رأي ومقالات

ناهد قرناص: وجدي ميرغني والنيران الصديقة

قصة مدينتين اشهر قصص الكاتب الانجليزي المشهور (تشارلز ديكنز) ..وثق فيها للسنوات التي سبقت الثورة الفرنسية ..واحداث الثورة ذاتها …وتلك الانفعالات التي اجتاحت نفوس المزاراعين الذين كانوا يعانون الامرين من الارستقراطين الفرنسيين ..مما جعل ردة الفعل عنيفة جدا بعد انتصار الثورة ..حتى وصلت الامور حدا صارت فيه الثورة عمياء لا تفرق بين الخير والشر ..فاخذت الأرستقراطي تشارلز دارني بجريرة طبقته ..رغم انه كان طيبا ومساندا لأفكار الثورة …ربما من هذا المنطلق اتت كلمة الثورة تأكل بنيها.

الثورة الفرنسية حدثت قبل قرون ..كانت اشهر الثورات قبل تفجر الثورة السودانية التي سرقت منها الأضواء لأنها لازمت السلمية طوال الوقت رغم الاستفزاز ..الثوار جابهوا الطلقات والرصاص بصدور عارية ..وارتقى الشهداء واحدا تلو الاخر ..هل فت ذلك من عضد العزم والعزيمة ؟ لا ..والف لا ..بل الحشود كانت تزداد كل يوم ..حتى حدث النصر ..واستوت سفينة الثورة على جودي الفترة الانتقالية ..وبدات المحاسبات ..مستخدمين تقنية (البل) ..المياه المستخدمة في (البل ) كانت كثيرة ..وتم دفقها دون حساب فطالت اسماء صديقة ..هذا هو السبب الذي جعلنا نتساءل اليوم ..ما هي الأسباب التي تجعل السلطات تحتجز شخصية مثل (وجدي ميرغني ؟)

وجدي مزارع قديم ..وهذا مجال تخصصه منذ زمن بعيد .. (وخلونا نرجع بالزمن مرة) ونحكي عن (محجوب اخوان )..هي شركة تأسست عام 1928 بواسطة محجوب محمد احمد ..الذي كان وكيلا لشركات عالمية في الاستيراد والتصدير ..وورث محجوب ابنه ميرغني الذي ركز في نشاطه على الزراعة لاسيما (الآلية المطرية الحديثة) بعد تخرجه في كلية غردون ..ومن ثم اتى الحفيد وجدي ميرغني حيث عمل بالقضارف في مجال الزراعة الآلية منذ تخرجه في عام 1982 ..ويدير وجدي (محجوب اخوان) التي توسعت في انتاج الذرة والسمسم مع ادخال محاصيل جديدة كالقطن وزهرة الشمس ..بجانب مساحات اخرى زراعية في نواحي السودان .

طيب يبقى السؤال الذي يفرض نفسه بالضرورة ..ما هي الاسباب المباشرة لاعتقال وجدي ؟ طبعا الى الآن لم توجه اليه تهمة محددة ..مما جعلنا نضرب اخماسا في اسداس ونقول (يا ترى فعل كذا ويا هل ترى فعل كذا )! ..لكن الامر الواضح ان مساهمته في قناة سوادنية 24 ..هي التي تسببت له في هذا الغضب الثوري ام تراني مخطئة ؟؟

..وجدي ميرغني مجرد مستثمر ولا علاقة له بوضع البرامج ولا الاخراج ..الأمر الذي ينطبق ايضا على بقية العاملين فيها ..اغلبهم كان مساندا للثورة ..وكانوا يعارضون سياسة القناة ويكتبون عن ذلك صراحة في صفحاتهم الأسفيرية ..مما يعني ان السياسة التي كانت تنتهجها القناة لم تكن محل رضى ..الشئ الطريف ان القناة عدلت من سيرها وقدمت اعتذار غير مباشر للثوار ..وعادت اسهمها في الارتفاع ونسب المشاهدة كذلك ..لكن صديقنا وجدي تحمل كبر ذنبها وتم حبسه الى اجل غير مسمى جراء ذلك .

يا سعادة النائب العام ..ان كان ثمة شئ نقوله في الختام ..فهو المثل الذي يقول (العاقل من اتعظ بغيره) دعونا نأخذ العظة من الثورة الفرنسية ..والتي أرست قواعد العدل والإنصاف في العالم لكن على جثث الكثير من الأبرياء .. ..و قد نلنا قصب السبق في سلمية الثورات عبر التاريخ ..فحق علينا ان نثبت اننا لا نلقى الأحكام جزافا ..ولا ننسى فضل الناس الخيرين .. ولا نأخذهم بجريرة البعض ..
لذلك وبناء على ما سبق ذكره ..نطالب لوجدي ميرغني بالحرية ..ولكل من اصابه رذاذ البل ونالته قذيفة مباشرة من نيران الثورة الصديقة ..نتمنى لهم الانصاف والسلام والعدل والعدالة .. .

ناهد قرناص

تعليق واحد

  1. فعلا جبتيها من الاخر المقصود ابتزاز الرجل ليتنازل عن قناة ٢٤ وكل الهدف تصفية الاعلام وعمل جسم جديد يدور في فلك قحت .
    بالواضح اي اعلام اما مع قحت او تصفية