رأي ومقالات

التحريض والتهديد في( دولة الرشيد سعيد)!!


لسنا بحاجة لتذكير الاستاذ المحترم فيصل محمد صالح وزير الثقافة والاعلام بانه وعدد مقدر من الزملاء المحرضين علي مصادرة الصحف وتكميم الافواه وكسر الاقلام عملوا في صحافة العهد السابق وتحت ظلال قوانينه وعلاقاته حتي لحظات سقوطه الاخيرة .التذكير ليس من باب المعايرة والتقليل او الانتقاد – معاذ الله- بل نتوسل عبره لطلب معاملة الخصوم السياسيين بالمثل- علي اقل تقدير- ولتاكيد اهمية ان يطغي الانتماء للمهنة والحريات علي ما سواه من اختلافات سياسية وتباينات فكرية.لن تتوقف المواجهة التاريخية بين السلطة والاعلام ، غير ان ادارة( دولة الرشيد سعيد) للمعركة بعقلية (جدودنا زمان) والتصدي لها باليات (التفكير القديم) سيدخل اي نظام مهما طغي وتجبر في ذمة التاريخ وان طال به العهد وتاخر الاجل . من يجرؤ في زمن الفضاءات المفتوحة علي تحرير وتحجيم الاعلام وجعله حكرا علي فئة مستقوية بالسلطة ضد مجموعة اخري كل ذنبها انها نجحت ونبغت ولمعت وصارت اكثر بريقا وتاثيرا، من يملك سلطة اعتقال الضوء في مساحات محدودة يمكنه ان يلقي القبض علي (حرية المعلومات والتعبير) في عهد الاعلام الجديد وسطوة الرقمنة وتكنلوجيا الاتصالات.علي القادمين الجدد تامل تجربة الانقاذ التي لم تكن راضية عن الصحافة في كل مراحلها ، ارهقتها بالمصادرات ،خنقتها بالاعلانات واضعفتها بالتدابير الاستثنائية، وحكمتها بقوانين عديدة، من يصدق ان نظاما يصادر 14 صحيفة في يوم واحدا بامر رئيسه البشير ، علي الرغم من ذلك بقيت الصحافة ورحلت الانقاذ.تمنيت (يا الرشيد سعيد) وعوضا عن دعوات التحريض ضد الصحف العاملة وتاجيج حملة اغتيال المؤسسات والتلويح بمراجعة اوراقها وفحص فصيلة دم الصحفيين وشهادات سكنهم ، ان تصدر حكومة التغيير وكيانها السياسي صحفها وتقدم اقلامها وتترك للشارع مهمة اختيار الاجود في سباق اعلامي مهني شريف يجعل من بلادنا واحة للحرية والديمقراطية. النظام السابق بكل ما يوجه له من انتقادات جراء ما اقترفه في ملف الصحافة لم يطالب منسوبوه جهارا نهارا بفصل وتشريد الصحفيين، ولم يمنع مخالفيه الراي من ممارسة المهنة عبر المؤسسات الصحفية القائمة، ولم يشطح انصاره في الجبروت لدرجة الدعوة ل(قلع صحيفة من صاحبها حمرة عين ) اللهم الا محاولات كانت تتصدي لها نقابة الصحفيين في حينها، فالحرية مبدا ينبغي ان يتواضع عليه الصحفيون مهما توزعت بهم الانتماءات السياسية ، المهنة هي الخاسر الاول من تاجيج المواجهة علي اساس الحقد والاقصاء وتصفية الحسابات والغبائن القديمة. ما ادهشني حقا ان تصريح (تحرير الاعلام) ورد كذلك علي لسان الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء ، وهي دعوة ظلم اريد بها التنكيل بالخصوم ، واغتيال الضلع الثالث في شعار الثورة السودانية (حرية سلام وعدالة). استهداف المهنة وتصفية الحسابات بترديد الشعارات النبيلة ، حيلة ينبغي ان لا تنطلي علي قيادات الدولة السودانية التي تعلم ماذا تعني الحرية وفق معايير الغرب -الذي عادوا منه- في تحديد مؤشرات الحكم الرشيد (يا الرشيد سعيد).ليس من مصلحة السلطة الجديدة استعداء الاعلام، ولمصلحة من ستفعل ذلك، المطلوب ولعبور مطبات التغيير وتاسيس دولة الحرية والعدالة التراضي علي كلمة سواء بين القائمين علي امر الاعلام تفضي بنا الي مرحلة من التعافي الوطني بعيدا عن دعوات الغل والتشفي ، ولينتبه القائمون علي الامر الي ان هنالك:
قلة تسعي لحمل النظام الجديد علي تسديد فواتير غبائنها الشخصية من حساب الثورة السودانية ، التغيير عندهم لا يعدو ان يكون منصة لممارسة الحقد الممنهج علي زملائهم الناجحين من الناشرين وملاك الصحف وقادة الراي العام ابناء المهنة بتهمة الانتماء للنظام السابق الغريب في الامر انهم ظلوا يعملون في صحافة الانقاذ حتي سقوطها دون تسجيل اي اعتراض او سؤال عن الخط السياسي ومصادر التمويل.

محمد عبد القادر

صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. الاستاذ فيصل محمد صالح.. معظم الناس يمكن ان يطلقوا عليك لفظ محترم قناعة كما فعل كاتب المقال. و لكن فقط اذا تجنبت السكوت عن القمع و تكميم الافواه في وزارة هي من اخطر المؤسسات و اذا لم تستطع خوفا فالاكرم لك ان تستقيل لان الله ليس بغاقل و التاريخ يسجل و يراقب.