رأي ومقالات

الزين عثمان: (فيصل وينو)؟

يطرح الجميع سؤاله (اين فيصل؟ ) الاستفهام يقودك الي حيث الاستماع الي تسجيلات مقرونة باصوات الموت يقال ان تسجيلها تم في المناطق التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور بجبل مرة الرجل الذي يطلق عليه الجميع لقب مستر نو بدا عاجزاً من ترديد عبارة (لا) في حدوث تجاوزات للقانون الانساني فيما يتعلق بالتعامل مع منسوبي الحركة ومعها غياب الروح الخاصة بالرفاق في اجابته علي سؤال اين فان البعض يمضي في اتجاه ان الشاب الذي التحق بالنضال منذ بواكير انطلاق الثورة تمت تصفيته بدم بارد من قبل رفاقه في الاراضي المحررة لكن الامر لا يبدو كذلك لدي منسوبي الحركة وقياداتها ممن يرون في تداول الموضوع مجرد محاولة لاستهداف الحركة ومواقفها الواضحة
1/ ضرب واصوات صراخ واحدهم ينادي علي من يلهبون ظهره بالتعذيب بعبارة يا رفيق وكلمات نابية وتحقيقات حول اموال ومواقف وتساؤلات عن علاقات ببعض الافراد وصوت اخر يخبر الجميع ان الثورة لن تموت وان من يتصلون باعدائها فهي قادرة علي حسمهم ونباح لكلب اوجده حظه العاثر هناك بدا وكأنه يسأل من يقومون بذلك عن قيم الوفاء بعيداً عن قيم الثورة يمضي ابعد وهو يعيد السؤال عن اي تحرر بامكاننا الحديث وماهي الثورة التي تعجز عن حماية ارواح من اشعلوها وبالطبع ان كان ذلك هو سلوك من يريدون اعادة البناء فكيف بامكانهم الحديث عن احترام قيم حقوق الانسان ومطالبتهم تقديم الاخرين للعدالة تحت دعاوى ممارسة التعذيب؟ كان ذلك بعض مما حملته التسجيلات الصوتية التي تم تداولها على نطاق واسع في وسائط التواصل الاجتماعي وبسببها واجهت حركة تحرير السودان هجوماً عنيفاً
2/ يقول معتصم ادم شقيق فيصل بان اسرتهم تعيش اوضاعاً سئية فيما يتعلق بالبحث عن اجابة لمصير ابنهم يجزم في حديثه لليوم التالي بان الصوت الذي ظهر في تسجيلات التعذيب المتداولة هو صوت شقيقه لكنه يؤكد في المقابل بانه لا يستطيع الجزم بانه حدثت له عملية (تصفية) ويردف دعنا نتمسك باهداب الامل فلا احد بامكانه تصديق موت الاعزاء وهو يراهم يغادرون امامه فما بالك بالاوضاع التي نحن فيه يردف انهم اتصلوا بقيادات في الحركة وبدات اجابتهم غامضة حول الامر ويكمل انهم كاسرة سيتابعون الاوضاع وانهم سيصلون الي القيادة العامة للحركة في المناطق المحررة لمعرفة مصيره محدداً ان الاربعاء سيكون يوماً حاسماً في هذا السياق في حديثه ايضاً يرسم معتصم صورة قاتمة يعيشون فيها كاسرة واوضاع نفسية سيئة تعيشها والدة فيصل في انتظارها لمعرفة مصيره هي تنتظر فقط الاجابة علي سؤال ابنها حي ام ميت؟
3/ من جانبها اصدرت حركة تحرير السودان بياناً مهرته وعلي غير العادة بتوقيع وليد ابكر تونجو المسمي الناطق العسكري بيان قال فيه كل شئ دون ان يشير فيه الي مصير فيصل وحياته فالبيان وصف اتهامات ما بعد ظهور التسجيل بالحملة الممنهجة التي يقودها من اسماها عاطلي المواهب والمتساقطين في جوبا وذلك بغية التغطية علي اتفاق المساومة الذي تم توقيعه في جوبا ووصف البيان التنسجيلات المتداولة بالفبركة ولا يوجد عاقل بامكانه تصديق هذه الاشياء التي لا تقوم علي ساقين وان غرضها الرئيسي التشويش علي الراي العام وشغل الحركة بمعارك انصرافية وتحقيق انتصارات وهمية هم في امس الحاجة اليها في الوقت الراهن وانتهي البيان الا ان النظام البائد وبكل جبروته واسلحته ودباباته واعلامه المضلل فشل في هزيمة حركة جيش تحرير السودان وهو ذات الامر الذي ستعجز عنه الفبركات والاشاعات من شلة تقطعت بها السبل ولن تستطيع هزيمة مشروع الثورة
