رأي ومقالات

الصادق الرزيقي: أين يقبع بريمير السودان ؟


القناعةُ التي ترسَّخت لدى غالب السودانيين، أن الحكومة الانتقالية وزُمرتها وجوقتها السياسية، باتت عاجِزة عن مُعالجة القضايا الحقيقية بالبلاد، وهربت للأمام عندما تركت ما يهم الناس، إلى ما يزيد من التوتر السياسي، ويُعبّد الطريق لما هو أخشن وأعنف، وليس السببُ قِصَر النظر وحده، لكنها النفوس المملوءة بالغِل، وهي تُعاني من مُضاعفات الخيبة والفشل في إدارة العمل التنفيذي، فلو رتّبت حكومة السيد حمدوك أولوياتها من البداية، وجعلتها مُصوّبة في الاتجاه الصحيح، لإبدال المواطنين واقعاً أفضل من حياتهم الضنكة الحالية، وبحثت عن حلول واقعية وعملية مقبولة للإصلاح الاقتصادي، وَسَعَت إلى جمع الكلمة ولملمة الصف الوطني لوفَّرت جهداً تستفيد منه في إنجاز شيءٍ تستفيد منه وتَجنِي ثمارَه .

فمع اشتداد أوار الحماسة الطائشة، ورقصة الهِياج الثوري المكذوبة، وجدت الحكومة تناقض كل ما قاله رئيسها في مفتتح أيامه، تحوّل الجهاز التنفيذي إلى أداة بطش وتنكيل بالمنظمات الطوعية التي ظلّت تُقدّم خدماتها للمواطنين، وإلى محاكم تفتيش جديدة تُريد محاسبة مواطنيها على مواقفهم واختياراتهم السياسية وقناعاتهم الفِكرية، ولا يوجد أبأس من التفكِير الصبياني المُرتَعِد والمُرتَجِف والمُرتَعِش الذي صيغ به ما يسمى بقانون تفكيك النظام السابق، فهو أغبى قانون على وجه البسيطة، ويضع سابقة في تاريخ السودان سيكون عليهم وزرها ووزر من يعمل بها لاحقاً، فالأخطاء والتجاوُزات والجرائم يتم التعامل معها بالقوانين الموجودة أصلاً، وهي لا تتجاوز في أقصى درجات ما هو موجود في قوانين وعقوبات، وقد سعت دول في المنطقة لسن مثل هذا النوع من القوانين سيّئة السمعة مثل تونس ومصر بعد ثورتيهما، لكنها سرعان ما تراجعت عنها، لأنها تتناقَض والمنطق السليم، وأسوأ ما كان في العراق هو ما فعله المحتل الأمريكي مع عملائه العراقيين بعد صدام حسين في وضع وتطبيق قانون اجتثاث البعث الموجود منذ 2003 وحتى اليوم، فماذا كانت النتيجة، وأين الذين ساعدوا المحتل الباغي، وأين العراق نفسه وأمنه وأمانه..؟ لقد فقد العراق بسبب هذا القانون خيرة الكفاءات والعقول العلمية والعسكرية بسبب الاتهامات الهلامية والجزافية الفضفاضة التي أتاحها ذلك القانون، وما حدث من شرخ في المجتمع العراقي لن يندمل قريباً، فستة عشر عاماً مرّت علي القانون الذي لم يُلغَ بعد، حوَّل هذا البلد العربي العظيم إلى أشلاء ودماء وتفجيرات ونار لا يخمد أوارها.

فلتفعل الحكومة ما تُريد ولتُجهّز تشريعاتها وقوانينها، لكنها ستحصد الحصرم في نهاية الأمر، وسينقلب سحرُها على سَحَرَتِها، فالتقلّبات السياسية وحالة اللااستقرار التي بدأت ملامحها في الظهور أكثر من أي وقت مضي، ستُحيل البلاد إلى حلبة انتقام مُتبادَل وساحة مواجهات لا تنتهي بلا منتصر أو مهزوم، إذا كانت الحكومة ستتحمل هذه النتائج الكارثية وهي بلا رُشد سياسي الآن، فعليها أن تمضي في طريقها كما تشاء، فإعداد مشروعات القوانين سهل، وحالة التشنُّجات الراهنة ليس من ورائها طائل، ولا تُبرِّر الوقوع في المُنزَلَق اللّزِج، فنحن جميعاً سنجلس على تَلٍّ من رماد..

