منوعات

(كورونا).. فيروس أدخل العالم في (فتيل)

أعدها: المثنى عبدالقادر

يشبه فيروس (كورونا) الذي تسبب بالهلع في أرجاء العالم بسبب سرعة انتشاره في الصين خلال الفترة الماضية، يشبه فيروس (سارس)، الذي انتشر عام 2003 وتسبب في مقتل المئات في مختلف أنحاء العالم، وبحسب التحليلات العلمية فإن الفيروس الذي ظهر في ولاية بوسط الصين حالياً يعد سلالة جديدة من فيروس (كورونا) لم تُكشف إصابة البشر بها سابقاً حيث يتسبب بأمراض تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الاعتلالات الأشد وطأة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وبحسب وسائل الإعلام الصينية الرسمية أمس (الأحد) فإن عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا في البلاد ارتفع إلى 56، وسجلت 1975 إصابة بالفيروس الذي ظهر في إقليم هوبي وسط الصين لينتشر في مناطق أخرى، كما سجلت إصابات في كندا وأمريكا واليابان وأستراليا وماليزيا وتايلاند وفرنسا وغيرها، وخلال هذا الملف نحاول البحث حول الفيروس الذي ظهر في الصين وموقفه الحالي:-

قبل عام.. بيل غيتس تنبأ بفيروس قاتل ينشأ في الصين

(كذب المنجمون ولو صدقوا)، مقولة شهيرة يستخدمها الناس للتأكيد على أن المنجم يدعى علم الغيب، وليس له تحقق من ذلك وإن وقع ما تنبأ به، إلا أن تنبؤاً مثيراً لعملاق مايكروسوفت بيل غيتس، حدث بالفعل بعد عام واحد من إشارته إليه، فقد توقع بيل غيتس انتشار وباء فيروسى فائق فى الصين يمكن أن يقتل 33 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم فى الأشهر الستة الأولى، حذر عملاق مايكروسوفت قبل أعوام من أن العالم فى خطر من انتشار مسببات الأمراض الفائقة بسرعة عبر كوكبنا، وأنه يجب علينا الاستعداد لذلك كما كنا للحرب، وخلال حديثه فى مؤتمر استضافته الجمعية الطبية فى ولاية ماساتشوستس – آنذاك – قال بيل غيتس، إنه متفائل، لكن هناك مجالًا واحدًا لم يحقق فيه العالم الكثير من التقدم، مضيفًا: وهذا الاستعداد للوباء.. فى حالة التهديدات البيولوجية، هذا الإحساس بالإلحاح غير موجود.. وعلى العالم أن يستعد للأوبئة بنفس الطريقة الخطيرة التى يستعد بها للحرب، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة (ذا صن) البريطانية. وبعد مرور عام على ظهوره فى مدينة ووهان الصينية، يواجه العالم فيروس كورونا القاتل الحقيقى، وواصل الفيروس القاتل مسيرته العالمية بلا هوادة، حيث تأثرت عدة دول والتى تضاعفت بين عشية وضحاها تقريبًا، فيما قال مسؤولون إن الحالات المؤكدة ارتفعت إلى أكثر من 800 فى الصين وحدها.

الفيروس يهز أسواق العالم.. كيف يتأثر الاقتصاد؟

تتسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا في الصين، وبدأت تنتقل إلى دول أخرى، ما سيلقي بظلاله على أسواق المال والاقتصادات العالمية بشكل عام والصينية بشكل خاص، ومن المفترض أن تتأثر الاقتصادات بقوة بانتشار كورونا الذي يقيد حركة وحرية السفر والتجارة بين البلدان، ويرفع الإنفاق على العملية الاحترازية للحد من انتشاره، وفي حال تفاقمه بشكل قوي قد يؤثر على النمو الاقتصادي والطلب العالمي على النفط، والمخاوف المتعلقة بانتشار الفيروس لا يمتد أثرها على الأسواق فقط ولكن إلى معنويات المستثمرين من الأساس، وهو ما قد يؤدي إلى توجههم نحو الأصول الآمنة على غرار الذهب التي ينظر إليها كملاذ آمن للتحوط في أوقات الأزمات، وقد يحدث هبوط حاد بالأسواق في أوقات تفشي الأوبئة على غرار ما حدث في العام 2003 حينما تفشى فيروس سارس القاتل والذي أودى بحياة نحو 800 شخص في الصين، وأدى إلى انكماش الناتج المحلي للبلاد بنحو 5%. ومنذ الإعلان عن اكتشاف الفيروس الأسبوع الماضي، لم تتراجع أسواق الأسهم والسلع بالصين فقط بل امتد أثرها إلى الأسواق الآسيوية والأمريكية، على حد سواء، من جانبه، قال الخبير النفطي كامل الحرمي، إن تفشي مرض كورونا في الصين أدى إلى خفض توقعات النمو في أكبر مستورد للنفط، وأشار الحرمي إلى أنه من الصعب تحديد الكميات التي ستتأثر بمخاوف فيروس كورونا، كما أن ضغوطاً ستنشأ على قطاعات السياحة والسفر ووقود الطائرات، وبالتالي تأثر عمل مصافي البترول، واستهلاك النفط في داخل الصين. وتكبد خام برنت خسارة أسبوعية هي الأسوأ منذ أكثر من عام حيث أنهى تعاملات الأسبوع منخفضاً بنسبة 6.4%.

