بمناسبة ثلوج سنكات وجبيت.. باقي لينا نقول في السودان Yeah ونلحق النرويج
عمنا الحاج عبدالله قيلي “رحمه الله” كان من تجار قريتنا المشاهير، كان رجلاً سمحاً إذا باع وإذا إشترى، حاضر النكتة والبديهة.
كنت في صغري أحمل بعض جينات التجارة، أزوره في متجره بأرففه المتراصة بعناية والتي تتدلى منها صناديق الكافينول والاسبرين والاندروس، وتشتم معها عبق خليط الشاي الكيني المقسطر بالصناديق الخشبية و البرنجي وألواح الصابون أبو غزالة والكبريت.
يتكىء عمنا “عبدالله” على عنقريب تعلوه وسادة وثيرة تحت أشجار النخيل الظليلة أمام متجره الذي يرتاده معظم سكان القرية من صغير وكبير، فتجده يمازحهم ويلاطفهم بحب وود حتى تشتهي زيارته في كل حين.
كانت حِلتهم (الدراويش) التي تجاورنا، قد شهدت طفرة تنموية كبيرة عن سائر القرية قبل أن يغشاها فيضان ١٩٨٨، الكهرباء تنير منازلهم والمياه تنساب من الحنفيات، والإستحمام بمياه الدش ينعش الرأس.
زرناه يوماً في يوم صائف وقد قدم لنا مياه باردة مثلجة، وهو مبتهجاً، لاطفنا قائلاً ( باقي لينا في الدارويش نقول آآي بس ونبقى زي الخرطوم).
تذكرت هذه الطُرفة وأنا أشاهد اليوم الثلوج تغطي شوارع سنكات وجبيت ويبدو باقي لينا نقول Yeah ونلحق النرويج ..?
ابومهند العيسابي