لا تستطيع أي قوة في الدنيا أن تحارِب وتجتث فكراً سياسياً مهما كانت براعتها في الكيد والمكر، ولا تستطيع أي حكومة مهما سنَّت من قوانين وابتدَعَت أدوات جديدة للتآمر واعتساف القانون وتسخير السلطة، أن تُهيل الترابَ على قناعات الأفراد أو الجماعات، فالأفكار تُحارَب بالأفكار، والسياسة مكان وطريقة مواجهتها هو المُنازَلة بأدوات السياسة على مضمار التنافُس السياسي، أما إذا كانت الفكرة كلها تتلخّص في سن قانون يقطُر حِقداً وبُغضاً ويفتقر لأقل قِيَم ومقتضى المقصد القانوني ويتضاءل أمام روح العدل وسعة العقل السياسي السوي، فإنها فكرة ميتة ستدوسها الأقدام وتُولَد ميتة وتتعفّن كجيفة يعافها حتى بُغاث الطير…

نصيحتُنا للحكومة أن تبتعد من هذا الغلو المُهلِك لها قبل غيرها، ولتبحث لها عن مخارج من أزمة الاقتصاد وبؤس العيش وظاهرة الانقسام الأفقي والرأي في المجتمع، ولتجتهد لتحقيق السلام والاتفاق مع الحركات المسلحة، وهذا أفضل لها بكثير من اللهث خلف سراب قانون سياسي بالدرجة الأولى، وهناك فرق كبير بين أن تُلعَب السياسة بقواعدها وبين أن تُسيَّس القوانين ليُلعَب بها ويتم استخدامها وتُوظَّف أسوأ توظيف..
الصادق الرزيقي
الصيحة


‫13 تعليقات

  1. أين يقبع ؟

    إنه على رأس السلطة

    هذا الذي انسلخ من قيم باديته التي فيها ولد ونشأ ، ثم انسلخ من بيئته السودانية / وتفرنج حتى النخاع …أليس هم بريمر؟

    بريمر بأصله لن يكون أسوأ ممن انسلخ من سودانيته

    ولن يكون السخط عليه بأكثر من هذا المتفرنج ، المتقحط

  2. صح لسانك ، وطبعاً هذه القوانين من بنات أفكار الشيوعي العتيد / كمال الجزولي ، وحمدوك والبرهان لا يملكان غير التوقيع !!

