سياسية

تعيش على (البطاريات) قوز حاج عوض الله .. قرية تغمرها السيول


الاطفال (وئام وروان وشهرزاد) يسيرون يوميا على اقدامهم مسافة ساعة، للوصول للمدرسة في القرية المجاروة، يعيش هؤلاء الاطفال في قرية قوز عوض الله بمحلية القطينة، تبعد القرية عن العاصمة حوالي 60 كلم بالقرب من الطريق الرئيسي الخرطوم كوستي، تفتقر القرية للخدمات والاحتياجات الاساسية لاتوجد (مدارس، مركز صحي، كهرباء ، شبكة مياه ،اسواق )، برزت قضية قوز حاج عوض الله على السطح باطلاق نداءات استغاثة، بعد اجتياح السيول للمنطقة وتدمير المنازل والحقت اضرار وخسائر بالغة بالمواطنين، وتقديراتها الاولية بلغت اكثر من 70 مليون جنيه.

نداء
وقال هؤلاء الاطفال الذين استفسرتهم (السوداني) إنهم يدرسون في القرية المجاورة ، لعدم وجود مدرسة بقريتهم (ماعندنا ترحيل)، وانهم يخرجون منذ الصباح الباكر، ويسيرون لمسافة اكثر نصف ساعة يوميا للوصول للمدرسة، وذكروا (مرات بنشرب الشاي ومرات لا)، وابدوا رغباتهم بان يكونوا (اطباء ومهندسين ) في المستقبل .

القدر و(التهميش)
ولبى النداء اتحاد الصاغة والمعدنين، بالتنسيق مع جهات وزارة الشؤون الدينية والاوقاف، ومبادرة وطنا، لدعم متضرري السيول والامطار، وسير الاتحاد امس قافلة إغاثة للمتضررين تقدر قيمتها بملياري جنيه، تحوي مواد غذائية وادوية وايواء، ودعا رئيس اتحاد الصاغة والمعدنين، محمد إبراهيم،لإيجاد حلول جذرية لسكان المنطقة حتى لا يعرضوا للضرر مجدداً، والرأسمالية الوطنية للمساهمة بالعمل الانساني في اعانة المتضررين من السيول والامطار بالبلاد ، وقال إن المنطقة تعاني من ( التهميش) ونقص الخدمات.

جبر الضرر
واعلن الامين العام للاتحاد عاطف أحمد، عن تقديم دعم بحوالي ملياري جنيه، شمل مواد غذائية ومعينات ، وقال إن المساعدات استهدفت تلبية الاحتياجات الضرورية العاجلة، من المواد الغذائية والدواء، بجانب تخفيف الضرر(ادخال فرح في نفوس المواطنين)، مشيرا الى تسليم عهدة القافلة الى اهل المنطقة، موجها بتولي مسؤولية توزيعها على المتضررين.

خسائر فادحة
وشدد القيادي بالمنطقة ياسر عبدالملك الكريل، على أن اهالي القرية يعتمدون على مهنتي الزراعة والصيد، ودخولهم محدودة، وقال إن المنطقة تنقصها الكثير من الخدمات والاحتياجات الضرورية للانسان، موضحا بان السيول أدت لانهيار كامل لعدد174 منزلا و75 انهيارا جزئيا، ويقدر حجم الخسائر ب٧٠ مليون جنيه، وارجع السبب الرئيسي للسيول التي اجتاحت المنطقة مؤخرا، إلى انقطاع الطريق الرئيسي لخزان جبل اولياء الربيع، وشكا من افتقار المنطقة لخدمات الكهرباء والمراكز الصحية وانعدام مشاريع البنى التحتية، واكد استجابة والي ولاية النيل الأبيض لعدد ٥٠ خيمة ومركز لعيادة ميدانية تشمل جميع الأدوية وعلاجات الطوارئ ، لافتا لتعرض 10 مواطنين ، لسعات الثعابين والعقارب، لافتا الى أن مصدر المياه الوحيد بالقرية (المضخات اليدوية) حيث توجد بالمنطقة عدد اثنين فقط واحداهما( متعطلة)، وانه هذه خدمات تمت بالجهد الشعبي، وذكر(النظام البائد كان يتجاهل المنطقة) رغم انها شهدت تنفيذ بعض المشروعات لقيادات في النظام البائد، على منحى النيل بالقرب منها، دون الاهتمام بتقديم الخدمات اقلها ادخال الكهرباء للمنطقة.

