جرائم وحوادث

أسرة ضحايا (الدانة).. وقائع أحداث مأساوية


قبالة كلية علوم الشرطة والقانون، المجاورة لمبنى هيئة العمليات التابع لجهاز الامن يوجد منزل الامين سالم مستور ، المضرج بدمه ودم ابنه محمد وابنته العروس رانيا، والمثقوب الجدران بفعل الذخيرة التي كان لمنزلهم نصيب الاسد منها فيما يبدو، حتى ان بعض الحاضرين وصف جدران الغرفة التي اصيب فيها سالم واولاده بـ(دِروة التدريب) على إطلاق النار .

بقع الدم
امام منزل الامين سالم مستور كانت هناك (هايس ) ابنه محمد، وقبل الدخول للبيت كانت عربة (كارو مياه )، وعليها اثر ضربة الدانة في صورة مربع .
، وعندما تدخل للغرفة التي كان ينام فيها الامين تصدمك بقعتان للدم، احداهما ومن كثرته تعرض للتخسير، وكانت الجدران المقابلة لباب الغرفة مليئة بالثقوب التي نجمت عن ضرب الرصاص له ، وفي الصالة التي امام الغرفة بقع دم ايضاً ، فقد حمل احدهم رانيا ومحمد للداخل ، وفي الصالة الثانية للبيت كانت الملابس مبعثرة امام (دولابين) ، فقد تعرض البيت لعملية نهب كبيرة .
القتل بالدانة
احمد عبدالله ادم جار الامين سالم قال ان الامين المقيم في منزله هذا منذ عشرين عاماً ضرب على ( صفحته اليمين ) بالدانة الساعة (12) مساءً، ونادى على ولديه محمد اعمال حرة ورانيا التي تعمل في كلية الشرطة ليرفعوه ، فتعرضا للضرب بدانة ثانية واستشهدا الاثنان، والان عمنا الامين في المستشفى .
«رايش» في الرئة
ناجي عبد الله حمدان من اقارب الاسرة ومقيم بام درمان وهو ضابط صف بالقوات المسلحة قال ان رواية الامين اتصلت به وأبلغته بالاحداث ، واخبرته ان والدها واخويها نقلوا الى مستشفى رويال كير ، وعندما وصلت وجدت رانيا ومحمد قد رحلا عن الفانية ، اما عم الامين فلديه شظايا في الرئة ، والطبيب طمأننا عليه وحالته مستقرة ، اما الجثامين فتوجد في مشرحة مستشفى بشائر، وفيما يتعلق بالسلاح الذي اصاب افراد الاسرة قال ان الاصابة بسلاح (الدوشكا) ، واوضح ان اطلاق النار بدأ في المنطقة منذ ظهيرة اول امس الثلاثاء ، وقد ابلغته راوية بان افراد جهاز الامن (بيضربوا) ذخيرة (بكلاش) و(دوشكا) في (الهواء) ، وقالت (ناس الامن) محتجين لعدم الحصول على مرتباتهم ، ولكن الحكاية ليست مرتبات وانما محاولة انقلابية ، واضاف ان القوات المسلحة والدعم السريع وصلت سوبا منتصف ليل الثلاثاء، واستلمت مقر الجهاز مباشرة وبالقوة العسكرية .
نهب
جابر الامين سالم لم يقو على الحديث من فرط التأثر ، وعندما فرغنا من الطواف بالمنزل تحدثت اليه عن مظاهر السرقة في البيت ، فقال لنا ان البيت تعرض لعملية نهب كبيرة ، فعندما وقعت الاحداث غادرت الاسرة كلها برفقة جرحاهم إلى المستشفى ، وعندما عادوا في الصباح ، وجدوا ان البيت تعرض لعملية سرقة كبيرة ، فقد سرقت (شيلة )اخته العروس رانيا، والتي كان زواجها بعد اسبوعين ،ومبلغ (45) الف جنيه ، وسرقوا (اسبير وبطارية الهايس) التي كان يقودها اخوه الشهيد ، ولفت جابر قال لم تصلنا اي جهة رسمية او نظامية لتعزينا في من رحلوا و تواسينا في مصابنا، ما عدا زملاء اختي راوية في كلية الشرطة الذي قدموا لنا واجب العزاء .
خبر مفاجئ
من بيت الاسرة انتقلنا الى منزل صديقة الامين سالم في اللعوتة ، حيث يقام العزاء هناك ، صديقة التي كانت منهارة وتتلقى العزاء من النساء قالت انها كانت مع طفلتها المصابة بالتهاب في المستشفى السويدي ، وصباح الامس جاء بها زوجها للبيت واخبرها بالاحداث ، ولم تقو على الكلام وانخرطت في البكاء مجدداً .
المشرحة
منى يوسف ابنة خالة الشهداء قالت من بين دموعها ان اخوانها (رانيا ومحمد) منذ الامس في المشرحة ،التي رفضت تسليمهما لهم ،دون توضيح الاسباب ، وعادت لتقول قالوا عايزين اثبات ، ونحن (ما عارفين اثبات شنو) .
تجاهل كلية الشرطة
والدة الشهداء منى حسن حمدان وزوجة الامين قالت وهي تعتصر الألم :نحن (قاعدين) حتى الساعة 11 مساءً ، صلينا العشاء واتعشينا، انا والحاج الامين واولادي محمد وراوية ورانيا ، وقلنا البلد امنة (ومافي حاجة ) ، الساعة 12 مساءً بدأ ضرب النار ، دانة ضربت (وراء الاوضة) ، والدانة التانية دخلت الصالون، (ولما مشى محمد ورانيا لابوهم هم ذاتم اضربوا) ،( وبعد داك شالوهم بالسرير ومشوا بيهم حتى الزلط التانى ،زلط صافولا ، ) ،وقالت اتصلنا بكلية الشرطة (وقالوا لينا جايينكم ، وماف زول جانا ) ، وفيما يتعلق بصحة زوجها الامين قالت معه ولده منتصر في المستشفى ، وهي لا تعلم كيف هي صحته الان .
الاستنجاد بالجار
جارة الاسرة زمزم دهب من بين دموعها قالت سمعت صوت رانيا تناديني (الحقونا يازمزم ، ومشى ليهم ولدي ، ولقى العيال محمد ورانيا واقعين في الارض.

ذخيرة حية
التقينا في سوبا بالزميل الصحفي حسبو الطيب المقيم في سوبا ، وكان دليلنا للوصول لموقع الاحداث، كما كان يغطي الحدث لصالح صحيفته الالكترونية (القضية السودانية ) ، واخبرنا ان ضرب النار بدأ منذ منتصف الليل واستمر حتى الثانية صباحاً .

صحيفة الأنتباهة