باحث اقتصادي يدعو للإهتمام بقطاع صناعة المعلومات
أكد دكتور ياسر جمال الدين محمد الباحث بادارة الاقتصاد بركائز المعرفة للدراسات والبحوث أهمية الدور الذي تلعبه المعلومات في معدلات النمو الاقتصادي، منوها أن الاستثمارات العالمية في مجال صناعة المعلومات قدرت ب 500 مليار دولار، وبزيادة 20% سنويا.
وقال د. ياسر في ورشة عمل حول (الاقتصاد القائم على المعرفة وأثره على بعض المؤشرات الاقتصادية الكلية في السودان) نظمتها مؤسسة سودان فاونديشن بمقرها بالخرطوم اليوم بحضور الخبراء والمختصين ، قال إن من أهم عناصر الاقتصاد المعرفي وجود بنية تحتية مجتمعية داعمة له، بالاضافة الى الربط الواسع ذي الحزم العريضة والوصول الى الإنترنت .
ودعا د. ياسر الدولة بمشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني الى اعطاء الأولوية لقطاع المعلومات لزيادة معدل النمو والانتاج، والشروع في التحول نحو اقتصاد المعرفة وتنفيذ المشروعات الكبرى كمشروع المدينة الالكترونية والقمر الصناعي العربي، وزيادة سقف الإنفاق للبحث العلمي.
واستعرض الجهود الرسمية لنهضة قطاع المعلومات ومنها وضع إستراتيجية قومية لصناعة المعلوماتية، وتوفر الإرادة السياسية وتحقيق طفرة في مجال الاتصالات وتبني مشاريع لمحو الأمية الالكترونية.
وطالب دكتور ياسر باعادة هيكلة التعليم بكافة مراحله وتقوية البحث العلمي والتطوير والحث على الابتكار من خلال خطط وطنية مدعومة باتفاقيات إقليمية ودولية اضافة الى مواكبة التغييرات التكنولوجية المتسارعة لاستيعاب التطورات المستمرة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبقية المعارف الإنسانية، ومحاولة ممارستها ميدانياً.
واوصى بالعمل على إيجاد بيئة مناسبة لبناء صناعة سودانية المحتوى متناسقة ومكملة للصناعات العالمية ومطورة لها والعمل على ردم الفجوة الرقمية من خلال العمل على انتشار الانترنت وزيادة أعداد مستخدميه على اختلاف مستوياتهم والعمل على تعليم السكان للغات الحية لتمكينهم على الاطلاع المستمر لما يستجد من طرق ومكونات المعرفة .
وطالب بضرورة تكييف السياسات الاجتماعية وسوق العمل وفق حاجة الاقتصاد المعرفي والاستفادة من التجارب الرائدة في تطبيقات الاقتصاد المبني على المعرفة في الدول المتقدمة وإنشاء مواقع ومسارات للابتكار وحاضناته ودعم المبتكرين وتسويق مبتكراتهم في إطار الاقتصاد المعرفي وقوانين حماية الملكية الفكرية والتوسع في خدمة الانترنت، بما يساهم في بناء القواعد المتينة لاقتصاد المعرفة.
واشار ياسر الى إن الواقع حاليا بالسودان في مجال المعلومات ضعيف جداً، مما انعكس في تدهور الإنتاج في قطاعات مثل الزراعة والرعي بسبب تغييب المعلومة عن الشرائح المنتجة مثل المزارعين والرعاة وجعلهم عرضة للاستغلال من الوسطاء والسماسرة، وادى الى هجرهم لمواقع الإنتاج وتعطل الطاقات الإنتاجية في المجتمع واللجوء الى الاستيراد من المواد الغذائية كالقمح والدقيق في بلد تتوفر فيه كل المقومات التي يمكن أن تجعله سلة غذاء العالم.
واستعرض د. ياسر تجربة ماليزيا في إصلاح المنظومة التعليمية، وقال انها من انجح التجارب، حيث استطاعت ماليزيا في اقل من 30 عاما رفع متوسط الدخل السنوي للمواطن من 680 دولار إلى ألف دولار واتخذت في ذلك ما يعرف بالمدرسة الذكية وهي نوع جديد من المدارس يهدف إلى إيجاد مجتمع متكامل ومتجانس من التلاميذ وأولياء الأمور والمدرسة وتقوم الفكرة على توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كوسيلة ومرتكز لتحديث العملية التعليمية ، مؤكدا اهمية حذو السودان للتجربة الماليزية الناجحة.
سونا