اقتصاد وأعمال

ارتفاع تكلفة العمرة.. مُبررات واهية


قرار مفاجئ اتخذته شركات الطيران برفع أسعار تذاكر العمرة هذا العام لتقفز من (18) إلى (25) ألف جنيه، حيث بلغ سعر ذات التذكرة عبر الخطوط السعودية نحو 360 دولاراً بما يعادل 31 ألف جنيه دون مبررات، فأضحى سعر التذكرة أعلى من قيمة العمرة التى تقدر تكلفتها ما بين (950) إلى (110) ريالات بما يعادل (21-25 ) جنيهاً، الأمر الذي خلق ربكة في سوق السفر، وتوجه المعتمرين للسفر براً محاولة منهم لأداء الشعيرة بأقل التكاليف.

فما هي الأسباب الحقيقية وراء الزيادة؟ ومن الذي يقف خلفها؟ والعديد من التساؤلات التي حاولنا الإجابة عليها عبر المساحة التالية.

غياب الرقيب:

عدد من وكالات السفر والسياحة تحدثت لـ(الصيحة) أكدت على أن غياب الناقل الوطني هو العامل الرئيسي لارتفاع أسعار تذاكر الطيران عموماً بالبلاد، وبحسب حديث نزار صاحب وكالة القضارف والذي أبدى أسفه على الزيادات هناك جشع وطمع من شركات الطيران سعياً وراء الربح، مشيراً لعدم زيادة أسعار الوقود أو زيادة المسافة بين جدة والخرطوم مؤكداً أن العاملين بالطيران المدني ليست لهم علاقة بما يدور في أروقة الطيران ولا كفاءات، وبالتالي يعيش الطيران المدني بدون رقيب أو حسيب.

فيما حاول خالد علي ـ وكالة دانية ـ عقد مقارنة بين الموسم الماضي والحالي ليقول إن الشركات الأربع الكبرى التى تتحكم في المعتمرين كانت في الماضي تنظم رحلتين يومياً ليتناقص عدد الرحلات عقب الثورة لرحلة واحده يومياً، وبالتالي هم يعملون على تعويض الخسارة من خلال زيادة أسعار التذاكر، مضيفاً أن غياب سلطة الطيران المدني يلعب دوراً محورياً في هذه القضية، ويرى أن الحل يكمن في تشغيل الناقل الوطني لتفادي غلاء التذاكر من خلال تعامله بالعملة المحلية، وبالتالي تقليل التكلفة على كاهل المواطن البسيط .

استغلال للمعتمرين:

وتؤكد خالدة جابك الله ـ وكالة المدرج ـ على وجود ركود في موسم العمرة بسبب ارتفاع الأسعار التي وصفتها بالخرافية بجانب رسوم التأمين التي وصلت لـ200 ريال مشيرة لضعف الإقبال على السفر بالطيران والاتجاه للسفر عبر البر.

وبحسب مصدر ـ فضل حجب اسمه ـ هناك استغلال واضح من الوكالات للمعتمرين من خلال بيعها حصة التذاكر المخصصه لها بالسوق الأسود للوكالات المبتدئة كاشفاً عن وجود تحايل في بيع التذاكر بنظام القروب للفرد بسعر (25) ألفاً في حين أن قيمتها (22) ألفاً، وبالتالي الوكالات غير خسرانة، مشيراً ألى أن أغلب المعتمرين أشخاص بسطاء لا يملكون الدراية الكاملة عن نوعية التذاكر وبالتالي يسهل خداعهم.

سياسات إسعافية:

الإدارة العامة للحج والعمرة التى يتلخص دورها في التنسيق بين الجهات ذات الصلة شرعت في إنفاذ سياسات جديدة للعمرة لضمان انسياب عمليات تفويج المعتمرين جوًا وبحراً دون أي انحرافات في الخطة كما حدث في العام الماضي، وأصدرت الإدارة عددا من الضوابط من بينها تطبيق التذكرة الإلكترونية وإلغاء كافة الرسوم المفروضة على المعتمرين عبر البحر لتأكيد الحجوزات عند العودة من المملكة بالإضافة لإلغاء كرت صعود الباخرة الذي يسبب تكدساً كبيراً ويتلاعب فيه السماسرة بسواكن.

