منوعات

ما الذي يفعله “كوفيد-19” بالقلب بعد التعافي؟

يشير عدد متزايد من الدراسات إلى أن العديد من الناجين من “كوفيد-19” يعانون من بعض أنواع تلف القلب، حتى لو لم يكن لديهم مرض قلبي كامن ولم يكونوا مرضى بما يضطرهم لدخول المستشفى.

وأثار هذا التطور الأخير قلق خبراء الرعاية الصحية بشأن زيادة محتملة في قصور القلب.
وقال الدكتور جريج فونارو، رئيس قسم أمراض القلب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “في وقت مبكر جدا من انتشار الوباء، كان من الواضح أن العديد من المرضى الذين تم نقلهم إلى المستشفى أظهروا أدلة على إصابات في القلب. وفي الآونة الأخيرة، هناك اعتراف بأنه حتى بعض مرضى كوفيد-19 ممن لم يدخلوا المستشفى يعانون من إصابات في القلب. وهذا يثير مخاوف من احتمال وجود أفراد يمرون بالعدوى الأولية، لكنهم يعانون من أضرار ومضاعفات في القلب والأوعية الدموية”.

وأشار فونارو إلى أن هذه المضاعفات، مثل التهاب عضلة القلب، يمكن أن تؤدي إلى زيادة فشل القلب في المستقبل. كما أنه قلق بشأن الأشخاص المصابين بأمراض القلب الموجودة مسبقا والذين لا يعانون من “كوفيد-19” لكنهم يتجنبون الذهاب إلى المستشفى بسبب مشاكل في القلب خوفا من التعرض للفيروس.

وقال: “العواقب طويلة الأمد لذلك يمكن أن تكون زيادة في قصور القلب. والأكثر أمانا أن تأتي إلى قسم الطوارئ إذا ظهرت عليك أعراض قد تمثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية بدلا من محاولة التخلص منها في المنزل”.

وتم تشخيص ما يقارب ربع أولئك الذين تم نقلهم إلى المستشفى مصابين بـ”كوفيد-19″ بمضاعفات في القلب والأوعية الدموية، والتي ثبت أنها تسهم في ما يقرب من 40% من جميع الوفيات المرتبطة بـ”كوفيد-19″.

لكن دراستين حديثتين تشيران إلى أن تلف القلب بين المصابين قد يكون أكثر انتشارا. وفي JAMA Cardiology، حدد تحليل تشريح جثث 39 مصابا بـ”كوفيد-19″ التهابات في قلوب المرضى الذين لم يتم تشخيص إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية أثناء مرضهم.

واستخدمت الدراسة الأخرى لأمراض القلب، من JAMA Cardiology ، التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب على 100 شخص تعافوا من “كوفيد-19″ خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر التالية للمرض. ووجد الباحثون تشوها في قلوب 78% من المرضى المتعافين و”التهابا مستمرا في عضلة القلب” في 60%.

ووجدت نفس الدراسة مستويات عالية من إنزيم تروبونين في الدم، وهو مؤشر على تلف القلب، في 76% من المرضى الذين خضعوا للاختبار، على الرغم من أن وظائف القلب بدا أنها محفوظة بشكل عام. ومعظم المرضى في الدراسة لم يحتاجوا إلى دخول المستشفى.

وقالت الدكتورة مينا تشونغ، طبيبة القلب وأستاذة الطب في كلية كليفلاند كلينيك ليرنر للطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف، إن هناك مجموعة من الأشخاص يبدو أنهم أكثر تضررا فيما يتعلق بالقلب.

وأشارت إلى أنه قد يكون من الصعب تحديد الأشخاص المعرضين للخطر، أو بالنسبة لأولئك الذين يتعافون من الفيروس لمعرفة ما إذا كانوا يعانون من مشاكل في القلب.

وأوضحت تشونغ، التي تقود تنسيق أكثر من اثنتي عشرة دراسة بحثية جارية حول “كوفيد-19” تمولها جمعية القلب الأمريكية، أنه ما يزال من غير الواضح ما إذا كان ينبغي أن تصبح فحوصات الكشف عن تلف القلب والأوعية الدموية جزءا روتينيا من رعاية المتابعة لمرضى “كوفيد-19”.

وقال فونارو، الذي شارك في تأليف مقال افتتاحي مصاحب لدراستي طب القلب في JAMA: “خلاصة القول، نحن لا نعرف. وقبل تقديم أي توصيات للتصوير الروتيني للقلب، نحتاج إلى دراسات إضافية تساعد في تحديد وتيرة حدوث ذلك وعوامل الخطر”.

وينصح كل من فونارو وتشونغ أولئك الذين يتعافون من “كوفيد-19” بمراقبة الأعراض التالية: ضيق التنفس المتزايد أو الشديد مع المجهود، وألم الصدر، وتورم الكاحلين، وخفقان القلب أو عدم انتظام ضربات القلب، وعدم القدرة على الاستلقاء دون ضيق في التنفس، والاستيقاظ ليلا بسبب ضيق التنفس، والدوار أو نوبات الدوار. واستشارة الطبيب الخاص أو طبيب القلب إذا عانوا منها.

وتابع فونارو: “لكن بالنسبة لشخص أصيب بفيروس كورونا وتعافى ولم تظهر عليه أعراض مشاكل في القلب، فمن غير المعروف ما إذا كان هناك سبب لإجراء فحوصات إضافية. وإذا كانت هناك مخاوف، فيجب عليهم مناقشة هذا الأمر مع أطبائهم”.

وقال إنه من المحتمل أيضا أن بعض أضرار القلب والأوعية الدموية التي يراها الباحثون يمكن أن تشفي نفسها. موضحا: “لقد رأينا مع فيروسات أخرى حيث يوجد التهاب في القلب، أن هناك أفرادا يتعافون تلقائيا. وبعض الأشخاص، يمكننا معالجتهم بشكل فعال بالأدوية”.

العربية نت