منوعات

“الباكمبا” و”العدسية”.. أكلات شعبية تغزو شوارع الخرطوم

امتلأت شوارع العاصمة السودانية الخرطوم ونواصيها بالأكلات الشعبية مثل “الباكمبا” و”العدسية” و”المنقة بالشطة” والتبش بالشطة”، بينما ظل جمهورها يزداد باستمرار، في مشهد اعتبره كثيرون واحدا من تجليات الحالة الاقتصادية المتردية للبلاد.

هذه الأكلات تمتاز بالبساطة وقلة التكلفة، حيث تُصنع من المواد المحلية، فـ”الباكمبا” هي عبارة عن قمح مأخوذ القشرة يتم سلقه بالماء والملح والسكر، وتضاف له طحينة السمسم وبعض السمن أو زيت الفول السوداني.

ولا تبتعد “العدسية” كثيراً عن “الباكمبا” من ناحية الصنع، حيث تُغلى حبوب العدس في النار حتى النضج، لكن يمكن أكلها بالسكر، أو الملح والبصل والشطة معاً، وفق رواد هذه الأكلات.

وتبدو “المنقة بالشطة” أكثر غرابة مما سبقها من أكلات شعبية، حيث تُقطع فاكهة المانجو الخضراء الى شرائح وتعبأ في أكياس صغيرة، وتضاف إليها الشطة المسحونة بـ”دكوة” الفول السوداني، وتمتاز بمذاق مالح أكسبها جماهير عريضة خاصة الفتيات.

وفي منتصف نهار كل يوم، يتجمع المئات تحت الأشجار في الطرقات الرئيسية في الخرطوم وبجوار المؤسسات والحكومية والخاصة، وهم يتناولون الأكلات الشعبية الخفيفة “العدسية، والباكمبا” لدرجة كادت أن تكون غذاءً رئيسياً لهم.

وحول الحاجة “خميسة” التي تتخذ من رصيف بوسط الخرطوم مقراً لبيع أكلاتها الشعبية الخفيفة، يجلس عشرات الأشخاص، وهم يهمون في تناول “الباكمبا” ويحتسون بعدها الشاي والقهوة في مؤانسة عالية المزاج.

تقول “خميسة”: “هذا العمل أصبح مصدر رزق جيد بالنسبة لي، حيث يزداد زبائني في كل يوم، الأمر الذي مكنني من توفير احتياجاتي اليومية لي ولأبنائي الذي يدرسون في مراحل تعليم مختلفة”.

وتحدثت لـ”العين الإخبارية” حول نوعية زبائنها، حيث ذكرت أن أكثر مرتادي مكانها لتناول العدسية والباكمبا هم شرائح مثقفة وطلاب بالجامعات، ودائماً ما يتدافعون نحوي وقت الظهيرة، فهي بمثابة وجبة نص” (هذه الوجبة تقع بين وجبتي الفطور والغداء حسب النمط الغذائي في السودان).

وأضافت: “يأخذ بعض الزبائن هذه المأكولات إلى منازلهم جاهزة، فهي تمثل الأرخص ثمنا بين كافة الوجبات في ظل هذا الغلاء”.

ومع ربط البعض هذه المأكولات بتدهور الوضع المعيشي، يرى “عمر هنري”، وهو خريج جامعي، “أن تناول العدسية والباكمبا أصبحت مزاجا أكثر من كونها وجبات غذائية يعتمد عليها”.

لكن “هنري” الذي تحدث لـ”العين الإخبارية” لا ينفي وجود بعض الفئات الذين يتناولون هذه الوجبات لسد الجوع خلال فترة بقائهم خارج المنزل لأنها معقولة الثمن، غير أن السواد الأعظم يلجأ إليها كرغبة مزاجية تجمعك بالأصدقاء.

يقول الشاب عمر هنري، إنه يرتاد أماكن الأكلات الشعبية بشكل يومي لأنه سيجد النقاشات حول الثورة ومستقبل بلاده حاضرة بقوة في تلك المجالس، فضلاً عن أنه يحب العدسية لأنها تحتوي على قيمة غذائية عالية، حسب ما نصحه الأطباء بذلك.

أما “المنقة بالشطة” فتروي قصتها “ناهد الحاج”، وهي إحدى الفتيات المداومات على شرائها وأكلها يومياً، وكيف تضعف البنات أمام طعمها.

تقول “الحاج” لـ”العين الإخبارية”: “المنقة بالشطة أكلتي المفضلة وإذا تناولت بعض الشرائح منها يمكنني البقاء طوال اليوم دون أن نأكل شيئاً آخر، ونعيش فقط على هذا الطعم الجميل، وهذا حال كثير من زميلاتي”.

بوابة العين الاخبارية

تعليق واحد