شعوب في القرن الـ21.. تأكل البشر وتعيش في أكواخ
تحدت قبائل آسيوية وأمريكية التطور التكنولوجي الكبير الذي شهده كوكب الأرض، والعولمة التي تاهت معها الملامح المميزة لكل دولة، ونجحت في الحفاظ على تقاليدها وموروثاتها وأسلوب حياة يميزها.
من أشهر القبائل التي ما زالت تسير على خطى الأوائل وتثير الكثير من الجدل “أسمات” و”توراجا” و”مرسي” و”كوروبو”.
“أسمات”.. أكل لحوم البشر
اسم القبيلة له معانٍ عدة؛ فأبناء القبيلة ذاتهم يقولون إنه يعني “الأشخاص الحقيقيين”، وتقول بعض القبائل القريبة إن ترجمة الاسم تعني “إنسان الأشجار”، بينما في قرية مجاورة تسمى “ميميكا” ثمة من يؤكد أنه يعني “آكلي لحوم البشر”.
وحتى سبعينيات القرن العشرين، لم يكن يعلم أحد عن وجود قبيلة “أسمات”، التي تنقسم إلى 12 عرقية، ويعيشون في تجمعات تزيد على 100 قرية موزعة في إقليم بابوا بإندونيسيا.
وفي تلك الآونة، لم تكن بعد هذه القبيلة قد وصلت إلى العصر الحجري، لكن في ظل وصول إرساليات دينية تبشيرية بدأت تستخدم أدوات معدنية.
واشتهر أبناء القبيلة بعاداتهم ذات الصلة بأكل لحوم البشر، وبحسب بعض التقارير وشيء من الأساطير السوداء، كانوا مسؤولين عن اختفاء مايكل، نجل نائب رئيس الولايات المتحدة الأسبق، نيلسون روكفلر.
والآن تخلوا عن هذه العادات، لكنهم حتى الثمانينيات كانوا يظهرون ولاءهم للقبيلة بقتل أحد أعدائهم ليتمكن أقاربهم من التهام جسده.
“توراجا”.. السكن وسط الموتى
يعيش أبناء “توراجا” في منطقة بنجالا الجبلية بمقاطعة سولاوسي الجنوبية التي تقع أيضا في إندونيسيا، ويعتنق غالبيتهم المسيحية وينتمون للمذهب البروتستانتي جراء تأثرهم بالإرساليات المسيحية الهولندية.
ويحافظ أبناء القلبية على بعض العادات التي تنتسب إلى دينهم القديم الذي يسمى “ألوك تو دولو”، والأكثر غرابة هي علاقتهم بالموت.
حسب صحيفة “جارديان” البريطانية، بمجرد أن يموت أحد أبناء “توراجا” يعامل كما لو كان مريضا، ويواصلون تقديم الرعاية له، ويقدمون له الطعام والشراب والتبغ والكحول.
ويعتقد أبناء “توراجا” أن الروح تظل قريبة من الجسد بعد الوفاة، وحتى يوم الدفن يظل جسد المتوفى في واحدة من غرف المنزل في اتجاه الشرق، وفي وقت الجنازة تحرك العائلة وجه الفقيد نحو الجنوب.
ويُعَد الوقت بين الوفاة والجنازة غير محدد، قد يمتد أياما أو شهورا أو أعواما وربما عقودا من الزمن، وهو الوقت اللازم لتكريم المتوفى بمراسم دفن كبيرة.
ويضحي أبناء القبيلة بجاموسة في يوم الوداع الأخير، ومع النفس الأخير للحيوان المضحى به يكون خبر وفاة الفقيد قد بات “رسميا”.
قالت مجلة “بوست ماجازين” البريطانية إن “كلما زاد عدد الجاموس الذي تتم التضحية به، تجد نفس المتوفى السلام الأبدي بشكل أسرع، وقد تصل تكلفة الجنازة إلى ما بين 50 ألفا و500 ألف دولار”.
وبعد وضع المتوفى تحت التراب، تجتمع العائلة كل عامين أو 3 لأداء طقوس تسمى “ma’nene”، وخلالها تستخرج الموتى من المقابر وتنظفهم وتغير ملابسهم.
“مرسي”.. ثقب الجسد للتزيين
بشكل تقليدي، يزين أبناء قبيلة “مرسي” الإثيوبية أجسادهم بأساور وندبات ورسومات، لكن حلقات الشفاه من أكثر العادات التي تلفت الانتباه.
هذه القطع الدائرية، التي يمكن أن يصل قطرها إلى 15 سم، هي السمة المميزة لنساء قبيلة “مرسي”، التي تعيش في المنطقة السفلى من وادي نهر أومو، ويبلغ تعداد أفرادها نحو 10 آلاف نسمة.
تشير أبحاث صادرة عن جامعة أوكسفورد البريطانية إلى أن نساء “مرسي” لم يكنّ يستخدمن هذه الدوائر لتجنب الوقوع في يد تجار الرقيق من خلال إخافتهم بهذا الشكل، بل تعتبر هذه الحلي علامة على نوع معين من الأخلاق وتلبسها النساء في القبيلة خاصة الفتيات في سن الزواج والمرأة الخصبة.
وبالنسبة لمن يرتدي هذه الحلي في الأذنين، ومنهم الرجال والأطفال، تُقطع الأذن بشوكة أو شفرة لتوسيع الحفرة وتمدد بقطعة كبيرة من الخشب.
ومع التدفق السياحي على المنطقة، يستفيد أبناء “مرسي” من استعراض ما يتعلق بخصوصياتهم الثقافية للحصول على المال.
“كوروبو”.. معزولة عن العالم
تنحدر قبيلة “كوروبو” من منطقة الأمازون، وتعيش في حالة عزلة بناء على رغبة ذاتية منذ عقود بمحمية في وادي جافاري بالبرازيل.
وكان أول تواصل سلمي مع القبيلة في عام 1996، لكنها ظلت عصية على التأثير الخارجي.
وتحمي البرازيل السكان الأصليين منذ عام 1988، ولا يمكن لأي شخص الوصول بحرية إلى أراضي القبيلة المحمية التي تتمتع بامتداد مشابه لبلد أوروبي مثل النمسا.
وخلال السنوات الأخيرة، عقدت بعض الاجتماعات بين الهنود وعمال الوكالة المعنية بشؤون السكان الأصليين في البرازيل والطواقم الطبية.
وعرف المستوطنون البيض “كوروبو” بأنهم “هنود مسحوقو الرأس”، ويشتهرون بالعصي الكبيرة ويلوحون بها للدفاع عن النفس ويستخدمونها بمهارة كبيرة، ويعيشون في أكواخ مصنوعة من أوراق النخيل ولا يرتدون أي نوع من الملابس.
يتزوج الرجل في القبيلة من امرأة واحدة ويكون الزواج مدى الحياة، ويعرفون أيضا بأنهم قبيلة محاربة، تغرس التقاليد في الأبناء منذ الطفولة.
وعلى سبيل المثال، منذ الصغر، تقطع الأمهات بجذع نبات شعر الأطفال على نفس النمط التقليدي في “كوروبو”، الذي يزيل الشعر بمنتصف الرأس من الأسفل بشكل دائري.
وعلى مدار سنوات طويلة، عانت هذه القبيلة من هجمات شنها غزاة وزوار غير مرغوب فيهم، لذلك كان ردهم على أي اقتراب لغرباء قبل اللقاء السلمي في عام 1996 عنيفا ودفاعيا.
ولا يسمي أبناء القبيلة أنفسهم “كوروبو” بل “ديسلالا” التي تعني “شعب الصيد”.
بوابة العين الاخبارية
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة