منوعات

ماذا يعني أن تكون رجلا في عام 2020؟

يجد معنى مفهوم الرجولة تغيرا دائما ومستمرا عبر التاريخ، وذلك مع تغير في مفاهيم الجنس وطبيعة السلطة والامتيازات لدى البشر.

مع الوقت، بدأت الفكرة النمطية السائدة عن الرجال بأنهم عدوانيون في الأساس، ومتسلطون، وغير عاطفيين، بالتغير ببطء؛ ما يحررهم من الصورة النمطية المأخوذة عنهم، ويعيد تقييم قيمة الرجل في المجتمعات.

على مدار العقود الأخيرة، شهدت أجور الرجال انخفاضا، كما تراجعت آفاق التوظيف وتقلصت فرصهم، ولكن حتى مع فتح المجال للمرأة في المجال الوظيفي، لا يزال ينظر للرجل في أمريكا على أنه المعيل الأساس للأسرة.

ووفق صحيفة ”ذا غارديان“ تشير الدراسات الحديثة إلى أن الذكور في الولايات المتحدة الذين ليس لديهم عمل هم أكثر تعاسة من أقرانهم في الدول الغنية الأخرى، ويحذر الخبراء من أن الاضطرابات في الأدوار الاجتماعية والاقتصادية التقليدية ستقوض احترام الرجال لأنفسهم وتقوض صحتهم العقلية.

بعض التداعيات واضحة بالفعل، ففي عام 2018 ارتفع معدل انتحار الرجال عن النساء بأكثر من 3,5 مرة، ومثل الذكور البيض 70% من حالات الانتحار.

ومع النظرة السائدة بأن على الرجل ”أن يظل رجلا في المواقف الصعبة“ و“التصرف بحزم“، فإن معظم الرجال لا يطلبون المساعدة عندما يكونون بأمس الحاجة إليها.

وفي دراسة حديثة، أجريت مقابلات عديدة مع الرجال حول ما تعنيه الرجولة بالنسبة إليهم، حيث تحدثوا عن القدوة الغائبة والآباء المسيئين والأعباء الثقيلة لمفهوم الأبوة والرجولة.

وتأرجحت مفاهيم الرجولة بين ضرورة تثمين العنف للرجل، وضرورة التخلص من ميوله العنيفة، كما وصفت على أنها فكرة غالبا ما تعني الطموح العالي ووضع المعايير المستحيلة ومواجهة القسوة.

وأكد المشاركون في الدراسة أنهم كرجال من الصعب عليهم التعبير عن مشاعرهم أو إظهار المودة في الكثير من الأحيان، رغم حبهم بالفعل لعائلاتهم أو أصدقائهم أو زملائهم بالعمل.

ويجد العديد من الرجال أنه من ”المهم جدا“ بالنسبة لهم أن يكونوا المعيلين لأسرهم، فيما يدّعي العديد منهم أنهم يواجهون ضغوطا دائما كي يظلوا أقوياء عاطفيا.

لكن مع استمرار انهيار فرص العمل تتقلص مفاهيم الرجولة وتزداد الأزمات النفسية والعقلية والصحية بالفعل لدى الرجال.

إرم نيوز