رأي ومقالات

تاني الطيش


لا ادري ان كانت التسمية لا تزال سارية في جيل الألفينات ..وكنا نطلقها على ذلك الذي يأتي قبل الاخير في ترتيب نتائج الفصل الدراسي .. هذا الجيل متفوقين بالفطرة (كلهم بيجوا الأوائل ما عارفة كيف ) ..المهم ان الطيش ونائبه كانوا شخصيات ليها مكانتها وهيبتها ..وكانت لهم عزة نفس (كدا ) وفلسفة عميقة توحي لك ان المركز الاخير منطق وجودي وله اسانيد وادلة ..و ان وجودهم في المراكز المتاخرة مرة بعد اخرى عن قصد و ليس كما يقول اسحق الحلنقي (قسمة ما كان باختياروا).

حكينا القصة دي ليييه؟ ذلك انني بدات اعتقد اعتقادا جازما ..ان بلدنا السودان يقبع في قاع الترتيب الدولي ..عن قناعة ..مبسوط وراضي بقسمته ..ويرفع شعار (انا في شقايا سعيد) ..وكل الدلائل والبراهين تقودنا الى ذلك …والا قل لي لماذا تصر الحكومات السودانية (بكل انواعها واطيافها ) في السقوط في امتحان احترام الانسان السوداني ؟ لماذا تجتمع كل الحكومات في التقليل من وضعه وهيبته وجعله عرضة للسخرية وفي افضل الاحيان الشفقة والتعاطف المشوب بالنظرة الدونية ؟ ..زمن الكيزان عرفنا ..وقلنا انهم كانوا يقسمون الشعب السوداني الى قسمين ..معهم ..او الشيطان ..لكن ما بال حكومتنا الثورية ..والتي يقف الشعب مساندا لها وموازرا ..؟ ما بالها ؟

الشباب السوداني الذين تم خداعهم واستدراجهم عبر وكالة سفر ..ومن ثم بعد الوصول الى الامارات اكتشفوا ان الامر كله برق خلب ..لم تحرك الدولة السودانية ممثلة في وزارة الخارجية ساكنا حتى فار تنور الفيس بوك والواتساب ..ومن اصدرت الخارجية بيانا هزيلا ..وكأن الامر يحدث في الواق واق وليس لابناء هذه البلاد !! ..

السودانيين المحتجزين بالصين ..والذين جأروا بالشكوى ..وحاولوا توصيل صوتهم عبر كل المنافذ ..والدول تجلي رعاياها مستخدمين اي وسيلة ممكنة ..تخيلت نفسي مكان هؤلاء وهم يتابعون بقية خلق الله الذين تهتم دولهم بهم وهم يتلقون كافة اساليب الرعاية والمتابعة والخيار الأول هو المحافظة على صحة مواطن تلكم الدول ..الا نحن (فوق عزنا ) جلسنا مكتوفي الأيدي حتى الرمق الأخير ومن ثم بدأ اجلاء المواطنين السوادنيين بعد ان بلغت الروح الحلقوم ..وتربعنا على مركز تاني الطيش بامتياز.

حتى عندما صدر القرار الامريكي بحرمان السودانيين من التقديم لبرنامج الهجرة الامريكية (والسبب معروف وهو الهوية السوادنية المطروحة للبيع لكل صاحب قرش ) ..لم تحرك الدولة ساكنا حتى ولو بالاحتجاج ..مع ان المفترض ان يصدر موقف محدد من قبل الخارجية لمثل هذا الامر ..وكذلك يجب ان تتم معالجة الجوازات والاوراق الثبوتية التي منحت في العهد البائد و سن قوانين صارمة لوقف مافيا التزوير وفضحها قبل ان توفق اوضاعها وتخفي معالم جريمتها ..ها نحن نجني عواقب فعلتها ..دون ذنب جنيناه غير رفع سقف التوقعات لحكومة التغيير والتي توقعنا منها الكثير ..وعلى رأس تلك التوقعات ..رفع قيمة الانسان السوداني واستعادة هيبته ..لكن يبدو كما ذكرنا سابقا …ان (الطيش فكرة ..والفكرة لا تموت ).

ملحوظة : تمت كتابة المقال قبل قصة التطبيع ..وكدا

د. ناهد قرناص

الجريدة


تعليق واحد