سياسية

ديسمبر مختلف ..


في ذكرى مرور عام على انطلاق ثورة ديسمبر المجيدة ،تنطلق الاشارات الايجابية من هنا وهناك ،لتخبرنا ان السودان مهما تأخر فهو قادم لا محال ،وان زمن العزلة الدولية كاد ان يولي ،وان العالم يراهن علينا رغم غيابنا القسري.
*فبينما بشائر تحقيق السلام تلوح في الافق ،وقادة حركات الكفاح المسلح يهبطون مقرن النيلين ،يلتقون الناس يناقشون ويتناقشون ،وفي جوبا عاصمة الجنوب وصلها وفد المجلس السيادي ،الامر الذي يجعلنا نكاد نرى السلام يمشي بين ايدينا.
*ووزارة الثقافة والاعلام تحتفي في الخرطوم بذكرى تأسيس اتحاد اذعات الدول العربية ،في ذكرى مرور خمسين عام على وضع لبناته الاولى ،حوالي اربع وزراء اعلام عرب،واكثر من مائة وخمسين اعلامياً عربيا ،والفنان الكبير التونسي (لطفي بوشناق )هبطوا ارض السودان ليحتفلوا مع الدولة الشريكة في التأسيس والبلد الذي اهدى العالم الثورة السلمية.
*وفي صبيحة الأربعاء الحادي عشر من ديسمبر ،ينعقد في الخرطوم مؤتمر اصدقاء السودان ،والمجموعة التي اطلقت على نفسها هذا الاسم ،.تضم الولايات المتحده الامريكية ،فرنسا، ألمانيا، السعودية، النرويجْ ،قطر، الإمارات، بريطانيا، مصر،الاتحاد الأفريقي، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، بنك التنمية الأفريقيْ، صندوق النقد الدولي والبنك الدولي واشتركت فنلندا و إيطاليا و السويد كمراقبين.
*المجموعة التى تكونت في يونيو الماضي ،عقدت اجتماع موسع في اكتوبر في واشنطن بوزار الخارجية الامريكية ، قدم فيه وزير المالية (إبراهيم البدوي) شرحا لمحاور خطة الحكومة الاقتصادية التي تركز على حشد الموارد الداخلية والخارجية لاظهار تغير سريع في الخدمات-يتوقع ان يفرد لها 54% من الموازنة- ومعالجة بطالة الشباب وفي نفس الوقت السعي في إصلاحات اقتصادية لخلق أرضية لتنمية مستدامة طويلة الأجل.
*وقد اتفق اجتماع اكتوبر على عقد اجتماع ديسمبر في الخرطوم ،لبحث تفاصيل المساعدات المطلوبة ،وكتمهيد لمؤتمر المانحين الّذي سينعقد بمشيئة الله في ابريل القادم ،وتأسيس صندوق لمساعدة برامج الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة ،مع الاهتما بتأسيس سياج حماية اجتماعي يساهم في العبور من فترة الانتقال ،الى عضو في الاسرة الدولية مستقر ومساهم.
*وحسب حديث وزير المالية ،سيتم بحث اعفاء بعض الديون على السودان من قبل بعض المؤسسات المالية خلال العام القادم ، وزاد أن الحكومة الانتقالية قدمت عشرين مشروعا للتمويل في الموازنة القادمة، تشمل الكهرباء والماء والمواصلات، وزيادة احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي.
*ويوم السبت الماضي استنهض القطاع الخاص السوداني عضويته ،عبر تجمع اصحاب العمل السودانيين،متجاوزاً الأطر القديمة مؤسساً لشراكة وطنيه مع الحكومة ،بمعاير علمية تصبو نحو الاستقرار الاقتصادي .
*على الجانب الاخر بعض ابناء الوطن ،ينساقون نحو دعاوي من نزع الله منهم الملك ،ربما غضب الهي اصابهم كما نسب للرئيس المعزول في محبسه ،يريد بعض الساسة ان يدعو لموكب ضد حكومة الثورة ،هؤلاء لا يرون الجانب الممتلئ من الكوب ،ولا يؤثرون على انفسهم من اجل الوطن ،لكن سيعود لهم الوعي ويسهموا في بنائه .

اخر لحظة