لجأوا للحفاضات.. أطباء الصين لا يجدون وقتاً للحمام

أثار فيروس كورونا منذ بداية انتشاره قلقاً عالمياً، وكشفت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية، أن أطباء الصين على الخطوط الأمامية في مواجهة فيروس كورونا المتفشي يلجأون لاستخدام حفاضات البالغين؛ لأنهم لا يملكون وقتاً للذهاب إلى المرحاض،وفي مدينة ووهان، مركز انتشار المرض، يعاني أفراد الرعاية الصحية من ضغوط هائلة في محاولة لاحتواء المرض المتفشي، والتعامل مع الطلب غير المسبوق على الرعاية الصحية، وكشفت تقارير إعلامية أن الممرضات والطاقم الطبي المرهق، يرتدون جميعاً بدلات واقية، وحفاضات للبالغين؛ لأنهم لا يملكون الوقت الكافي لاستخدام المرحاض، وخلع الملابس الواقية للرد على نداء الطبيعة.

الصين تبني مستشفى في 10 أيام لمواجهة المرض

دخلت السلطات الصينية في سباق مع الزمن من أجل تشييد مستشفى ضخم خلال أيام، لمواجهة فيروس كورونا، بحسب وسائل إعلام رسمية. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أنه من المتوقع الانتهاء من إنشاء المستشفى الخاص لعلاج مرضى الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان، في 3 فبراير المقبل، ويتسع المستشفى الجديد لنحو 1000 سرير، وتبلغ مساحته 25 ألف متر مربع، وبث التلفزيون الصيني لقطات تظهر عشرات الجرافات تعمل ليلاً ونهاراً من أجل وضع أسس المنشأة الطبية. سيستفيد المستشفى الخاص من خبرات مستشفى في بكين، لعب دوراً مهماً في حملة مكافحة فيروس سارس عام 2003. ويبدو أن الصين عازمة بكل قوتها على احتواء الفيروس، لا سيما مع تصريح الرئيس شي جين بينغ، بأن بكين قادرة على الانتصار على الفيروس، رغم أن الوضع خطير.

الدول تسارع بوضع الاحترازات الوقائية

سارعت السلطات الصحية في مختلف بلدان العالم إلى اتخاذ إجراءات احترازية لمنع حدوث وباء عالمي، لا سيما في المطارات لفحص المسافرين القادمين من الصين. وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن الولايات المتحدة رتبت لرحلة جوية لإعادة المواطنين والدبلوماسيين الأميركيين من مدينة ووهان، وقالت شركة بيجو ستروين الفرنسية لصناعة السيارات إنها سترحل موظفيها الأجانب وعائلاتهم من إقليم ووهان، كما سارعت الكثير من دول العالم إلى الإعلان عن إرسال طائرات لإجلاء مواطنيها من ووهان. وأصدرت بريطانيا تحذيراً من كل أشكال السفر إلى إقليم هوبي بسبب استمرار تفشي الفيروس، وبعثت العديد من دول العالم الأخرى طائرات لإجلاء رعاياها من مركز انتشار فيروس كورونا في الصين.

(كورونا) يغلق أبواب مدينة (ديزني لاند)

قالت مدينة شنغهاي ان (ديزني لاند) التابعة لوالت ديزني الامريكية، اغلقت أبوابها اعتباراً من يوم السبت الماضي للمساعدة بمنع انتشار فيروس كورونا الذي تفشى في مدينة ووهان الصينية ،وأوضحت شنغهاي ديزني ريزورت، المشغلة لشنغهاي ديزني على موقعها الإلكتروني: استجابة لجهود الوقاية والسيطرة على تفشي المرض، ومن أجل ضمان صحة وسلامة ضيوفنا وموظفينا، تغلق شنغهاي ديزني ريزورت مؤقتاً شنغهاي ديزني لاند. وأضافت: سنستمر بمراقبة الموقف عن كثب وسنعلن عن موعد استئناف العمل بعد التأكد من سلامة الموقف.