ولايات تستنكر:

فيما استنكر الأمين العام لشعبة أصحاب وكالات السفر والسياحة بشمال كردفان عبد الله سالم عبد الله محمد في تصريحات سابقة ارتفاع تذاكر الطيران للمعتمرينن وقال إنه لا يوجد مبرر لارتفاع الأسعار في موسم العمرة للعام الحالي، لافتا إلى أن الزيادة من 18 ألف جنيه إلى 25 ألف جنيه كبيرة، مبدياً أسفه للارتفاع المفاجئ، وأرجع الأمر لغياب سلطة الطيران المدني وعدم مساءلتها للشركات الخاصة الذين يشكلون عائقاً أمام رغبة المعتمرين في تيسير السفر، مستدلاً بتذاكر المقيمين في المملكة والبالغ قدرها 17 ألف جنيه وتذكرة المعتمر من السودان والبالغ قدرها 25 ألف جنيه، مطالباً بضرورة مراجعة الأسعار لتحقيق العدالة، مناشداً رئيس مجلس الوزراء التدخل السريع والحد من الممارسات السالبة في مصلحة الوطن والمعتمرين، مطالباً وزير الشؤون الدينية الأستاذ نصر الدين مفرح ومدير إدارة الحج والعمرة الاتحادية بالتدخل من أجل تحقيق العدالة، داعياً لاتخاذ الإجراءات الرادعة ضد كل الوكالات التي لا تتقيد بضوابط الحج والعمرة وشروط وزارة الحج السعودية لتحقيق شعار عمرة بلا تخلف.

تكلفة التشغيل:

الناطق الرسمي لسلطة الطيران المدني د. عبد الحافظ عبد الحليم كشف عن مساع مشتركة مع الجهات ذات الصلة لدراسة تكلفة التشغيل بغرض الوصول لموازنة من شأنها خدمة فئة المستهلك وتحقيق أرباح للشركات لاستمرارها في الخدمة.

من جانب آخر مؤكداً على أن المعادلة صعبة بعض الشيء وذلك لبحثهم عن بدائل ومراعاة الاتفاقيات الدولية العالمية مع الشركات العالمية بغرض البحث عن بدائل مشيرا إلى أن البدائل تتمثل في رحلات إضافية وزيادة الوقود، وأرجع عبد الحافظ الزيادات لتدني العملة الوطنية مقابل الدولار وارتفاع تكلفة تشغيل الطيران لافتاً لعجز الناقل الوطني في الوقت الراهن عن سد الفجوة في التشغيل لنقص المواعين الجوية (السعة الناقلة) دون الطلب خاصة في موسم الحج والعمرة ويؤكد الناطق الرسمي على عدم وجود قانون بالبلاد يلزم الشركات بالأسعار، وقال إن الأسعار عالمياً تحدد وفقاً للاتفاقيات الدولية، لذلك يسعى الطيران لضبط السوق من خلال الاجتماع بالشركاء وإيجاد حلول مرضية لكل الأطراف.

تاركو تبرر:

المدير التجاري لشركة تاركو للطيران تحدث عن القضية قائلاً إن ارتفاع تكلفة التشغيل هي السبب الرئيسي للزيادات، مشيراً لوجود ارتفاع مستمر في كل عوامل التشغيل بداية من الوقود وحتى متطلبات الركاب بالطائرة من وجبات وغيرها بجانب التضخم في الصرف كل ذلك يؤثر في عملية التشغيل التي تحسب بالدولار، موضحاً أن البنك المركزي لا يوفر لهم العملة بل يتم شراؤها من السوق الموازي بسعر اليوم، مشيراً لاجتماعات مشتركة تهدف لعكس الحقائق في مقبل الأيام.

زيادة غير مبررة:

الأمين العام لشعبة وكالات السفر والسياحة بدر الدين عبد المعروف قال في حديثه لـ(الصيحة) إن الزيادة غير مبررة أو مقنعة في الوقت الراهن وبها استغلال للمعتمرين، لافتاً إلى أن شركات الطيران تمارس أساليب وصفها بغير الحميدة مع الوكالات والمعتمرين. ويقول: إذا افترضنا أن سعر التذاكر مرتبطة بارتفاع الدولار حالياً الارتفاع ليس جنونياً، مضيفا أن الزيادات أحدثت ربكة في سوق السفر لغياب ضوابط وآليات تحكم العمل، مشيراً لتضرر الوكالات بنسبة 80% واتجاه المعتمرين للسفر عبر البر والذي لم يسلم بحسب حديثه من الزيادات حيث قفزت الأسعار إلى 11.200 مليون بمبرر أنها شركات استثمارية، وهناك رسوم مغادره تقدر بـ100 ريال يسددها المعتمر مؤكداً وجود ركود واضح في هذا الموسم، وطالب بدر الدين بضرورة وضع ضوابط لسوق العمل بعد تفكيك التنظيمات السابقة التى كانت تقف على تلك الزيادة وتعمل على كبح جماح الشركات .

الصيحة