علوم و تكنلوجيا

ليس المصباح الكهربي فقط… اختراعات توماس إديسون غيرت وجه العالم

ارتبط اسم المخترع ورجل الأعمال الأمريكي توماس إديسون، لدى معظم الناس بابتكار المصباح الكهربي، إلا أن إسهامات هذا المخترع العبقري في حقيقة الأمر تفوق ذلك بكثير.

ولد توماس إديسون في مدينة ميلان الإيطالية عام 1847 لكنه نشأ وتعلم في ولاية ميشيغان الأمريكية، وتوفي في مثل هذا اليوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1931 أي أن عمره بلغ 84 عاما، زخرت باختراعات غيرت وجه العالم محققة نقلات نوعية نحو عهود جديدة من التقدم التكنولوجي والصناعي.
المصباح الكهربائي
ما لايعرفه الكثيرون عن إديسون أن له 1093 براءة اختراع مسجلة باسمه في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تتوقف إنجازاته عند مجال العلوم فقط، بل إنه رجل أعمال ماهر إذ أنه أسس عددا من الشركات.

وبالنظر إلى إسهاماته العلمية، نجد أن العديد من اختراعات إديسون شكلت نقاط تحول حقيقة في مسيرة التقدم البشري، وفيما يتعلق باختراعه الأشهر، وهو المصباح الكهربائي، فإن إديسون كلل جهود علماء سابقين قدموا محاولات جادة في ابتكار المصباح حيث اشترى براءات اختراع لمحاولاتهم السابقة وعمل على تطويرها ليخرج المصباح الكهربائي في شكله المعروف، وحاز على براءة اختراعه عام 1879، حسبما ذكر موقع “بيوغرافي”.

وجاء المصباح الكهربائي، الذي ابتكره إديسون بمثابة نقطة انطلاق لصناعة ضخمة تطورت ولا تزال تتطور إلى يومنا هذا، فتحت المجال أمام رفاهية جديدة لحياة البشر.

التليغراف الآلي
عمل إديسون على ابتكار التليغراف في الفترة بين عامي 1870 – 1874، ونجح في تطوير أداة تثقيب تستخدم لوحة مفاتيح تشبه تلك الموجودة في الآلة الكاتبة، حيث كانت تنتج ثقوبا وشرطات تتناسب مع الرموز الخاصة بمورس، ثم يتم تشغيل الشريط الناتج والذي يحتوي على العديد من الثقوب عن طريق جهاز إرسال عالي السرعة.

ووصلت سرعة التليغراف إلى 1000 كلمة في الدقيقة، بحيث تمر الثقوب تحت قلم معدني يلامس الأسطوانة الدوارة ويغلق الدائرة الكهربائية، مما يشكل سلسلة من الإشارات المتقطعة التي يتم إرسالها إلى الطرف الآخر، ما شكل وقتها ثورة في عالم المراسلات.

الفونوغراف
ابتكر أديسون الفونوغراف عام 1877، حيث أنه أثناء عمله على تطوير جهاز التليغراف، لاحظ أن الشريط الخاص بالجهاز تسبب في حدوث صوت يشبه الكلمات المنطوقة عند تشغيله بسرعة عالية جدا، مما دفعه إلى ابتكار طريقة يمكنه من خلالها إرسال الرسائل عن طريق الصوت، من خلال تسجيل رسالة هاتفية.

جرب إديسون قلم يدق على إسطوانة من الصفيح، وفوجئ بأنه سمع إعادة للرسالة التي سجلها، ما أوحى له بابتكار الفونوغراف الذي يتكون من الأسطوانات بدل الأقراص، حيث يحتوي الجهاز على إبرتين إحداها للتسجيل والأخرى للتشغيل، بحيث يتم تسجيل اهتزاز الموجات الصوتية عند الحديث بواسطة إبرة التسجيل على الأسطوانة.

استخدم الجهاز في العديد من الأغراض مثل كتابة الرسائل، والكتب الفونوغرافية للمكفوفين، والسجلات العائلية عن طريق تسجيل أفراد العائلة من خلال أصواتهم، بالإضافة إلى تسجيل الاتصالات، وتسجيل الوقت، ما أدخل العالم في مرحلة جديدة من الاتصالات عن بعد.
نشاطه في مجال الأعمال
أسس إديسون شركة “إديسون للإضاءة الكهربائية”، عام 1880 وفي عام 1887، وبنى مختبرا للبحوث الصناعية في ويست أورانج بولاية نيو جيرسي، وكان يهدف من وراء ذلك إلى جعله مختبر أبحاث أولي خاص بشركات إديسون للإضاءة الكهربائية.

وأمضى إديسون معظم وقته في ذلك المختبر لكي يشرف على تطوير تقنيات الإضاءة وأنظمة الطاقة، بالإضافة إلى قيامه بتطوير كاميرا الصور المتحركة، والبطارية القلوية.

ونافس إديسون رجل الأعمال نيكولا تيسلا، في مجال استخدام التيار الكهربائي المستمر، الذي يفضله إديسون، في مقابل استخدام التيار المتناوب الذي يؤيده تسلا.

استغل إديسون انتشار صناعة السيارات في تلك الحقبة، ليصمم بطارية تخزين قادرة على توفير الطاقة اللازمة لتشغيل سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية، وخلال الحرب العالمية الأولى، طلبت منه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تولي رئاسة مجلس الاستشارات البحرية، الذي تكمن مهمته في فحص الاختراعات المخصصة للاستخدام العسكرية، فساهم إديسون في العديد من المشاريع العسكرية مثل أجهزة الكشف عن الغواصات البحرية.

سبوتنيك