هيثم مصطفى: بشرتمونا بالعدالة وقلتم سيصرخون واول من صرخ المواطن
من أول يوم في الثورة خرج الناس من أجل تحسين الحالة المعيشية فهل تبدل الحال؟ فالذين تسلقوا الثورة رموا بأهدافها بعيداً ، وبنهاية سقوط النظام السابق اختلفت الشلة التي تصدرت المشهد لتمثل الثوار ، وهنا يَحضرني مثَل يختصر الحاصل اليوم ، ( هنالك سائق سيارة غبي دخل منطقة قرود فهجم القرود على سائق السيارة حتى هرب، ولكن القرود لم يستطيعوا قيادة السيارة رغم احتلالهم لها).
نجد اليوم من شهد ضد الشعب السوداني ليستمر الحصار الاقتصادي وهم جزء لا يتجزأ منه وفشلوا في الحل عندما حكموا، لا يمكن أن ينساهم الشعب رغم محاولتهم القفز فوق الحقائق ،وبئس البطانة الخيانة، تروح الحكومات وتأتي أخرى ولكن يبقى الوطن ، مشكلة بلدنا هذه أنها لا يمكن أن يخدمها سياسي إلا بحسابات شخصية ولكن أن تجد من هم بدون مصالح الله أعلم.
الشعب انكوى منكم بنيران الواقع الحالي، و الأغرب أن هنالك بعض الجهات الحاكمة تصدر بيانات وهي جالسة على كراسي الحكم، و كأنها تستغبي الشعب بكل إزدواجية لتمثل الحكومة والمعارضة ، و أين دماء الشهداء الذين ناديتم بها طوال أيام الثورة؟ حق الشهيد حتى الان هو رائح، والسبب أنتم هل أنتم تمثلون واقع مسرحية ( شاهد ماشافش حاجة)؟والمخزي أن بعض المسؤولين الذين ظلوا ينادوا باسم النضال طيلة ايام الثورة ويحث الشباب على الخروج حتى استشهدوا ، عادوا الآن ينادوا بعدم خروج الشعب في مليونية ٣٠ يونيو، هل كان الخروج في السابق حلال واليوم بات حراماً؟ تتسترون تحت غطاء كورونا فهل كان الرصاص الذي استشهد به الشهداء أرحم من كورونا؟ الموت واحد ولكن جلوسكم بالكراسي هو الدافع لمنع الناس من الخروج .
من حق الشعب أن يعبر عن نفسه ومن حقه أن يرفض الفوضى ومن حقه أن ينادي بإيقاف عبث القوانين التي تحمي الشلليات فقط ولا تحمي الجميع، فالكل خائف على نفسه لينجو من الحساب، رغم أن الشعب لا يطمع في الكثير ولا يهتم سوى بالعدالة لدماء الشهداء ولقمة عيش محترمة ، خرجنا من ديكتاتورية لديكتاتورية أكبر، من ظلم لظلم أكبر من قهر لقهر أكبر .
هذا الشعب خارج هذه المرة ليعبر عن رفضه للواقع وضياع دماء أبنائه ، والكراسي الملطخة بالدماء و التي تجلسون عليها كانت بفضل تلك الأرواح الطاهرة والنتيجة لم يتأثر بهم إلا أُسرهم وأصدقائهم ، وأنتم لم تدخلوا القصر بدبابات، بل بفضلهم ، هل تناموا مرتاحين؟ أنتم والقاتل بدرجة واحدة لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
كل هذه الأخطاء يدفع ثمنها المواطن لا أنتم، فلا يمكن أن يذهب الأشخاص ويبقى الفساد كما هو بنفس المنهج القديم، ومن حق أي مواطن أن يخرج وأن يعبر عن نفسه ومطالبه وبدون أسماء لأن الولاء للمسميات أضاع علينا البلد و خلط الحسابات ، يا تطلع صادق في حب ارضك او خليك مع مصلحتك، أي مسؤول جاب اصدقائه ومن يواليه (و أتلم المتعوس على خائب الرجاء)، والبلد والثورة ما كانت ترجو هذه الآمال لا نعرف هل انتم ناقمين على الشعب ام على الموروثات ؟ ام على القيم؟ البلد تحتاج من يغير على أرضها فقط، لا من يستنجد بالأمم المتحدة ولو كانت الأمم المتحدة تنصر مظلوماً لنصرت أهل اليمن و ليبيا وسوريا، تسيرون على ذات النهج القديم .
المؤسف في الأمر انكم لم تأتوا بديموقراطية، أنتم حكومة ثورة وبعيدين من أهداف الثورة التي شعارها ( حرية سلام و عدالة) ولا يوجد حرف واحد تحقق منها حتى اليوم، لا بد لكم ان تعلموا ان ادارة الدولة شيء وقعدات الأُنس والسمر شيء آخر، بشرتمونا بالعدالة وقلتم سيصرخون واول من صرخ المواطن وكل فشل تعلقونه على النظام البائد كأننا لا نعلم سوأته وكأنكم لم تسمعوا بأدب الاستقالة بتلك الدول التي أتيتم منها لإدارتنا.
من حق المواطن أن يخرج من أجل العدالة للشهداء و إصلاح ضيق المعيشة ويحلها الشربكها.
هيثم مصطفى