قصة «النص الحلو» في حياة توت عنخ آمون: تزوجا في سن 9 أعوام وجمعتهما غراميات وثقتها الجدران
مؤخرًا، ترقب علماء المصريات كشفين أثريين في منطقة وادي الملوك، ووادي القرود في البر الغربي لمدينة الأقصر، عقب توجه الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، إلى هناك حتى يشهد إعلان الدكتور زاهي حواس عن مقبرتين.
ورجحت مصادر بأن يتعلق الاكتشاف بمقبرة «عنخ إس إن آمون» زوجة الملك توت عنخ آمون، لكن «حواس» أعلن أن البعثة الأثرية، التي يقودها، لا تزال تعمل للعثور على مقبرة الملكة نفرتيتي وابنتها عنخ إس إن آمون، وما وجدوه في منطقة وادي الملوك الغربي، المعروفة بوادي القرود، هو 30 ورشةً متخصصة لتصنيع وتجهيز الأثاث الجنائزي قبل وضعها داخل المقبرة، بالإضافة إلى مقبرة أُطلق عليها رقم KV 65، والتي اُستعملت لحفظ بعض الأدوات والأثاث الجنائزي.
ورغم عدم الكشف عن مقبرة «عنخ إس إن آمون»، كما توقع البعض، إلا أن تردد اسم زوجة توت عنخ آمون، أشهر الملوك، يُعد في حد ذاته بابًا جديدًا يُفتح للجمهور، واستمرارًا لطرح التساؤلات حول حياة الصغير الذي لا يزال الغموض يطارده.
وللتعرف على زوجة الملك الذهبي، يقول الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار، إنها ابنة الملكة نفرتيتي والملك إخناتون، وتوت عنخ آمون هو ابن إخناتون من زوجة أخرى، وفي سن 9 سنوات تزوجا، وعاشا في قصر بمدينة منف (البدرشين الآن)، وبعد وفاته لا يعرف سبب إرسالها لجواب إلى ملك الحيثيين، وقالت له: «لا أريد الزواج من مصري، بل أريد الارتباط بابنك».
ويعتبر «حواس»، في تصريحه لـ«المصري لايت»، هذه الرسالة بأنها صعبة، لأن الرجل في مصر الفرعونية بإمكان الزواج من أجنبية، لكن المرأة لا ترتبط بأجنبي، فملك الحيثيين عقب الاطلاع عن الرسالة لم يقتنع، فأرسل رسول وأكد له صدق ما أفصحت له عنه، وبناءً عليه أرسل نجله ليتزوجها، لكن حور محب قتله في الطريق.
ويردف «حواس»: «ما نعلمه عن عنخ إس إن آمون أنها تزوجت من (آي) ولا نعرف عنها أي شيء آخر، ونحن نبحث عن مقبرتها في وادي الملوك الغربي، وهو المكان الذي دُفن فيها زوجها الثاني (آي)، ومن المناظر التي عثر عليها بداخلها أنها تحب توت عنخ آمون، فتظهر وهي ممسكة بكتفه، وحينما توفي تركت وردة على المومياء الخاصة به، فيبدو أنه جمعتهما قصة غرامية».
فيما يوضح الدكتور بسام الشماع، أستاذ علم المصريات، أن هذه السيدة اسمها في الأصل «عنخ إس إن با إيتين»، ثم تحول مع الناس في العالم ليكون «عنخ إس إن با آتون»، وهي واحدة من الست بنات اللائي ولدتهن نفرتيتي من زوجها إخناتون، وتوت عنخ آمون نجل زوجة ثانية لإخناتون، ووالدته تُدعى «كيا»، وحتى يصل الصغير إلى العرش تزوج واحدة من الأخوات الست، فتزوج أخته من أم أخرى.
ويشير «الشماع»، لـ«المصري لايت»، أن اسمها تحول إلى «عنخ إس إن آمون» بعد الزواج من «توت» نتيجة تغيير الديانة من آتون إلى آمون، وحكم الصغير حتى سن 18 عامًا، والاثنان توفيا في سن صغير.
ويتابع «الشماع»: «هناك رسالة تم رصدها مترجمة تقول: (مات زوجي، ليس لي ابن، وعلمت أن لديك كثير من الأبناء الذكور، لو أعطيتني أحد أبناءك سأجعله زوج لي، لن آخذ أبدًا واحدًا من خدمي وأجعله زوجي، أنا خائفة)».
يوضح «الشماع» أنها المرة الأولى التي يعثر فيها العلماء على رسالة ملكية بهذا المضمون، ولم يُذكر فيها اسم الملكة الراسلة والملك المقصود، منوهًا أن الترجيحات تشير أنها مرسلة لملك آسيوي وهو قائد الحيثيين أعداء مصر اللدودين.
يكشف «الشماع» أن المقصود من الخدم، في الرسالة سالفة الذكر، هو الكاهن «آي»، وحتى يحكم لزامًا عليه الزواج من أرملة الملك، وهي عنخ إس إن آمون، ومقبرته تتواجد في وادي القرود محل البحث عن مدفنها.
الملك الذي بلغته الرسالة من السيدة المصرية، والتي ربما تكون عنخ إس إن أمون على حد قول «الشماع»، لم يجب عليها، وما أن اقتنع بالمضمون أرسل ابنه فعلًا للزواج منها، لكن في مصر علموا بالأمر وقتلوه في الطريق.
بالعودة إلى نقطة مقبرة عنخ إس إن آمون، يلتقط الدكتور زاهي حواس طرف الحديث مجددًا باعتباره قائد البعثة الاستكشافية، قائلًا إنه يشعر بوجودها في وادي القرود، لأنها نفس المنطقة التي دُفن فيها الأب الكبير للعائلة أمنحتب الثالث: «احتمال نلاقي مدفنها واحتمال لأ، نحن في النهاية نبحث، وقد نعثر عليها غدّا أو بعد 3 أعوام، أو لا».
من جانبه، يرى «الشماع» مقبرتها قد تكون في سقارة، لأن الحكم كان في منف، ولو كانت خائنة، إذا أثبت العلماء أن الرسالة صادرة منها إلى ملك الحيثيين، لا يمكن أن يكون لها مقبرة ملكية، في حين يشير إلى أنه توجد سيدات دُفنت في وادي القرود مثل الملكة «تي» جدة توت عنخ آمون: «ممكن تكون مقبرة عنخ إس إن آمون بجوار عائلتها الأسرة الـ18 في وادي القرود، لكن أعتقد بنسبة قليلة».
المصري لايت