الأحتجاجية داخل المظاهرات .. لم كان الشهداء كلهم من بسطاء الناس .. أو من المستجيبين لدعوات التظاهر بخاطر بطيب .. لا من أعضاء الشيوعي ولا البعث ولا الجمهوريين مثلآ ؟

لم يقم جهاز الأمن بتعذيب أي معتقل لأستخراج المعلومات .. خرج المعتقلون بأصابع سليمة .. وخصيتين بلا تورمات .. وخدود ناعمة ملساء ..

يقول لك قوش أن الحكومة عاجزة عن معرفة قيادات المهنيين .. ولكن قوش لم يقم بتعذيب الناطق الرسمي بأسم تجمع المهنيين المعتقل عنده حتى ..

لم يبذل جهاز الأمن أي جهود لكشف الغطاء عن قادة العمل الأحتجاجي رغم ضبطه لهواتف كم كبير من الفاعلين السياسيين .. ورغم قدرته على أختراقها بسهولة كما يستطيع أي فني موبايلات مستجد أن يفعل ..

لم تقم غرفة العمليات المركزية بأستخدام الكاميرات للتصدى للأحتجاجات ولا حتى كاميرات طائرات الدرونز المتاحة للهواة ..

كانت التقارير التي تصل البشير يوميآ أن الأمور على ما يرام وتحت السيطرة .. بينما كانت فيديوهات هتك ستر النساء وأقتحام البيوت وقتل اليافعين تجوب الأسفير .

حكى لي رجل من المتبصرين في هذه البلد ..

قال لي يا عبد الرحمن في يوم موكب الساحة الخضراء والحشد الذى حشده البشير ..

أتصل به رجل نافذ من دولة جارة و قال له بالنص لن يتركوا الكاميرا للبشير .. سيسفك دم كثير هذا اليوم .. الترتيب المخابراتي لن يسمح بيوم كامل للبشير في مقابل خصومه ..

ذلك اليوم شهد أحداث مدينة أمدرمان الرهيبة .. أصابة هشام بالرصاص في البطن .. وأستفزاز مبالغ فيه بأقتحام المستشفى وضرب العنابر بقنابل الغاز والأعتداء على الأطباء و المرافقين .. كان عنف ذلك اليوم أستثنائيآ ..

كاميرات كثيرة وثقت لهذا اليوم .. كاميرات نقلت أنتهاكات خطيرة قامت بها قوات الأمن .. أنتهاكات لم تكن تلك القوات بحاجة لأرتكابها كي تقمع الأحتجاج .. والغريب .. الغريب جدآ .. أنها لم تقمع هذه الأحتجاجات .

قتل في الأحتجاجات ضد البشير كلها 51 شخص ..

قتل في ليلة فض الأعتصام فقط ضعف هذا العدد ..

قتل في أحداث رمضان المتفرقة نصف هذا العدد ..

قتل في أحتجاجات العراق ليومين أو ثلاثة ضعف هذا العدد ..

قتل في أحتجاجات أثيوبيا في ساعات أكثر من 70 شخصآ ..

هل كان البشير سفاحآ فعلآ ؟

ضع في بالك أن الكم الأكبر من الشهداء كانو قد سقطوا في عطبرة بعد سقوط المدينة ..

ضع في بالك أيضآ أن صلاح قوش كان يسعى لتأليب الناس ضد البشير عبر الفعائل المشينة التي قامت بها قوات قوش في أحياء الأمتداد والصحافة وبري والعباسية ..الخ .. أستراتيجية الأستفزاز الشديد وأرخاء القبضة الأمنية .. والعودة للأستفزاز مع أنخماد الأحتجاجات وأنحسارها ..

كانت أمور كثيرة مريبة .. ولكنها أقدار الرحمن ..

عبد الرحمن عمسيب

‫3 تعليقات

  1. نزيدك من الشعر بيت

    لا تقول هذا الكلام علي الملأ بذعل الثوار
    تجمع المهمين اوهمهم بأنهم من قاموا بإسقاط البشير .
    كيف ذلك التجمع الكبير الذي حشد له جهاز الامن للمواطنين امام القياده يوم سته أبريل ومسرحية الجيش حمي الثوار من إطلاق النار.امام القيادة ومن بعد ذلك سمي بالصب.
    قله قلية تعرف بالأمر من تجمع المهنيين.
    منهم ومعروفين من قادة التجمع الذين اجتمعوا مع قروش أثناء وبعد الاعتقالات لذلك…..
    لم نسمع بالمطالبة للقبض علي قوش من اي تجمع والحرية والتغيير. وجدكم الصادق
    فقط الصغار المغفلين النافعين الذي يقول ليهم احرق لستك يحروقوا واعملوا ترس عملوه مساكين. ديل حطب الجوطة.

  2. ده شنو يا عرصيب ؟؟؟
    ??
    عايز تقول انو قوش هو الفتح الطريق للثوره؟؟؟؟
    دي بالغت فيها شديد ي عرصيب ياخ
    الموضوع بي بساطه شديده انو البلد كلها نزلت الشارع
    بقياده الجيل الراكب راس
    فكانت سيول وطوفانات ملت الشوارع في كل أنحاء السودان
    مما جعل قوات الامن ( تتشتّح) حتني انشرطت????
    يعني الموضوع مافيو اَي تواطوء من قوش او غيرو
    غايتو كتر خيرك يا عرصيب اديت ود بنده أمل جديد في الحياه ????
    عيب عيب يا عرصيب

  3. شوف يا عمسيب تمجيدك لقوش لن ينفعه ولن ينفعك انت . خلاص قوش اخد فرصتو وليس لدي الشعب استعداد لارجاعه مرة أخرى. ليه هو السودان الكبير دا لم يلد الا قوش . الشعب السوداني دا اذا قرر يعمل ثورة خلاص انتهى الموضوع . ارجع للتاريخ وشوف موقعة كرري ناس بتمشي للموت بنفسها وترحب به وما خايفين لهذا السبب السودانيين متفردين ولا يوجد على كوكب الارض مثيل لهم في النبل ما تقول لي قوش او غيرو .