رأي ومقالات

غندور .. وعمر الدقير .. حوار النوايا الحسنة !!

• بعيداً عن المواقف السياسية المسبقة أري في تجربة حزب المؤتمر السوداني ما يستحق الدراسة والتأمل .. والمراجعة ..
• عكفت علي أدبيات وسياسات الحزب .. قضيت وقتاً طويلاً في مطالعة أفكاره المكتوبة والمنثورة .. مما خرجت به أن لهذا الحزب ما يقدمه .. وهو عندي حزب سوداني كامل الدسم .. أقول هذا مع اختلافي مع رؤي الحزب في بعض القضايا والمواقف .. وأظن أن هذا أمر مقبول .. فليس مطلوباً من الآخر أن يقبل بكل ما أطرحه من أراء وفي ذات الوقت علي الآخر ألا ينتظر مني التوافق معه في أطروحاته وتعاطيه مع قضايا البلاد والعباد ..
• ما يستحق الدراسة في تجربة حزب المؤتمر السوداني أن القائمين علي أمره بذلوا جهداً متميزاً غطي جوانب عديدة من المشكل السوداني ..يمكن القول إنهم وضعوا إطاراً عاماً لكل أسئلة الشأن السوداني الملحة .. لهم في كل قضية موقف .. وفي كل نقاش حول قضايا السودان ورقة عمل .. فكري .. سياسي .. اجتماعي .. اقتصادي وغيره ..
• عند مراجعة نشأة وتطور الأحزاب السودانية وتقاطعاتها نجد أن حزب المؤتمر السوداني في قائمة الأحزاب السودانية التي نشأت في تربة السودان وليست له أي امتدادات أو ارتباطات بدوائر أو محاور أو دول خارجية .. هذه حقيقة علينا إثباتها لتأكيد سودانية هذا الحزب المرتبط بأرض وإنسان السودان وتركيزه علي قضايا بلادنا الملحة والبحث المضني عن إجابات مباشرة لأسئلة الهوية التي عجزت النخب السياسية المختلفة عن وضع أفكار واضحة للخروج من سؤالها الصعب وهو ما يجده المتابع لأفكار حزب المؤتمر السوداني .. تختلف أو تتفق مع هذا الحزب لكنك لا تملك غير التقدير العالي لطريقته المتميزة في طرح وتداول برامجه وأفكاره ..
• استوقفتني عبارة خطها قلم الأستاذ يوسف عبد المنان بصحيفة الصيحة الصادرة يوم الإثنين 19 ديسمبر 2019 يقول : ( ركل حمدوك أغلبية التيار الإسلامي والتيار الوسطي وابتعد حتي عن حزب المؤتمر السوداني الذي يمثل رمزية الثورة والتغيير بحسب البلاء والتضحية ) ..
• عند جرد حساب الثورة المصنوعة التي أطاحت بحكم الإسلاميين لا يمكن. تجاوز حزب المؤتمر السوداني والذي نشط في معارضة الإنقاذ منذ سنوات وعمل جاهداً لإسقاطها .. كما لا يمكن تجاوز دور الحزب ونشاطه في التنظير لتجميع شتات الأحزاب والجماعات والمنظمات التي انضوت تحت لواء تجمع المهنيين من جهة .. وقوي الحرية والتغيير من جهة أخري ..
• المتابعون لحركة وتفاصيل المشهد السياسي في السودان وكواليس صناعة المواقف والأحداث السياسية يعرفون لماذا يقف الحزب الشيوعي بالمرصاد لحزب المؤتمر السوداني ويسعي بكل قوته وطاقته الشيطانية لإبعاده عن المشهد السياسي الراهن وربما يتساءل المراقبون حتي اللحظة كيف انطلت كذبة الشيوعيين علي قوي قحت عندما قالوا إنهم لن يشاركوا في الحكومة الانتقالية .. وبهذه الخدعة أخرج الشيوعيون حزب المؤتمر السوداني من كابينة الحكومة وقدموا كوادرهم الهشة والضعيفة للمناصب .. والكراسي !!
• لا أعرف لماذا لم تتوافق قوي الثورة المصنوعة علي مقترح ترشيح المهندس عمر الدقير لمنصب رئيس الوزراء والذي يجلس عليه حمدوك حالياً ويقدم أداءاً أقل ما يقال عنه إنه ضعيف وغير مرضي لطموحات وآمال كثرة غالبة من الذين ثاروا ضد الإسلاميين وأسقطوهم قبل عام ..
• المهندس عمر الدقير سياسي سوداني محترم بحق .. رجل يعرف كيمياء الواقع السوداني وما يميزه عن قادة المشهد المعارض في سنوات الإنقاذ وبعد سقوطها .. ما يميزه قدرته الفذة علي التسامح والتجاوز والبحث عن نقاط التلاقي مع الآخر ..
• لهذا لم أستغرب قبوله الجلوس في منبر قناة الجزيرة والمشاركة في حوار مباشر مع البروفسير إبراهيم غندور رئيس حزب المؤتمر الوطني .. لم يشغل الدقير نفسه بقضية حل المؤتمر الوطني وقانون تفكيكه .. تجاوز كل هذه الضجة ووافق علي مبارزة غندور في حوار سياسي شيق عبر قناة عالية المشاهدة مثل الجزيرة ..
• بعيداً عن الضجة التي أثارتها إفادات الرجلين أقول إن حديثهما يصلح أرضية لحوار سوداني سوداني للخروج من ورطة الراهن الذي يسعي الشيوعيون وبغباء سياسي مقصود لتكريسه .. واقع سيمزق النسيج الاجتماعي قبل خارطة السياسة في بلادنا .. واقع سيعمق حالة الانقسام التي يعيشها السودان اليوم .. حالة لا يمكن الخروج من نفقها المرتقب إلا عبر حوار سوداني تبتدره الأحزاب والقوي السياسية السودانية التي تملك رصيد معرفي ومنهجي لتشخيص واقع وحال ومستقبل وطن اسمه السودان .. حزب المؤتمر السوداني من الأحزاب التي تملك قابلية التعاطي الموجب مع أزمات السودان الحالية .. اعتراف ربما يضعه بعضهم في خانة ( التلج السياسي ) .. لا يهمني هذا كثيراً .. ليتنا نبحث عن مخارج مشتركة لأزمة بلادنا .. مخارج يصلح حوار غندور والدقير ليكون أرضية يمكن البدء منها .. وخير ختامٍ لمقالنا كلمات كتبتها الأستاذة الصحفية والإعلامية حنان عبد الحميد (أم وضاح
) بصحيفة المجهر السياسي في عددها الصادر اليوم ( بذات أناقة المظهر وأناقة المظهر التي جمعت عمر الدقير وبروف غندور نستطيع أن نتجاوز الماضي والمرارات ونبني سوداناً جديداً )..
• نحتاج للحظات تعقل مع القوي السياسية العاقلة ومنها حزب المؤتمر السوداني ..

عبد الماجد عبد الحميد

تعليق واحد

  1. كيف يمكن لحوار طرفه غندور أن يكون أرضية صالحة لإي شئ ناهيك عن إصلاح بلد ولم شملها . أناقة المظهر ممكن ولكن المهم أناقة المخبر .ما قاله غندور في هذا الحوار من أكاذيب ومغالطات لكافي ولا يحتاج لمزيد لنعرف .