رأي ومقالات

مواطنة سودانية: وصل الحد عندنا أن يبيت جيراننا الليلة والليلتين وليس في بيوتهم إلا الماء

يوم أمس خرجت “حاجة رحمة” متحدية الحظر من أطراف أمدرمان، مستلفة اجرة المواصلات التي تضاعفت لتصلنا بشق النفس في الخرطوم، لم تخرجها غير المسغبة وخواء بطون صغارها زغب الحواصل.

إعتادت هذه الأم الحانية منذ سنوات طويلة منذ أن كانت شابة يافعة، على أهل الحي وحبهم والفتها لهم، تدخل وتخرج جميع البيوت وكأنها من أفراد الأسرة، وهي تقوم ببعض الأشغال المنزلية لعدة منازل مقابل أجرة بعرق جبينها تقيها شر السؤال، راضية وهانئة بما قسم الله.

تحكي “رحمة” بالأمس بحزن وأسى عن أحوال جيرانها هناك وما فعل فيهم (الحظر) الذي قطع لقمة عيشهم، وهم يعتمدون على رزق اليوم باليوم، وتنسى نفسها التي لاتقل فقراً عنهم!
تقول “رحمة” وصل الحد عندنا أن يبيت جيراننا الليلة والليلتين وليس في بيوتهم إلا الماء. (أي والله)!.

وتضيف وهي تحاول إخفاء دموعها بطرف ثوبها، ندعوهم ليقاسموننا لقمتنا المتقشفة، فترسل الأم صغارها وتستحي أن تثقل علينا معهم وقد طوى بطنها الجوع!.

لجنة الطوارىء التي تمدد في الحظر بتوجيهات أكرم، تحسب ان الخرطوم هي المنشية والعمارات والصافية وكافوري والمهندسين، تمدد دون أي تدابير لهؤلاء المساكين، كالتي حبست هرة فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها، ولا سقتها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.
والله المستعان
ابومهند العيسابي

تعليق واحد

  1. الله لا بارك فيكم يا القحاتة
    حكومة الجوع والزل والهوان.
    حكومة الجوع تسقط بس.