رأي ومقالات

الهندي عزالدين: إفتحوا البنوك للجمهور فقد اشتدت وطأة الحظر و(الفلس)

أصدر وكيل وزارة المالية و التخطيط الاقتصادي عبر مدير عام ديوان الحسابات، توجيهاً للوزارات والوحدات الحكومية بصرف مرتبات شهر (مايو) عبر الصراف الآلي !!
و قد لا يعلم السيد وزير المالية ووكيلها و مدير حساباتها أن هناك مئات الآلاف من الموظفين و العاملين بالقطاعين العام و الخاص لم يستلموا مرتبات شهر (أبريل) ، دعك من (مايو)، بسبب إجراءات الحظر الشامل و اغلاق البنوك ، ما تعذر معه صرف المرتبات، و معاناة آلاف المواطنين المحجورين في بيوتهم منذ أربعة أسابيع قاسية .
و قد لا يعلم السادة الوزير و الوكيل و مدير ديوان الحسابات أن عدداً كبيراً من العاملين بالدولة و القطاع الخاص لا يملك بطاقة صراف آلي ، وربما ليس لديه حساب بأحد المصارف التجارية في السودان ، فماذا يفعل الموظفون و العمال الذين ليست بحوزتهم بطاقات صراف آلي .. يا وزارة المالية؟
لقد تعوّد السودانيون على التعامل بال(كاش) لعقود طويلة، و ما يزال الانتقال إلى التعامل الرقمي في المؤسسات و الأسواق في السودان بطيئاً و محدوداً ، خِلافاً لما عليه الحال في دول العالم من حولنا في أوربا ، آسيا و أمريكا ، و بالتالي فإن حاجة المواطنين في بلادنا إلى بنوك مفتوحة النوافذ مُهم و ضروري، سواء للعاملين بالدولة أو لكافة العملاء .
لقد فات على لجنة الطوارئ الصحية العليا أن تنتبه إلى أهمية فتح البنوك و لو لأيامٍ معدودة تتمكن خلالها الوحدات الحكومية و الشركات العامة و الخاصة من سحب مرتبات العاملين وصرفها ، ما يخفِّف الضرر الواقع على قطاعات واسعة من المجتمع المحجور .
إفتحوا البنوك يا سادتي للجمهور ،و هي أصلاً مفتوحة للمقاصة، فقد اشتدت وطأة الحظر و (الفلس) على الناس .

الهندي عزالدين
المجهر