اثيوبيا .. صراع دخلي حتى الان
بعودة لخلفيات ما جرى في اثيوبيا .الاسبوع الماضي وتصادف مع حالة توتر بين القاهرة وأديس ابابا ؛ وبروز نظريات المؤامرة فبجهد المقل وللفائدة يمكن القول في تتبع الاثار ان ما يجري سببه خلافات داخلية في بنية النظام الاثيوبي الحاكم وتتظيم جبهة الشعوب الاثيوبية ثم صراع مجايلة داخل حزب ارومو الديمقراطي او منظمة شعب ارومو الديمقراطية أحد مكونات التحالف خاصة بعد تكرار صراعات الرفاق في التنظيم الواحد وهو سلوك شائع في الحالة الإفريقية والاثيوبية على وجه الدقة فميليس زيناوي مثلا إختلف مع وزير دفاعه القوي سي ابرهة اثناء فترة الحرب مع إرتريا فاطيح بالاخير من اللجنة المركزية لجبهة تحرير تقراي قبل ان يلحق به عدد من ذات اللجنة فعزل زيناوي غالب صف الحرس القديم اما بالإعفاء المشرف او النقل على وظائف سفراء ؛ وصراع الناشط الارومي جوار محمد إعلامي اثيوبي مهاجر وناشط ثقيل الوزن والحضور رغم انه ليس مهيكلا في تنظيم ارومو لكنه كان الشبح الذي صنع حالة الهياج العام التي انتظمت اثيوبيا وانتهت بإستقالة رئيس الوزراء هايلي ديسالين في فبراير 2018 بعد صعوده للوزارة في العام 2012 عقب وفاة مليس زيناوي وقد لعب جوار ادوارا كبيرة بانشطة إعلامية مرهقة للسلطات عقدت الاوضاع أمع تصاعد إحتجاجات الارومو لتعلن الحكومة حالة الطوارئ لمدة 10 أشهر في أكتوبر 2016. ظل محمد جوهر او جوار من ابرز داعمي ابي احمد باعتبارهما الاثنين من قومية واحدة ويلتقيان في دعم صعود مصالح قومية صعدت لاول مرة في تاريخ اثيوبيا الحديث للحكم لكن تباينات في وجهات النظر تتعلق باطروحات لابي احمد وتنظيرات تتعلق بشكل العمل الحزبي وإعادة هيكلة التحالف القديم وميل رئيس الوزراء الحالي لطرح نظرية سياسية تتعلق بتقليص عدد الاحزاب ودمج الكتل السياسية المتقاربة والانفتاح على تاسيسات جديدة متجاوزة للقواعد العرقية في شكل الاحزاب وربما جملة تكوين النظام الفيدرالي وهي توجهات فاقم من اتساع ثقوبها قانون الانتخابات الجديد الذي اوجد قيودا على تاسيس الاحزاب ومنع الموظفون من الترشح مما اوجد كتلة معارضة عالية الامواج وصلت حد المطالبات بتعديل القانون او الدخول في اضرابات عن الطعام والراجح ان توجهات ابي احمد المدعومة من قواعد شبابية مؤمنة بالتجديد تمضي لتصطدم بموانع قوى داخلية في طور التشكل ضده اخطر ما فيها ان من بينها شخصيات كبيرة ومؤثرة من تنظيم الارومو فشلت حتى اللجنة المركزية في تجاوزها واعلان موقف معين بشأنها لتات هنا العوامل الاشد خطورة وهي ان تلك القومية بكثافاتها السكانية وتمددها الجغرافي وانقسامها بين مسلمين ومسيحين شكل قاعدة إشتعال برزت في الاحداث الاخيرة حيث تركزت غالب المشاجرات في اقليم اروميا وفي مدن يفترض انها تدين بالولاء المطلق للارومو الحاكمين ؛ وهنا برز تأثير (جوهر) الذي في تقديري الشخصي ان روابط سيطرته وقربه من رئيس الوزراء تاثرت في الاشهر الاخيرة إذ وضح ان قدرات رئيس الوزراء الشاب قبل نوبل وبعدها تتحس روافع اضيق من العتبات العشائرية كما انه إحتمى برفاق الحكم والوزارة وعلى راس هؤلاء وزير الدفاع ليما مغرسا الذي يعتبر عراب الارومو الجدد والذي يدير الان بنفوذ متصاعد المؤسسة العسكرية التي صنع فيها قومه ثقلا لا ينكر والذي ربما تدفع التطورات به ليكون صاحب الطريق الثالث وان كانت شخصيته المنغلقة والغامضة قد تهزمه . هذا فيما بالمقابل تحسس (جوار) ادواته القديمة وقواعده المنتشرة على نسق تطوير حزم الوجود في الشارع على كتالوج حالة الشارع في مصر عقب ثورة يناير او السودان بعد ابريل ؛ اي وجود مسامير على الارض من يريد المشي عليها فعليه طلب حذاء واقي منه ؛ ولم يكتفي فيما هو واضح الناشط جوار بهذا فقد اجرى (بروفة) ساخنة اثبت بها قدرته على تحريك الحشود بشكل مدهش واظنه سيمضي اكثر من هذا لاستقطاب الاطراف الرافضة لتوجهات ابي احمد من حزبه الى مخطط تحالف مع قوميات واقاليم ومجموعات سياسية لن تجد انسب من تلبية الدعوة لجعل انتخاب ابي نفسه على المحك في 2020 ؛ كل هذا حتى الان خطوطه واطرافه داخلية لكن مع إقتراب ميقات الانتخابات ومع تقاطع مصالح دولية وإقليمية قد تبرز خيوط ذات امتدادات بالداخل خاصة مع قابلية الارض والاوضاع لنظرية صناعة ظروف قريبة من (إستايل) مدرسة شق الداخل وهز الوضع بما يحقق تحولات وفق صالح مخطط عادة ترتيب المنطقة لكن حتى الان فكل ما يجرى ادوات وعناصر وقضايا لا يبدو فيها الاثر الخارجي موجود او ظاهر.
محمد حامد جمعة