ما زالت قحت ماعدا السنابل, تجقلب وتولول ولكنها لا تخرج من بيت الطاعة

معانقات المدني والعسكري:
مشهد أول: تورط اليسار العروبي والماركسي مع انقلاب نميري وظنوا بإمكان استخدام العسكر لخدمة أهداف اليسار النبيلة والغير نبيلة. وانتهي الامر بان سحل العسكر قادة اليسار ودجنوا من قوميسارهم من احتاجوا لحنكته في إدارة شأن الدولة وشأن الصراع السياسي, ونتج عن حماقة اليسار في الركون الِي العسكر ان توطدت أقدام الرأسمالية والقهر الطبقي والتبعية للاستعمار.
مشهد ثاني: ظن المثقفون القرنقيون ان بإمكانهم ان يخلقوا جيشا ينزل الِي أرض الواقع قيم حركتهم ومنفيستوهاتها المتبدلة. انتهي الامر بان اكل الجيش الحركة وتحول القرنقيون من حركة تطمح لان يكون لها جيش, الِي جيش بتاع حركات وحين اعتلي ضباطها السلطة أسسوا حكما عسكريا رجعيا كانيباليا لا علاقة له من قريب أو بعيد بادعاءات الحركة عن العدالة والمساواة ولا حتى بنسختها من العلمانية التجارية .
مشهد ثالث: قرر الإسلاميون استخدام الجيش لاقامة دولة الامام العادل وربط الأرض بأسباب السماء بـقاش المشير, فتغدي المشير بالترابي وتعشي بالحركة الإسلامية, وقزقز بدبـاديبها, وحول مثقفيها الِي اجراء منكسرين يأتمرون بأمره مقابل الوظيفة وفرص الفساد الِي ان تلاشت الحركة الإسلامية الِي جثة فار ميت داقاهو مطرة.
مشهد رابع: بـسطحيتهم المريعة, لم يقرأ القحتيون تاريخ بلد أرادوا ان يحكموه فقرروا ان الخلاص في التحالف مع عسكر البشير ولجنته الأمنية لإنفاذ برنامج اعظم ثورة في القرن ورثوها بلا استحقاق. ولكن في اقل من عام متن العسكر تحالفهم الخارجي، ودخلوا في زواج مصلحة مع أهل الهامش المسلح, واشتروا من نخب قحت من شاءوا ثم القوا عليها بعين الاحتقار اللئيمة وخيروها بين الدخول في بيت الطاعة والذهاب الِي الجحيم. وما زالت قحت, ماعدا السنابل, تجقلب وتولول ولكنها لا تخرج من بيت الطاعة.
د. معتصم أقرع