4/ ببساطة يقول الكثيرين ان الحركة وجهازها الاعلامي لم يكن في حوجة لخوض هذه المعركة عبر بيان صحفي يكيل فيه الاتهامات لم يكن المطلوب منها اكثر من تسجيل مصور تؤكد فيه بان القيادي فيصل ادم بخير وانه لم يصبه سوء كان ذلك الامر كافياً لهزيمة من يتربصون بالمشروع وهو ذات الطلب الذي قدمه كثيرين لقيادات الحركة وعلي راسهم زعيمها عبد الواحد نور الذي تعودوا ان يظهر للتعليق علي كل الاحداث فلماذا اصابه الصمت ومشروعه يضرب في شفافيته؟ في ظل هذه الاحداث كان صوت الرجل ياتي عبر الاثير مخاطباً ندوة حول السلام اقامتها لجان المقاومة في حي العباسية اخبر فيها الحاضرين بان الازمة ليست في رئيس الوزراء بل في غياب المشروع الذي يحكم البلاد ويحدد علاقات مكوناتها مردفاً انه سيكون في القريب العاجل في الخرطوم وبالطبع لم يجب الرجل علي سؤال مصير الشاب قبل ان تتطوع زوجته السابقة ايمان سالم ومن علي صفحتها بالفيسبوك تنعي الشاب وتقول بانه قتل في الاراضي المحررة.
5/ في اجابته علي سؤال المصير الخاص بزميله في جامعة الخرطوم ورفيقه في الحركة يرد الناطق الرسمي باسم الحركة محمد عبد الرحمن الناير المقيم بكمبالا علي سؤال اليوم التالي بتوجيهنا الي حيث يقيم الناطق العسكري في الاراضي المحررة وليد تونجو مكتفياً بان التعليق علي الاوضاع العسكرية ليس من اختصاصاته وهو امر لا يسنده دستور الحركة ولا تسنده حتي تصريحات الناطق في اوقات سابقة تناول الاوضاع العسكرية في الميدان وكان الناطق الرسمي قد رفض التعليق علي التسريبات لجهات متعددة مبرراً ذلك بعد تخويله للقيام بهذا الدور وتواصلت اليوم التالي مع الناطق العسكري وليد تونجو عبر تطبيق الواتساب حيث رد علي المكالمة وحين سؤاله عن مصير (فيصل) وهل تمت تصفيته ام انه لا زال علي قيد الحياة اعتذر بسوء الاوضاع الجوية في المناطق المحررة ووعد بان يعود بعد ربع ساعة لتوضيح الحقائق مرت عليها الان 24 ساعة ولا مجيب وهو امر قد يرجع لسوء الشبكة في منطقة جبل مرة بينما يقول كثيرين بان تفسيره الوحيد هو ان القيادات الان لا تملك اجابة علي السؤال او لا ترغب في ذلك.
6/ ما يحدث الان في اروقة حركة تحرير جيش السودان والمترتبات علي ما تم تداوله من تسجيلات صوتية صادمة تفتح الابواب امام التساؤلات حول ما يجري في تلك الميادين وبالطبع تعيد النقاش حول عمليات التصفية التي تمت لكثير من القيادات يقول كثيرين ان ما ظهر للسطح الان يمثل فقط رأس جبل الجليد وان ما يحدث قد يفوق الوصف خصوصاً وان التهمة دائما حاضرة وهي تهمة الخيانة للثورة حيث الموت فقط امامك بل ان البعض يمضي اكثر للقول بان تسجيلات سابقة كانت توثق لهذا النوع من التصفيات كان ابطالها وضحاياها هم رفاق مشروع التحرر الذي يشير كثيرين الي اتهامات بان الامور تجاوز كونه عملية ثورة لتحقيق اهداف الشعوب المقهورة في الحياة الكريمة الي مجرد صراع حول تحقيق مغانم ومكاسب للقيادات ممن يعيشون في رفاهية لا يمكن استمرارها الا باستمرارية نزيف الدماء والموت ربما للتاكيد علي ذلك فان التحقيقات المسربة ايضاً كانت تشير الي ما يمكن النظر اليه بانه عمليات فساد مالي تتعلق بتوظيف اموال الثورة الي اشياء اخري غير التي جاءت من اجلها وهو امر ايضاً يمكن ان يحضر فيه السؤال من اين تأتي هذه الاموال.
7/ قصة فيصل ومصيره المجهول تبدو وكانها تعيد التساؤلات حول ما يجري هناك تفتح الابواب امام سيناريوهات كارثية قد تضع الحركات التي يقول منسوبيها بانها تقاتل من اجل صناعة دولة الحرية والديمقراطية والسلام والمساواة وحين يتعلق الامر بالممارسة علي ارض الواقع فانها تبدو متناقضة تماماً وتثير الدهشة التي تنطلق منذ بواكير التحاق الشاب بالحركة ويقينه التام بالمشروع في كونه مشروع للحياة ظل متمسكاً بها حتي اخر لحظة حين طالبه المحقق بالنهوض فرد انا مطعون قبل ان يضيف متسائلا (انتو ح تكتلونا واحد واحد) قالها ثم مضي لمصيره تاركاً السؤال معلقاً علي رقاب الحركة ومشروعها وعلي رقبة قائدها عبد الواحد المطلوب منه الان الاجابة علي سؤال مصير رفيق الثورة قبل ان يجيب الاخرين علي مصير بلاد لا يزال قدر الامهات فيها انتظار اصعب اجابة في العمر ان ابنك قد مات وهي اجابة بقدر وجعها تظل اكثر برودة مما يعيشه القلب الان ومعها ينتظر كثيرون الاجابة علي سؤال (فيصل وينو)
#فيصل_وين

الزين عثمان

تعليق واحد

  1. بالتأكيد لن نفرح لموت اى شخص.ولكن فيصل هذا ذهب ليقتل الاخرين فماذا يتوقع.
    اذا لم يقتله مستر نو لقتله الجيش او الدعم السريع.
    اللهم لاتجعل فى رقابنا دم امرئ مسلم.