فضيحة فجرها موقع أميركي .. لا مكان للقبيحين والفقراء على تيك توك
أظهرت وثائق نشرها موقع إنترسبت الأميركي أن تطبيق الوسائط الاجتماعية تيك توك يضغط على المشرفين لاستبعاد مقاطع الفيديو من قسم “لأجلك” (For You) إذا كان الأشخاص فيها قبيحين أو فقراء.
وتوضح المستندات بالتفصيل كيف تم توجيه المشرفين على تطبيق الفيديو الاجتماعي لتحديد محتوى قسم “لأجلك” المؤثر، وهو مخطط زمني يمثل بوابة الدخول لمعظم المستخدمين عند فتح التطبيق.
ونتيجة لذلك يحصل هذا القسم على عدد كبير من المشاهدات لمقطع فيديو معين، لكن معايير الاختيار ظلت دائما سرية، حيث لم يكن الظهور على هذا القسم مرتبطا بالزمان أو حتى المشاهدات والمشاركات.
وقد صدرت تعليمات لمشرفي المحتوى على تيك توك باستبعاد مقاطع الفيديو من قسم “لأجلك” إذا كان المستخدمون فيها -وفقا للمستندات- ضمن أي فئة من الفئات التالية: من لهم “شكل غير طبيعي للجسم (لا يقتصر على: قزم، ضخامة الأطراف)، والذين “يعانون من السمنة أو النحافة الشديدة”، أو الذين لديهم “وجه قبيح أو تشوهات في الوجه”.
وتقول إحدى الوثائق مبررة الاستبعاد “إذا لم يكن مظهر الشخصية جيدا فسيكون الفيديو أقل جاذبية بكثير، ولن يستحق أن يشاركه المستخدمون الجدد”.
وبالمثل، تظهر المستندات أنه كان يجب إزالة مقاطع الفيديو من الخلاصة إذا كانت “بيئة التصوير متهالكة ومتداعية” نظرا لأن “هذا النوع من البيئة أقل خفة وجاذبية”.
وقال متحدث باسم تيك توك إن الهدف من هذا الاستبعاد منع التنمر على المنصة، وربط الوثيقة بتقرير من ديسمبر/كانون الأول الماضي أظهر أن الشركة تستبعد مقاطع الفيديو للمستخدمين المعرضين للخطر، في محاولة لمنعهم من أن يصبحوا مركز الاهتمام الذي يمكن أن يتحول إلى مضايقات على المنصة.
وفئات الفيديو الممنوعة في الوثيقة الأخيرة أوسع بكثير من تلك التي تم الكشف عنها في ديسمبر/كانون الأول، كما لا يوجد أي ذكر للتسلط أو التنمر، وهو تناقض في تفسير الشركة للسياسة التي كشفتها الوثيقة.
لكن اللغة المستعملة تشبه تلك المستخدمة في الوثائق التي تم الإبلاغ عنها لأول مرة من قبل غارديان في سبتمبر/أيلول 2019، وفي ذلك الوقت قال تيك توك إن المستندات قديمة وغير مستخدمة منذ مايو/أيار من ذلك العام، لكن إنترسبت يستشهد بمصدر أشار إلى أن تلك السياسات “كانت قيد الاستخدام حتى أواخر عام 2019 على الأقل”.
وقال تيك توك في بيان “لم تعد معظم الإرشادات التي نشرها إنترسبت قيد الاستخدام، وبعضها لم تكن موجودة في الأساس، ولكن تيك توك يقظ بشكل خاص من أجل إبقاء المحتوى الجنسي بعيدا عن النظام الأساسي”.
ويحاول تيك توك المملوك لشركة “يوني كورن بايت دانس” التقنية -التي تتخذ من بكين مقرا لها- الابتعاد عن بيته الصيني، لكن العديد من الموظفين -بمن فيهم المشرفون- لا يزالون يقيمون في الصين.
ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، سيتم تحويل آخر هؤلاء المشرفين المقيمين في الصين إلى أعمال أخرى داخل الشركة قريبا، وسيتولى المشرفون المحليون المهمة.
ونجح تيك توك بالفعل في تنسيق عمليات الإشراف على المحتوى الأميركي من خارج الصين، لكنه اعتمد على مشرفين في الصين للعديد من البلدان الأخرى -خصوصا أوروبا- لتوفير خدمة الإشراف على مدار 24 ساعة للمستخدمين من هذه المنطقة.
الجزيرة نت