  3. الشعب اسقط حكومة بنى كوز وعلى حكومة الشعب اسقاط وتفكيك حزب ومليشيات بنى كوز. حزب يمتلك مليشيات ويصدر العنف والارهاب تفكيكه تطهير للساحة السياسية من دنس اعتراها وهدم للوطن باستشرائه كداء السرطان ومثل النار فى الهشيم. حزب منح الجواز السودانى الدبلوماسى لامثال بن لادن وراشد الغنوشى وما جناه الوطن من هذه التصرفات الرعناء لا يخفى على أحد وما حدث ويحدث لتنظيم بنى كوز بنى جهلول الارهابى هو حصاد غرسه ثلاثون عاما انتم. من فكك حزب المؤتمر الواطى وليس حكومة حمدوك فان كنتم وطنيين خلص نزيهين لرفعتم السودان ونهضتم به الى مصاف الدول العظمى خلال ثلاثون عاما وحينها لحملكم الشعب على الاعناق ولكنه جهلكم وفسادكم القى بكم فى انسب مكان وهو مجارى الصرف الصحي جزاء افعالكم جرائمكم ان من سرق الحكم بانقلاب عسكرى فسرقت مقدرات الشعب عنده اهون من شرب الماء فلم نترك المجرم حرا طليقا بيننا
    ان مصادرة اموال وممتلكات الشعب المنهوبه من المؤتمر الواطى اولوية وهو ما يعنيه قانون التفكيك فحزب المؤتمر الواطى ليس لديه فكر يحميه بل لديه ثروات نهبها من الشعب التف حلولها الفاسدين وعند مصادرة تلك الاموال فلن يكون لدى الوطى شئ يجعل منسوبيه يتمسكون به
    بعد كل هذا العبث والاجرام ماذا تريدون من هذا الشعب اغربوا عن وجهه فضلا فهو سئم رؤية وجوهكم الغابرة ونواياكم كالحة السواد
    ان من سن قانون التفكيك انتم وان من شرع قانون التمكين انتم فيما النواح الان حلال لكم حرام على غيركم او لم تؤمنوا بتفعيل العين بالعين السن بالسن والبادئ اظلم ام هى ازدواجية المعايير
    رقصة الهياج الثورى المكذوبه حقا بنى كوز هم اهل الجهل والنفاق قفوا مع نفسكم لحظة كونوا امينين معها فانتم لا تعرفون الامانة وتيقنوا تماما أن ما حدث ويحدث الان هو ثورة عظيمة ضدكم ثورة يشهد لها العالم اجمع ويعتز بها ويتخذها مثالا يحتذى به وعظة للعالم اجمع ان تنظيمكم العالمى فاشل فلن تسمح اى دولة بتكرار تجربة السودان فتلقن العالم درسا كان السودان حقله
    ان التركة ثقيله وبنى كوز يتشبثون بثقل تركتهم من اجل النيل من حكومة الثورة ونبشرهم بطول الانتظار فحكومة الثوره مبصرة لا عمياء كحكومتكم حكومة الثورة واعية وتعى حجم التركة وكيفية التعامل معها يسندها شعبها الذى صبر على جرائمكم ثلاثون عاما سيصبر ويساند حكومته لثقته ان الحكومة قدر التحدى فاصلاح الاقتصاد يحتاج إلى وقت فليس كمفتاح بفتحه تحل المشاكل فليس من الممكن ان نزرع القمح اليوم ونحده فى نفس اليوم لنحل مشكلة الخبز مثلا ولكنه يمكن التخطيط لحل المشاكل طالما هناك ارادة حقيقة ليست كارادة بنى كوز بنى جهلول اهل النفاق والتجارة بالدين

  4. بعد قانون تفكيك نظام 30 يونيو. والذي يتيح مصادرة أموال وممتلكات المؤتمر الوطني، لا حجة لرفع الدعم. هذه الأموال كافية لحل مشاكل السودان. لعلنا نذكر هذا ما أقترحه وزير المالية في بداية توليه الوزارة، والان قد تحقق.ليس لحكومة حمدوك إي مبرر لرفع الدعم

  5. هل المؤتمر الوطني تنظيم به فكرة وأيدلوجيا يا أرزقي-كل الإحترام والتقديرللإعضاء الذين ذهبوا للمؤتمر الشعبي فأعضاء المؤتمر اللاوطني جلهم لصوص وطفيليين وأرزقية-تبا لك ولأمثالك الهندي واليب مصطفي وإسحق أحمد فضل الله.

  6. الرزيقى ليك تلاتة شهور عمر حكومة الثورة و انت ترغى و تزبد و تلعن و تهدد و تتوعد قادة السودان الجدد, مشكلتك حتى الآن كما هى مشكلة كل الكيزان عدم الاقتناع أن عهدكم قد انتهى ومن المستحيل أن يعود وسترتكبوا خطأ فادح اذا حاولتم مقاومة ارادة الشعب الذى لفظكم بكل أطيافه, ومقاومة ارادة الشعب تعنى لجؤكم للارهاب وبهذا تكونوا قد بصمتم على شهادة تصفيتكم فعلياو الى الابد.

