رأي ومقالات

حسين خوجلي: المالية ..جدلية الكاش والنقاش !!!


للراحل البروفيسور محمد هاشم عوض عميد كلية الإقتصاد بجامعة الخرطوم، وأحد وزراء المالية المتميزين في بلادنا، حكاية إقتصادية لطيفة يحكيها لطلابه عن ملياردير ورجل اعمال أمريكي تخرج إثنان من أبنائه من جامعة معتبرة وإلتحقا بالعمل معه. وقبل تكليفهما وتعميدهما في العمل قرر أن يختبر مهارتهما الذهنية والعملية، فمنح كل واحد منهما عشرة مليون دولار لتأسيس شركة إستثمارية صغيرة (اوعى تضربوا في تسعين جنية) وبعد عام طلب منهما (الجرد السنوي ) وحساب الربح والخسارة فكانت النتيجة كالآتي:
* الاول ربح أربعة مليون دولار وأرفق معها قائمة من الخسائر الصغيرة والإشكالات وتعقيدات العمل مثل حريق لمخزن، إختلاسات لإثنين من المحاسبين، وإختلافات مع دائرة الضرائب في بعض المشروعات، وإشكالات صغيرة مع شركة تأمين، وقضايا عمل مع مجموعة من الموظفين والعمال المفصولين من الشركة.

* أما الثاني فقد ربح خمسمائة ألف دولار فقط لا غير وخلت ورقة الملاحظات من أي إشكالات إدارية أو ضريبية كما أنه لم يدون أي مخالفات مع عماله أو موظفيه بالشركة.

طلب الأب الملياردير من أبنائه فرصة أسبوع لدراسة التقريرين لأعمالهما، وفعلا دعاهما بعد أسبوع لإجتماع تاريخي في حياة الأسرة وحياة العمل. وقال بلغة جادة وحازمة موجهاً رسالته لإبنيه: ( أنت يا عزيزي صاحب الأربعة مليون دولار في الأرباح من قبيلة التجار والمستثمرين وليس هنالك إقتصاد بلا مخاطر، أما أنت يا عزيزي صاحب النصف مليون دولار واللائحة الخالية من التعثرات والإشكالات فإنك من مدرسة الإداريين التطهريين، فإنك تصلح لقيادة الشركة إدارياً ولا تصلح لقيادتها إستثماريآ). رضي الإبنان بحكمة والدهما الخبير وصارت شركتهما الجديدة لاحقاً واحدة من كبريات الشركات الأمريكية ).

عزيزي البروفيسور محمد هاشم عوض مشكلتنا في السودان أننا إخترنا لقيادة المالية والإقتصاد في بلادنا أكاديميا تطهُريا يصلح بهذه الصفة لمهمة أخرى مثل التدريس وإعداد الاستشارات وأوراق العمل الاقتصادية، فابحثوا عن كفاءة اقتصادية (واقع من السما سبعة مرات) يجيد الإستثمار وخبايا السوق ودهاليز المنظمات، وإن تكاثرت في أجندته قائمة الإشكالات والمخاطر والتعقيدات، خاصة وأن التشكيل الوزاري الذي سيزلزل الواقع الكئيب بالكفاءات قادمٌ لا محالة، ولابد من صنعاء وإن طال السفر.

حسين خوجلي


‫2 تعليقات

  1. من صنع هذا الواقع الكئيب يا جخص .. وطنبة حمدوك هى دافعه لفبول مهمة كنس وازالة عفن الكيزان .. تركة ثقيلة من الفساد واللاوطنية خلفها حكم من تحلم بعودتهم ولكن هيهات .. ترك حمدوك وظيفة وفرت له إحترام الأمم وأغدقت عليه بالمال والنعيم وعاد إلى وطنه لينال أجر المشاركة فى إعادة بناء وطن جريح تحفه دعوات الصالحين وامهات الشهداء والمقهورين والمظلومين من قبل نظام البطش والأستعلاء .. احسنت حكومة حمدوك ان تركت أمثال هذا الفاتية طلقاء يبثون سمومهم على الورق والفضاء ليعرفهم الناس على حقيقتهم تلاحقهم اللعنات اين حلوا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  2. الزول دا رماد نار الشرق يا تاى الله ود السارة بت الفضل دحن الاضينه دا منكم وفيكم بقولوا عليهو من قرية الشرفة براحة عليهو شوية اردموهو حبه حبه