عالمية

السعودية .. مطالب واسعة بالتشهير بالمتحرشين وصاحبات الملابس الجريئة في مهرجان ”مدل بيست“

دعا كثير من السعوديين، وبينهم نخب معروفة تضم كتابًا وإعلاميين ومحامين، السلطات المختصة في المملكة، إلى التشهير بعدد من الشبان والفتيات الذين تم توقيفهم وضبطهم على خلفية حوادث تحرش ومخالفات للذوق العام خادشة للحياء شهدها مهرجان ”مدل بيست“ الموسيقي قبل أيام.

وكانت شرطة منطقة الرياض قد أعلنت القبض على 24 شخصا تورطوا بحوادث تحرش في المهرجان الذي استقطب جمهورا كبيرا من الجنسين، بجانب ضبط 9 نساء وجهت لهن تهم خدش الحياء المنصوص عليها في لائحة الذوق العام.

وثارت ردود فعل واسعة حول عدد من التصرفات التي رافقت المهرجان بعد تداول مقاطع فيديو عديدة لشبان يتحرشون بفتيات، وأخريات يرتدين ملابس جريئة ويتجولن بين جمهور المهرجان الكبير، قبل أن تعلن شرطة الرياض عن تدخلها في القضية.

ورغم الإشادة الواسعة بتدخل الشرطة وملاحقة المخالفين والمخالفات للقوانين المحلية، رغم صعوبة تحديد هوياتهم، فإن مطالب واسعة قادها سعوديون من مختلف شرائح المجتمع، تدعو للتشهير بالمدانين في حوادث التحرش ومخالفات الذوق العام.

ويقول أصحاب تلك الدعوات إن العقوبات المنصوص عليها ضد المدانين بالتحرش ومخالفة الذوق العام، لن تردع المخالفين ما لم تتضمن التشهير بهم في المجتمع الذي يخشون نظرة أفراده لهم أكثر من عقوبات السجن والغرامة.

وقال المحامي السعودي البارز، عبدالرحمن اللاحم، في أعقاب بياني شرطة الرياض عن توقيف متحرشين ومخالفات للذوق العام: ”جميل جدا ملاحقة الخارجين على القانون واقتيادهم للعدالة، وسيكون أجمل لو تم التشهير بهم، حماية للمنظومة القانونية والاجتماعية“.

ودعا الصحفي السعودي المعروف، عضوان الأحمري، لعقوبة التشهير أيضا ليرتدع المخالفون على حد قوله ”القوانين لا تردع المتحرش لأنه يأمن التشهير به. المتحرش جنسيا كائن مريض، يستقوي بالستر، حين تشهر به، تردعه، تخبر عائلته أن هذا نتاج تربيتها، وتفضح تناقضاته، وتجعله عبرة للآخرين. التستر على المتحرشين والاكتفاء بالعقوبة سيجعله يكرر نفس الفعل مرة أخرى“.

وبدا المحامي عيسى الرشيدي مقتنعا بما سيواجهه المخالفون من الجنسين، وقال في تعليق له على نقاش واسع بين السعوديين حول القضية ”#القبض_علي_مخالفات_الذوق_العام يستاهلون عيال وبنات اي شخص يخالف الذوق العام يجب ردعه ومن يريد ممارسة ما يشاء فلديه منزله واملاكه الخاصة ليفعل بها ما يريد، نحتاج بيئة خالية من التحرشات والاخلاقيات المنافية لثقافتنا والاشكال المقززة.

وطلب أحد المغردين، ويدعى أحمد الحربي، الكاتبة لمياء البراهيم، بأن تطالب بالتشهير بالمدانين في المخالفات والحوادث التي شهدها المهرجان خلال مشاركتها في نقاش حول الموضوع على قناة ”الإخبارية“ التي انضمت هي ووسائل إعلام محلية أخرى لتغطية تداعيات مقاطع الفيديو التي تم نشرها من داخل مسارح المهرجان والطرقات المؤدية إليها.

