علوم و تكنلوجيا

«قنبلة» داخل المنزل: ترك الشاحن بشكل دائم قد يسبب الحريق


لا يكاد أي مقبس كهربائي في مصر يخلو من شاحن هاتف محمول، ففي كل ركن من أركان المنزل الواحد يحمل «الكوبس» في طياته «فيشة» لا تنفصل عنه، حتى لو تعمل بطارية الموبايل بنسبة 100%.

على هذه الشاكلة اعتادت الغالبية على عدم فصل شاحن الموبايل عن التيار الكهربائي بشكل دائم حتى لو كان الهاتف غير متصل به، وهي العادة التي حذر منها مؤخرًا جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، من خلال صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

ونشر «مرفق الكهرباء»: «يعتقد الكثير من المواطنين أن ترك الشواحن في فيشة الكهرباء بدون وضع أي جهاز سواء هاتف محمول أو لاب توب أو غيره، لا يستهلك كهرباء وهى معلومة خاطئة تمامًا، فترك الشاحن في مصدر الكهرباء بدون وضع الجهاز الخاص به يجعله يستهلك ما يقرب من 15% من قدرة الشاحن، لذلك ينصح جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، بعدم تركه في (الفيشة) للترشيد من استهلاك الكهرباء».

ولا تتوقف النتائج المترتبة على ترك الشاحن في المقبس إلى زيادة استهلاك الكهرباء فحسب، بل يمتد الأمر إلى احتمالية حدوث كارثة من خلال إشعال الحرائق، نظرًا لعمله الدائم دون فصل عن التيار.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور حافظ سلماوي، الرئيس السابق لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، إن الضرر يأتي من أمرين، الأول هو وجود الشاحن في المقبس حتى لو كان غير متصل به المحمول، فيستهلك 1 واط في الساعة، وحال تركه لمدة شهر كامل، أي 720 ساعة في 30 يومًا، يستهلك ما يقرب من 2 كيلو واط من الكهرباء، مكلفًا المستهلك جنيهًا ونصف الجنيه.

ويضيف «سلماوي»، لـ«المصري لايت»، أن بعض الشواحن غير الأصلية بالإمكان أن تتسبب في اشتعال الحرائق، لأنها ليست مصنعة طبقًا للمواصفات القياسية،: «الناس بيضيع منها الشاحن الأصلي بتاع التليفون فا بتشتري بديل من أي حتة».

ينصح «سلماوي» بضرورة نزع الشاحن من المقبس الكهربائي فور انتهاء عملية الشحن، خاصةً وأن الأمر لا يتطلب مجهودًا، ونفس الحال يتعلق بالأجهزة، كالحواسب واللاب توب، بتركها تعمل دون استخدام لها، فهي تستهلك التيار الكهربائي.

ويردف «سلماوي»: «أُعدت دراسة مسبقة في فرنسا عن الأجهزة غير المستخدمة ومتصلة بالكهرباء بأنها تُكلف سنويًا 100 مليون يورو استهلاكًا للكهرباء، هي أشياء بسيطة تكاد تكون غير ملحوظة لكن مع الممارسة 30 مليون مستهلك فقطرة جوار قطرة تسبب سيلًا».

وبموجب مسؤوليته عن جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، نفى «سلماوي» مسؤولية الجهاز عن الشواحن «المضروبة»، لأنه غير مسؤول عن وضع المواصفات القياسية لهذه الأشياء، وهي من اختصاص هيئة المواصفات والجودة المصرية وهيئة الرقابة الصناعية وهيئة الصادرات والواردات بالنسبة للمعدات المستوردة، وهيئة الرقابة على الأسواق: «مسؤولية الجهاز هو تنظيم سوق الكهرباء وعن أداء شركات الكهرباء».

ينوه «سلماوي» إلى أن الجهاز ينبه من فترة لأخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كـ «فيس بوك» و«يوتيوب»، نشر إرشادات للناس لكيفية ترشيد الاستهلاك.

من جانبه، يؤكد اللواء ممدوح عبدالقادر، مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة السابق، على أن ترك الشاحن متصلًا بالتيار الكهربائي ينتج عنه أمران، الأول استهلاك التيار بشكل دائم، فهو في عملية تشغيل مستمر، وبالتالي، وهو الشق الثاني، ربما يسبب سخونة ومن ثم انفجاره واشتعال الحريق.

ويعود سخونة الشاحن واشتعاله إلى الأصناف المقلدة وغير المعتمدة حسب رواية «عبدالقادر» لـ«المصري لايت»، متابعًا: «قطعة السلك المتوصلة برأس الشاحن مباشرةً بيحصل فيها تقشير ويحدث قفلة في التيار وبداية حريق».

وحال تسبب الشاحن في بداية حريق، ينصح «عبدالقادر» بضرورة فصل التيار الكهربائي عن الشقة أو لإغلاق المفتاح المسؤول عن مد محل الكارثة بالتيار، وبالإمكان إطفائه بالماء سريعًا، لأنه في النهاية بداية اشتعال لا حريق.

كما يوجه «عبدالقادر» بضرورة تجنب وضع الشاحن على أي قاعدة خشبية لأنها مادة قابلة للاشتعال، ومن الأفضل أن يكون مرتكزًا على زجاج أو «سيراميك»، وعدم ترك المحمول متصلًا به خلال النوم.

وإذا تطور الاشتعال المبدأي إلى حريق يجب على الشخص، حال وجوده في موضع النيران، لابد من الانبطاح مباشرةً على الأرض حتى لا يستنشق الدخان ومن ثم يختنق، ومن ثم يخرج زحفًا، أما لو كان خارج محل الكارثة فعليه بل قطعة قماش ووضعها على الأنف والفم، وإخلاء المنزل من أي فرد بشكل فوري.

المصري اليوم