تأجيل الدراسة في المدارس والجامعات بالعاصمة بكين

أعلنت لجنة التعليم بالعاصمة الصينية (بكين) تأجيل موعد استئناف الدراسة (الفصل الدراسى الربيعي) في مراحل رياض الأطفال والمرحلة الأساسية والثانوية والجامعات، في إطار جهود مكافحة انتشار الالتهاب الرئوي المرتبط بفيروس كورونا الجديد، وقال المتحدث باسم اللجنة (لي يي) – في مؤتمر صحفي امس (الأحد) إنه سيتم أيضاً تعليق التدريب عن بعد بالمؤسسات الأكاديمية، فيما لم يحدد موعداً لاستئناف الدراسة، فيما اتخذت نحو 10 جامعات في (هوبي) وسط الصين، وجامعتان في شنغهاي وتشونغتشينغ قرارات بتأجيل الدراسة، ومنها ما أعلن استئنافها يوم 17 فبراير المقبل.

صحيفة بريطانية: الفيروس ربما تسرب من مختبر بيولوجي

حذّر علماء، في العام 2017، من إمكانية تسرب فيروس شبيه بالالتهاب الرئوي الحاد من مختبر بيولوجي أقيم في مقاطعة ووهان الصينية في العام ذاته، وأشارت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية إلى أن المختبر الوطني للسلامة البيولوجية في ووهان، تم تصميمه من أجل دراسة فيروسي إيبولا والاتهاب الرئوي الحاد وغيرهما من مسببات الأمراض الخطيرة. ونقلت الصحيفة عن خبراء أن فيروس كورونا انتقل إلى سوق هوانان للحيوانات والمأكولات البحرية الواقعة على بعد يقل عن 30 كلم فقط من المختبر المذكور، وعاش داخل أجسام الحيوانات وأصبح قادراً على إصابة البشر، وذلك أثناء احتكاكهم بالحيوانات في السوق.

علماء أمريكيون: لقاح (كورونا) قد يكون جاهزاً خلال 3 أشهر

قال علماء صحة أمريكيون إن لقاحاً مرشحاً لفيروس كورونا الجديد قد يكون جاهزاً للمرحلة الأولى من الاختبارات البشرية خلال 3 أشهر، وفي مقال نُشر في الدورية الطبية الأمريكية (جاما)، قال مدير المعهد الوطني الأمريكي لأمراض الحساسية والأمراض المعدية أنطوني فاوسي، والأستاذة المساعدة في قسم الأمراض المعدية في جامعة ولاية بنسلفانيا كاثرين باوليس، إن التقدم المحرز في التكنولوجيا منذ وباء سارس في عام 2003 ضغط بشكل كبير على الجدول الزمني لتطوير اللقاح، وانتقل الباحثون من الحصول على المتوالية الجينية لفيروس السارس إلى المرحلة الأولى من التجربة السريرية للقاح الحمض النووي خلال 20 شهراً، ومنذ ذلك الحين ضُغط الجدول الزمني إلى 3.25 أشهر للأمراض الفيروسية الأخرى. ويأمل العلماء في التحرك بشكل أسرع بالنسبة لفيروس كورونا الجديد، باستخدام تكنولوجيا لقاح الـ (آر إن أيه) الناقل، وفقاً للمؤلفين. وتعمل المؤسسات الطبية الأمريكية والصينية معاً لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا الجديد الذي تسبب بالفعل في 830 حالة مؤكدة من حالات الالتهاب الرئوي في الصين.

الصور الأولى لفيروس (كورونا) القاتل

كشف معهد علم الأحياء الدقيقة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم عن الصور في إطار حملة الوقاية والرقابة على تفشي الفيروس، وقامت وسائل الإعلام العالمية وغالبية شبكات التواصل الاجتماعي بإعادة نشر تلك الصورة، يذكر أن معلومات أولى عن الفيروس بدأت ترد من مدينة ووهان الصينية، وأعلن العلماء آنذاك أن سلالة جديدة من فيروس كورونا (2019-NCOV) هي التي تسببت في تفشي مرض الالتهاب الرئوي القاتل، وانطلقت الإصابات الأولى بفيروس كورونا الجديد من سوق الأسماك. ويعتقد أن مصدره هو الثعابين التي اعتاد الصينيون تناول وجبات مطبوخة منها. وأكد العلماء لاحقاً أن الفيروس ينتقل من إنسان إلى آخر ومن حيوان إلى إنسان.

صحيفة الأنتباهة