  7. في ايام الحزب الوطني كان يمارس الحزب الشيوعي وحزب البعث وكل أحزاب قحط حياتهم السياسية ويجرو اجتماعاتهم العمومية

  8. الشعب اسقط حكومة بنى كوز وعلى حكومة الشعب وتفكيك حزب ومليشيات بنى كوز. حزب يمتلك مليشيات ويصدر العنف والارهاب تفكيكه تطهير للساحة السياسية من دنس اعتراها وهدم للوطن باستشرائه كداء السرطان ومثل النار فى الهشيم. حزب منح الجواز السودانى الدبلوماسى لامثال بن لادن وراشد الغنوشى وما جناه الوطن من هذه التصرفات الرعناء لا يخفى على أحد وما حدث ويحدث لتنظيم بنى كوز بنى جهلول الارهابى هو حصاد غرسه ثلاثون عاما انتم. من فكك حزب المؤتمر الواطى وليس حكومة حمدوك فان كنتم وطنيين خلص نزيهين لرفعتم السودان ونهضتم به الى مصاف الدول العظمى خلال ثلاثون عاما وحينها لحملكم الشعب على الاعناق ولكنه جهلكم وفسادكم القى بكم فى انسب مكان وهو مجارى الصرف الصحي جزاء افعالكم جرائمكم ان من سرق الحكم بانقلاب عسكرى فسرقت مقدرات الشعب عنده اهون من شرب الماء فلم نترك المجرم حرا طليقا بيننا
    ان مصادرة اموال وممتلكات الشعب المنهوبه من المؤتمر الواطى اولوية وهو ما يعنيه قانون التفكيك فحزب المؤتمر الواطى ليس لديه فكر يحميه بل لديه ثروات نهبها من الشعب التف حلولها الفاسدين وعند مصادرة تلك الاموال فلن يكون لدى الوطى شئ يجعل منسوبيه يتمسكون به
    بعد كل هذا العبث والاجرام ماذا تريدون من هذا الشعب اغربوا عن وجهه فضلا فهو سئم رؤية وجوهكم الغابرة ونواياكم كالحة السواد
    ان من سن قانون التفكيك انتم وان من شرع قانون التمكين انتم فيما النواح الان حلال لكم حرام على غيركم او لم تؤمنوا بتفعيل العين بالعين السن بالسن والبادئ اظلم ام هى ازدواجية المعايير
    رقصة الهياج الثورى المكذوبه حقا بنى كوز هم اهل الجهل والنفاق قفوا مع نفسكم لحظة كونوا امينين معها فانتم لا تعرفون الامانة وتيقنوا تماما أن ما حدث ويحدث الان هو ثورة عظيمة ضدكم ثورة يشهد لها العالم اجمع ويعتز بها ويتخذها مثالا يحتذى به وعظة للعالم اجمع ان تنظيمكم العالمى فاشل فلن تسمح اى دولة بتكرار تجربة السودان فتلقن العالم درسا كان السودان حقله
    ان التركة ثقيله وبنى كوز يتشبثون بثقل تركتهم من اجل النيل من حكومة الثورة ونبشرهم بطول الانتظار فحكومة الثوره مبصرة لا عمياء كحكومتكم حكومة الثورة واعية وتعى حجم التركة وكيفية التعامل معها يسندها شعبها الذى صبر على جرائمكم ثلاثون عاما سيصبر ويساند حكومته لثقته ان الحكومة قدر التحدى فاصلاح الاقتصاد يحتاج إلى وقت فليس كمفتاح بفتحه تحل المشاكل فليس من الممكن ان نزرع القمح اليوم ونحده فى نفس اليوم لنحل مشكلة الخبز مثلا ولكنه يمكن التخطيط لحل المشاكل طالما هناك ارادة حقيقة ليست كارادة بنى كوز بنى جهلول اهل النفاق والتجارة بالدين …

  9. بريمر قريمر رضيانييين بس حلو عننا انتو.عارفين لو رفع الدعم المال يرجع لنا خدمات صحة امن تعليم.مش زي ما كان يدخل جيوبكم يا مرزوقي يا صحفي اخر الزمن

  10. نعم كل جاء المنافي هو بريمر الدولة احتضته كلهم بريمر يا صديقي

  11. كل من جاء من المنافي البعيده بعد الثوره فهو بريمر الدوله التي صنعته كلهم بريمر يا صديقي

  12. البلد فيها دشليون قبه تمام من انتم؟؟؟؟ عرض طيازكم لو سمحتم احمدو الله الشباب ما نكحكم في الشارع عديل ممكن ونص وخمسه اتلمو يالويطه العصر بدافع عن اسلام سياسي اكرر سياسي كسمكم