حالة طوارئ
ونوه المساعد الطبي مالك امام بالمنطقة، الى تزايد عدد الاصابات ب(الالتهابات واللوز )، وقال إن عيادة طوارئ تستقبل مايقارب حوالى 65 حالة يوميا، واضاف: رغم النقص الحاد في المضادات الحيوية الا أن (الوضع تحت السيطرة) ، ولكنه تخوف من ظهور حالات اسهالات بسبب انهيار معظم المراحيض، واعتبرها مشكلة كبيرة تواجه انسان المنطقة، واشار الى اصابة عدد من المواطنين بلسعات الثعابين والعقارب تجاوز عشر حالات.

بطاريات ومراكب
وتصف الحاجة القائدة اليمن، كارثة اجتياح السيول للقرية وتقول إن السيول(جات من وين.. ما معروف)، وقالت لـ(السوداني) إن السيول استمرت على مدار يومين كأول مرة تشهدها المنطقة، ما اضطر الاهالي للخروج في (الزلط) الشارع الرئيسي، ولفتت الى وجود خسائر العديد من الاسر (العفش)، وشكت من انعدام الكهرباء رغم قدم المنطقة وتابعت (الكهرباء فوق رأسنا القرية كلها بتستخدم البطاريات) في اشارة الى مرور خطوط الضغط العالي للكهرباء فوق المنطقة، واشارت الى انقاذ ما تبقى من(العفش) وممتلكاتهم كان عبر (مراكب الصيد).

(كفارة والف سلامة)
ودعا نائب رئيس الاتحاد محمد آدم، لتوحيد الجهود في المرحلة الانتقالية، لبناء السودان، وقدم مواساته لمواطني قوز عوض الله ، وذكر( كفارة والف سلامة) وقال إن (تقبل القدر يكون لي خير)، متطلعا بان يتجاوز اهالي المنطقة تحدي السيول، وان تمضي في درب التنمية والعمران.

الحصة وطن
وقال مسؤول الاعلام باتحاد الصاغة، مصطفى خاطر، إن المبادرة جاءت في إطار العمل الوطني، و ما تحتاجه البلاد الآن من دعم وسند لدرء آثار السيول والأمطار، وقال إن منطقة قوز عوض الله بمحلية القطينة، برز تضررها من خلال النداءات التي أطلقت من أهالي القرية والمنظمات الانسانية ، مؤكدا أنها استوجبت على الاتحاد تقديم عمل (ملموس) بالمنطقة ، كبداية للتواصل مع المناطق الأخرى المتضررة، في نهر النيل كبكابية وشمال الخرطوم وشرق النيل، داعيا المنظمات والمبادرات الوطنية، لتقديم الدعم للمتضررين، وضرورة التنسيق لرؤية تشاركية لكل المبادرات الوطنية ، للعمل سويا لزيارة مناطق منكوبي السيول والأمطار.

واشار عضو لجان المقاومة السوق العربي، عبدالله حسين، الى أن مبادرة دعم اهالي قرية قوز عوض الله مثلت شراكة مع اتحاد الصاغة، وقال إن المشاركة جاءت (كواجب) لتخفيف الضرر عن المنكوبين والوقوف على الاضرار، داعيا لجان المقاومة بالمنطقة للاشراف والتنسيق الجيد، لتسليم المواطنين مساعدات القافلة.

السوداني