أبرز العناويناقتصاد وأعمال

الخبير الإقتصادي “معتصم الأقرع” يكشف أسباب ارتفاع الدولار في السودان ويقول: خدعوك وقالوا جشع التجار والمضاربين

إنخفض سعر الدولار الامريكي يوم الأربعاء مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي بعد أن سجل رقماً قياسياً ولأول مرة بالسودان ووصل سعره يوم الثلاثاء 16 يونيو 2020 الى 150 جنيهاً .

يوم الأربعاء 17 يونيو 2020 وبعد مرور يوم واحد لتصريحات رئيس لجنة الطوارئ الإقتصادية الفريق أول محمد حمدان حميدتي، عن تجار العملة وأسعار الدولار، وبحسب رجال أعمال ومتعاملين في سوق النقد تحدثوا لصحيفة (كوش نيوز) بالخرطوم ،سجل الدولار 147.00 جنيهاً.

وقال يوم الأربعاء، الخبير الإقتصادي د. معتصم الأقرع بحسب ما نقلت عنه كوش نيوز (خدعوك وقالوا جشع التجار والمضاربين: ارتفاع أسعار السلع, بما في ذلك سعر الدولار والخبز والدواء, سببه الوحيد هو توسع الحكومة في الصرف بلا سند من موارد حقيقية وتمويل العجز عن طريق طباعة العملة).

وأضاف دكتور الأقرع (إلقاء الملام علي باب تاجر جشع او مضارب افك لا يأتي إلا عن جهل مشهود أو كذب مقصود والكاذب أو الساكت عن الكذب أشد ضررا من الجاهل).

ويقول الخبير الإقتصادي د. معتصم الأقرع في مقال صحفي سابق (من المؤكد ان السيد وزير المالية سوف يسعي لتعويم سعر الصرف في الأيام القادمة أو علي الأكثر الأسابيع القادمة حتى يتم التعويم قبل اجتماع أصدقاء السودان المانحين في يونيو ليحوز علي رضاءهم وتبرعاتهم).

وحذر معتصم من ان زيادة المرتبات هي طعم لتسويق القادم من اكمال رفع الدعم وتعويم الجنيه وقال (في غضون شهور وربما أسابيع سوف يتجاوز سعر الدولار مئتان جنيها ويواصل الانطلاق بلا توقف ولا هوادة).

وفي تقرير سابق توجهت كوش نيوز باسئلة للخبير الإقتصادي “إبراهيم التاج” حول أسباب إرتفاع الدولار في السودان. وقد أجاب ابراهيم (ميزان المدفوعات ظل يعاني من خلل كبير لعدة سنوات خصوصاً بعد فقدان السودان لمعظم عائداته الدولارية بإنفصال الجنوب ، حيث نجد أن فاتورة الإستيراد أكثر من عائدات الصادرات مضاف لها تحويلات المغتربين، وذلك يشكل ضغط مستمر على الجنيه وكذلك الدولة تلجأ للتمويل عبر العجز والإستدانة من النظام المصرفي وطباعة النقود لتحملها أعباء توفير مبالغ ضخمة تذهب في دعم الوقود والمحروقات والكهرباء وهذا يضاعف من التضخم وكل ذلك يسبب إرتفاع مستمر للدولار مقابل الجنيه).

وأضاف التاج (أن هنالك مشاكل هيكلية كبرى يعاني منها الإقتصاد السوداني، مثل ضعف الإنتاج والإعتماد على الوارادات حتى في مواد ينتج السودان موادها الأولية، وقلة الصادرات ووجود شركات أجنبية كبرى تعمل في مجال الإتصالات وإستثمارت أخرى تحول أرباحها بالدولار، كل تلك أسباب تساهم في إنخفاض قيمة الجنيه المستمرة مقابل الدولار).

وأيضاً من أسباب إرتفاع الدولار في السودان يقول التاج (الطلب على الدولار يتزايد يومياً من “ما يسمى بظاهرة الدولرة” حيث المواطنون يشترون الدولار كمخزن للقيمة لأنهم يرون أن الجنيه في تدهور مستمر، كذلك طلبات المسافرين للعلاج والتعليم والسياحة تشكل طلب مستمر على الدولار).

ويقول إبراهيم التاج (عندما كانت الدولة تملك صادرات النفط القوية إستقر سعر صرف الدولار لفترة طويلة، وأعتقد أن سياسة الدولة الكلية في الإقتصاد هي التي تحدد سعر الدولار وليس هنالك تاجر أو شركة تستطيع خفض قيمة الجنيه أو تستفيد من إرتفاع الدولار وإنخفاض الجنيه، وميزانية السنوات الأخيرة كلها تحمل مؤشرات عجز كبيرة وهو ما ظل وزير المالية إبراهيم البدوي يحذر منه وأنه قد يسبب تضخم إنفجاري، وأعتقد أن الوزير سعى لجلب تمويل خارجي لسد العجز ولم يتيسر ذلك حتى الأن).

الخرطوم (كوش نيوز)