رأي ومقالات

هذا الصحفي لم يوصف حال البشير بل وصف حال الشعب السوداني


( الفرق بين ريري وكابو )
قصة حقيقية لشخصية تدعى ريري و ريري هذه إمرأة امتهنت صناعة و بيع الخمور و كانت تمتلك انداية على أطراف النيل بمنطقة المرسى بشمبات الجميلة و كانت إمرأة جميلة الروح و الابتسامة لا تفارقها ابدا” و رغم بيعها للخمور إلا انها كانت صاحبة مبداء و أخلاق ، و لم يكن يعكر صفوها سوى الرقيب ( كدوس ) الذي كان يعمل بشرطة السواري فقد كان يأتيها ليلا” لينهب مالها و يحتسى شرابها ، و ذات يوم ضبطته الشرطة الأمنية مخمورا” و تم فصله من الخدمة و اصبح مواطنا” و جاء لمنطقة المرسي ليسكر لكن ابناء المنطقة اجتمعوا عليه و اوسعوه ضربا” حتى فقد عينه اليسرى و اصابه شلل جراء الضربات التي تلقاها في ظهره ، جميع اهل المنطقة شمتوا فيه كثيرا ، إلا ( ريري ) التي تأسفت لحاله و لنهايته الحزينة و ظلت تتحسر على حاله و تسأل عنه و لم يرتاح لها بال إلا بعد أن جمعت تبرعات و اشترت بها كرسي متحرك اهدته له .
لفت نظري مقال لأحد الصحفيين اصحاب الأقلام التي تخصصت في فن ( القوالات ) و ظن بانه صحفي ( فني ) حيث بداء مقاله بشماتة مقرفة جدا” في الرئيس السابق عمر البشير و وصف صورة البشير المتداولة قائلا” :
( ها هو يظهر مهيض الجناح .. مشلول الإرادة .. منزوع الكبرياء ..شاحب القسمات ..مرتعد الفرائص .. مهزوز الثقة .. مكسور النفس.. متغير اللون .. ناحل الجسم .. ذابل النضارة .. كئيب الإطلالة .. هزيل البنية .. مخطوف الوجه .. ممتقع البِشرة .. غائر العينين .. مُغرورِق الدموع .. مُصفَرَّ الأسنان .. مُتجعِّد الجبهة ) .
كل ما كتبه هذا الصحفي المتخصص في صحافة الفضائح من ( شماتة ) و ( تنمر ) و ( مطاعنة ) لم تلفت نظري أو تدهشني لأن هذه هي أخلاقه فعلا” و هذا هو تخصصه و هذا هو علمه الذي درسه من ( الحلوات ) و هذه هي خبرته التي اكتسبها من (المشاطات ) ، فالرجل طيلة مسيرته الإعلامية تخصص في ( خبارات و شمارات ) الفنانين و الفنانات ، و برع و ابدع في المطاعنات و القوالات ، فقد كان و لا زال صحفي إستقصائي يأتي بخبر ( الطلقوها ) قبل( العرسوها ) و ( الأجهضت ) قبل ( الفسخت ) .
لو كان هذا المقال الفطير و السمج بقلم إحدى ( المومسات ) او احد الناشطين السياسيين او احد الصحفيين الذين ضيقت عليهم و شردتهم الانقاذ و اغلقت صحفهم و اعتقلتهم و عزبتهم لكنا وجدنا لهم العذر ، لكن أن يكون بقلم من ترعرع و نشاء و أشتهر بفضل الكيزان و كان أحد اكبر مصادر امنهم في المجتمع الفني فهذا لعمري هو ما ادهشني جدا” لان الرجل الذي لم يتوقف فمه من مضغ (اللبان) و سيرة فضائح الفنانات و النسوان طيلة عهد الأنقاذ لم نرى له نضالا” ضد البشير و حزبه بل كان نضاله الصحفي في كشف عورات المشاهير و اسرارهم .
في الحقيقة هذا الصحفي لم يوصف حال البشير بل وصف حال الشعب السوداني ، و حال رئيس الوزراء حمدوك ، و اذا نظرنا جيدا” لصورة البشير المتداولة و قارناها بصورة حمدوك الاخيرة سنجد ان مهيض الجناح و مشلول الإرادة و منزوع الكبرياء و مهزوز الثقة هو حمدوك نفسه وليس البشير فالبشير في الاساس هو عسكري قضى ربع عمره في أحراش الجنوب و الغرب ببشرة سمراء من فعل قساوة الحروب و البارود و اسنان صفراء انهكها عطرون العدس و التنمباك و كوبر لم و لن تكون أقسى عليه من قساوة جبال النوبة و جبال الاستوائية ، و لو قارنا صورة البشير بصورة الشعب السوداني الآن سنرى ان الشعب هو الذي انكسرت نفسه و عزته و انتحل جسده و اغرورقت دموعه ، هو الشعب وحده الذي فقد نضارته و تجعدت جباهه و ليس البشير .
كلنا كرهنا البشير و تمنينا له اسواء العذاب يوم البعث لكن طبيعتنا السودانية و عقيدتنا و أخلاقنا و تربيتنا لم و لن تسمح لنا بالشماتة في الأعداء مهما فعلوا بنا ، و الرجال الحقيقين لا يمدون السنتهم للاسود و الضباع و الكلاب داخل اقفاصها بل يصارعونهم خارجها و يرحمونهم داخلها .
لكن بعد ان اصبحنا في عهد يستقبل فيه الرجال العاهرات و الحلوات في المطارات استقبال الفاتحين وجب علينا أن نعيد توصيف الرجولة من جديد و أن نشرح لصغارنا الفرق بين زبادي ريري وزبادي كابو .

نزار العقيلي


‫2 تعليقات

  1. اكيد ده الود الصيصة هيثم كابو الذي ترعرع و لمع نجمه في عهد الانقاذ وتمرغ في المؤسسات الصحفية المرضي عنها في عهدهم.
    للأسف هالني كمية النفاق من المتحولين والمتحولات الذين تنكروا لماضيهم وركبوا قطار الثورة بالتشبث بمقطورته الاخيرة. واذا علمنا أن” الرجال مواقف ” و”الرجل كلمة” يحب هذا الصيصة البحث عن تصنيف آخر يدرج نفسه تحته ولله في خلقه شؤون.

    1. ياها الحلوة بت كابو
      دي مجردة من الأدب كفايه انها هي ماراعت حرمة الموتى ونشرت صورة جسمان فإن متوفي يااخ تفوووو