وكتب الحربي قائلا: ”يا ليت يا دكتورة ولا عليك أمر أن تطالبي بإعلان العقوبة وأسمائهم ليكون رادعا للغير خاصة أن مجتمعنا يخشى من الفضيحة أكثر من خشيته من النظام وعقوبته“.

وفي السياق ذاته كتب مغرد تحت اسم تميم: ”مادام الأمر تدخلت فيه جهة أمنية (الشرطة) فالواجب نشر اسماء وصور هؤلاء سواء كانوا من النساء أم الرجال؛ لكي يتعظ الجميع، ولا تتكرر هذه المهازل والمخازي الأخلاقية. مجتمعنا يرفض هذه التصرفات اللا مسؤولة“.

وبدا المدون محمد مرشد الرحيلي غير مكتف بالعقوبات التي سيواجهها المدانون والتشهير بهم، بل دعا أيضا لإجراء دراسة حول تلك الحوادث قائلا: ”خبر يسر السامعين وليت يشهر بهم، ولا ننسى دراسة الأسباب التي أدت إلى التحرش ومعالجتها“.

وكتب مغرد مؤيد لمطالب التشهير: ”المتحرشون جبناء يعمدون لارتكاب جرائمهم في الخفاء. عدم التشهير بهم يعني إعطاءهم فرصة لأذية المزيد من الأبرياء، يجب نشر أسمائهم صورهم و أماكن إقامتهم. هذا النوع من المجرمين يمثل خطرا على المجتمع ويحق للجميع معرفتهم ومعرفة أماكن تواجدهم لأخذ الحذر منهم“.

ولم يطلب المدون السعودي البارز، منذر آل الشيخ مبارك، التشهير بالمخالفين بشكل مباشر، لكنه قال في تعليقه ”#القبض_على_متحرشين_بالرياض خبر يسر الخاطر وكم أتمنى أن تغلظ العقوبات عليهم“.

وبدا المدون نايف مدخلي صاحب اللقب الشهير ”نايفكو“ سعيدا بخطوة شرطة الرياض، وقال: ”غاب عن المتحرشين ومخالفات الذوق العام أن التقنية وأدوات المراقبة والتتبّع الحديثة ستتوصل إليهم مهما تلثموا وتبرقعوا وتنكروا. المجد لوزارة الداخلية“.

لكن دعوات التشهير بالمسؤولين عن الجدل عقب المهرجان بتصرفاتهم المخالفة للقوانين، هي التي هيمنت على النقاش الواسع الذي كتب فيه المدون فيصل الشهري ”الحل الأمثل بالمتحرشين هو التشهير بهم، لأننا نعيش وسط ناس يخافون من الله مرة ومن البشر ألف مرة. التشهير بهم أنسب حل لمعاقبتهم“.

وشهدت الرياض أيام الخميس والجمعة والسبت الماضية، سلسلة عروض موسيقية توزعت في خمسة مسارح بالمدينة وسط إقبال لافت تجاوز في يومه الأول مئة ألف شخص من الجنسين، وتخلله بعض حوادث التحرش كما يظهر في مقاطع الفيديو المتداولة.

وتفرض القوانين المحلية عقوبات مشددة بالسجن والغرامة على المتحرشين، وسط مطالب بسن تشريعات إضافية لوضع حد لحوادث التحرش بالتزامن مع تخفيف القيود التي كانت تعيق مشاركة النساء في الحياة العامة والفعاليات المتنوعة.

فيما تقتصر عقوبات مخالفة لائحة الذوق العام التي بدأت السعودية بتطبيقها حديثا، على غرامات مالية فقط، ولم يرد أن تم توقيف أي شخص بسبب مخالفة بنود اللائحة التي تتضمن حظر ارتداء الملابس غير اللائقة في الأماكن العامة كالتي تعتبر خادشة للحياء، ومنع التلفظ بقول أو الإتيان بفعل فيه إيذاء أو إخافة لمرتادي الأماكن العامة أو تعريضهم للخطر.

إرم نيوز