منوعات

نظافة الشوارع .. نمط حياة جديدة في عدد من أحياء العاصمة


لم تكتمل الثورة بعد، ما تزال هناك الكثير من النواقص، ربما يشعر الشباب أنهم أنجزوا بنجاح بعد أن يشاهدوا على أرض الواقع أن الحياة تبدلت، والشمس أشرقت من جديد لتضيء البلاد وترسم لوحة باذخة الجمال عنوانها الحياة الهانئة ويظللها رغد العيش.
الثورة التي لم تكتمل خلفت الكثير من الإشراقات ووحدت الشباب وجمعت كلمتهم فكانت الصرخة واحدة حتى انجلى أسوأ عهد يمر على تأريخ البلاد، الإضاءات التي خلفتها الثورة لم تقتصر على قوة الإرادة ولا العزيمة وإنما امتدت لتشمل تغييراً في المفاهيم لكون الأنانية مثلت أسوأ مظاهر العهد البائد ما انعكس على شعب كان يضرب به المثل في حسن التعامل والإيثار.
الشباب اتفقوا وقرنوا القول الفعل واجتهدوا في نظافة الشوارع، اهتموا بالإضاءة في عدد من أحياء العاصمة وشملت صينية السوق المركزي المعروفة وذلك بعد أن رمموا في وقت سابق بعض أحداث الثورة في الشوارع و (التراك).
وبالنسبة لعثمان علي الفكي فيقول إن ما لفت نظره اهتمام عدد كبير من الشباب بالنظافة مبيناً أن مجرد التفكير في أن ينجز هؤلاء الشباب عملاً جماعياً فهذا يشير إلى أن المفاهيم تغيرت فمن النادر أن نجد تلك الأفكار تنزل حيز الواقع في وقت انشغل فيه الجميع بالبحث عن لقمة العيش ومقعد في مركبة نقل مؤكداً أن ما ينجزه الشباب سينعكس إيجابا على أجيال قادمة ستنشأ على حب الوطن والعمل الجماعي بعد أن أقعدتنا الأنانية طوال (3) أعوام، اقتصرت فيها أحلام الشباب وانصب تركيزهم علي الهجرة ففقدنا الكثير من الكوادر التي كان يمكن أن تساهم في طفرة في البلاد.
ويرى أبو القاسم محمد النعيم أن عدداً من الشباب ساهموا في نظافة الحي الذي يقطنونه مؤكداً أن الجميع أبدى حماساً منقطع النظير لافتا إلى أن الهدف أكبر من مجرد نظافة لن تصمد طويلاً في بلد يعاني حتى على صعيد الطقس ولكن الأهم الطاقة الإيجابية والتفكير في عمل مشترك يستفيد منه الجميع كما أن النظافة من الإيمان وهو أمر معروف بالنسبة لنا مشيراً إلى أن العمل الجماعي أفضى لتعاون في مجالات أخرى وأكد أن أخلاق الشعب فطرة جبل عليها ولا يمكن أن يتنازلوا عنها وحيا أبو القاسم الشباب على مجهودهم ودعا للمواصلة.
ومن جانبه قال إبراهيم سليمان إن إضاءة الشوارع أو حتى المساهمة في شراء مصباح كهربائي واحد يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح وأكد في حديثه المقتضب أن الشباب لا بد أن يصلوا يوماً إلى هدفهم مختتماً حديثه بأن العمل الجماعي يساهم في تقوية العلاقات ويؤكد على الترابط ونبه إلى أن السلوك الجيد يصير فطرة سوية.

صحيفة اليوم التالي