رأي ومقالات

حكاية بين يدي التشكيل الوزاري

فقدت السياسة السودانية والعمل العام ببلادنا الكثير من الكفاءات والقيادات خوفاً من الفضائح والشتيمة والاكاذيب التي تثار حولهم بالحق والباطل بألسنة حداد.

وكانت دائما ما تعتذر هذه النخب بقولها (بمجرد تعيينك في منصب عام يسارع السودانيون باخراج القديم والجديد من تاريخك الشخصي وتاريخ أسرتك وقبيلتك واصدقائك واصهارك)

وقد كنت أظن أن هذه العادة سودانية، لكنني اكتشفت أن هذا الداء قديم، فقد قرأت في الحكايات العربية الموحية أن فتى دخل على المنصور الخليفة العباسي فسأله عن وفاة أبيه فقال: مات رحمه الله، يوم كذا وكذا، وكان مرضُهُ رضي الله عنه، كذا وكذا، وترك عفا الله عنه، من المال كذا ومذا، فانتهره الربيع ( وزير من موالي بني العباس)
وقال: أبين يدي أمير المؤمنين تُوالي الدعاء لأبيك!
فقال الشاب: لا ألومك! إنك لم تعرف حلاوة الآباء!
فما عُلم أن المنصور ضحك مثل ضَحِكه يومئذ (فكان الربيع لقيطاً).

حسين خوجلى