رأي ومقالات

حدود السودان وأثيوبيا.. محاولة شرح.. البرهان وضع ابي احمد في (فتيل)


راجح ظني أن الخرطوم وبشكل ما وربما بتحول مفاجئ قد وضعت أديس ابابا تحت حالة ضغط مزعج بتحريك ملف أوضاع الحدود ؛ والتي يجب القول أن لا نزاع حدودي بالمعنى الفني والقانوني للكلمة ؛ قدر ما أنه تراكم إهمال ؛ او الجنوح لتسويات ودية لإعتبارات سياسية كانت تتفهما الخرطوم سابقا ؛ بإعتبار أن نظام الإنقاذ كان يراها حليف فآثر ان (يدي الصالح) بشكل متصاعد ؛ مع الإحتفاظ بحق السودان على الارض وبذل فرص التعايش بين المجتمعات المتداخلة على طرفي الحدود ؛ المشاكل السابقة والمشكلة الحالية ؛ هي في واقع الامر ترتبط ببنية الدولة الأثيوبية والنسق الفيدرالي الأثني الذي جعل أخطر نقاط جسم الدولة هناك جغرافيا على حائط السودان ؛ فاقاليم الامهرا ؛ التقراي والبني شنقول قمز واقعة تماما في ظله ؛ قديما وقبل زوال حكم التقراي وقيام سد النهضة _على حدود السودان من ولاية النيل الأزرق _ ومع ضعف وضعية الأمهرا في داخل كابينة الحكم لم تكن تلك الأزمة لتشغل الخرطوم او أديس ابابا او حتى أسمرا (التي تشترك مع السودان وأثيوبيا في مثلث حدودي) ولكن هذا الوضع تغير بالكامل الان ؛ فالامهرا الذين لهم معتقد متجذر ان مليس زيناوي تنازل عن اراضي تخصهم لصالح السودان بل واجرى تعديلات على خارطة حدود الأقاليم وسع به تماس اقليم التقراي مع السودان كخط يؤمن الظهر ؛ الامهرا ظلوا لعقود يديرون ملف الاراضي والحدود بشكل فيه خطاب شعبوي متطرف ؛ وادخلوا الامر في صلب خطابهم السياسي ؛ على مستوى إقليمهم او المستوى الفيدرالي ؛ ولهذا ظلوا كحكومة إقليمية الاقل حماسة ؛ لكل دعوات وضع العلامات وترتيب الامر ؛ اخر إحتماعات للجان المشتركة بحضور حكام المقاطعات المتقابلة في السودان واثيوبيا تغيب حاكم الامهرا (إندراجشو) وزير الخارجية الحالي ؛ وارسل احد صغار الموظفين ! وفي اخر مؤتمر لحزب الامهرا كاد نائب رئيس الوزراء الحالي دمقي مكنن ان يؤذى بعد ان تعرض لانتقادات قاسية مما اضطره للتهرب بالقول انه كان في لندن عندما فتحت مسألة الاراضي في نقاشات الحكومة والجبهة الثورية الحاكمة على أيام ولاية ديسالين ! الان مما يعقد الوضع لابي احمد انه مطالب بعدم التفريط في مساندة الامهرا له ؛ لان خروجهم عليه سيضاعف ازماته مع الكتل القومية بعد ان انقسم الارومو حوله وفي ظل وصوله مع التقراي لنقطة اللا عودة ! امر اخر فان ترتيب الوضع الحدودي مع السودان سيرمي على طاولته وبشكل مباشر ملف وضعية الحدود الاقليمية بين التقراي والامهرا ؛ مما سيعجل بمواجهة بين القوميتين ؛ واما الطامة الكبرى ان ترتيب الحدود مع السودان وبالضرورة سيكون فيه تمثيل لحكومة الامهرا الاقليمية سيعني بذات القياس انه مطالب بترتيب وتوفيق اوضاع الحدود مع ارتريا (تذكرون اني قلت ان هناك مثلث مشترك وضع علامات لحدود اثيوبيا والسودان يستدعي علامة مع ارتريا) وبالتالي جر حبل الترسيم بين اثيوبيا وارتريا وهو ما لا يمكن ان يتم دون موافقة ومشاركة التقراي الذين تصاعد مؤخرا حنقهم على اسياس افورقي وان دخلوا مع حكومته حول اوضاع الحدود لن يعدم احد الطرفين جلب (بادمي) اخرى ! .

القراءة الاولى ببساطة يمكنني القول ان البرهان وضع ابي احمد في (فتيل) وبالمناسبة اعتقد ان هذا شغل كبير وكبير خالص ..كبير جدا.
محمد حامد جمعه نوار
81395


‫3 تعليقات

  1. تناقل المصريين تصريحات البرهان وسط جنوده في المنطقه الشرقيه كمان تلفق المصريين تصريحات السيد حمدوك بتوسطه في موضوع سد النهضه وتقريب وجهات النظر بين الجانب الاثيوبي والمصري بمنتهى السرعة فأرسلوا
    مدير مخابراتهم ووزير الري المصري للضغط على الجانب الإثيوبي ابي احمد في ورطه لا يستطيع
    ان يخسر الجانب السوداني ويتنكر على مذكرة ترسيم الحدود مع السودان سوف يقر بتلك المذكره ولكن سوف يتمسك بمذكرة تأجير الاراضي
    الزراعيه التي قام المخلوع بتاجيرها للطرف الإثيوبي وهي المذكرة التي ليس لها صفة قانونيه
    في القانون الدولي بغتير نظام البشير بانتفاضه شعبيه وليس انقلاب عسكري اما في إثيوبيا الوضع يختلف فنظام ميليس قد اتي بانتخابات
    حره ووقع على تلك المذكره اعضاء برلمان الامهرا
    و التقراي اما ما يختص بالجانب المصري في حلايب و شلاتين سوف يوافق السيسي على كل شروط البرهان وهي التنازل عن تلك المناطق
    وسوف يقوم السيسي بالتوقيع صك التنازل ولكنه لا يريد تدخل الإعلام حتى لا يتازم نظامه بمثل ما حدث في بيع جزر صنافير الي المملكة العربيه
    تغيرات الوضع إقليميا وعدم قدرة مصر الدخول في حرب مع إثيوبيا إضافة لتشدد البرهان
    في كل حدود السودان ولا ننسى بقيه أعضاء
    المجلس العسكري الذي يتظاهر بعدم المبالاة
    مع تهميش مراهقين قحت وترك لهم التصرف
    في زيروا فساد ووهم الدولة العميقه ومصادره عقارات الكيزان واراضيهم وانشغال البعض بها.
    نحيي السيد وزير الصحه وكذلك السيد وزير الماليه على الجهد المقدر ونتمنى عودة الرجل الفذ
    صلاح قوش لتأهيل أجهزة الأمن والااستخبارات العسكريه قريبا

  2. السودان دائما يمارس أفعال في أوقات تفيد غيره بلا ثمن مثل التطبيع واليمن وتعويضات كول وهذه الخطوة فمتى يتعلم السودان القبض مقدما؟؟؟

  3. السودان هو الحلقة الأضعف ، لا هو قادر يقارع مصر سياسيا او عسكريا ولا هو قادر على الحبش كذلك ، والسودان بلد هش اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا فهو غير قادر على الصمود في حالة اي ضغوط من أحد الجانبين، و هذا هو السبب في مشاكل الحدود لان السودان ضعيف مستضعف .