رأي ومقالات

الانقلاب الأيديولوجي البرجوازي ضد الثورة بدأ قبل أيام من سقوط النظام البشيري


انقلاب البرجوازية الأيديولوجي ضد الثورة:
بدأ الانقلاب الأيديولوجي البرجوازي ضد الثورة قبل أيام من سقوط النظام البشيري.
في ذلك الوقت ، نصب البعض أنفسهم متحدثين رسميين باسم الثورة وترجمانات لأشواقها واجتهدوا في ترويج خديعة أنها ثورة وعي ، وليست ثورة جوع. كانت هذه فرية مبينة لأنها تفترض أن الثورة يجب أن تكون إما هذا أو ذاك.
لكن الحقيقة هي أن الثورة كانت ضد الجوع وفي نفس الوقت كانت ثورة وعي وحرية ولا تناقض في ذلك. ولا شك ان الملايين خرجوا ده نظام البشير في جميع انحاء البلاد لأسباب جوهرها اقتصادي, حتى في ظل وجود أسباب اخري لا يستهان بها مثل الفساد الحقارة الاخوانية.
للأسف من يفصل الحقوق الاقتصادية عن سؤال الوعي والحرية أما مدعي عظيم الحمق واما دجال راقد ليهو فوق راي.
ماذا تعني الحرية لأنسان جائع عاجز عن توفير خبز أو دواء أو ترحيل أو تعليم لنفسه وأهله؟ ماذا يفعل بحريته النظرية في ان يسهر في اوزون ثم يتعشي في ليزامين أو يتغزل في ـشارع النيل ان كان لا يملك ما يكفي لركوب ركشة في مشوار قصير؟
وهل يقلل من البعد الاقتصادي للثورة واشواق الفقراء للخبز الحافي الا غني أو متخم أو برجوازي متطلع لمعانقة السلطة يود اعفاء نفسه سلفا من مشقة اصلاح حال الاقتصاد وتفادي شجاعة تطبيق سياسات تحابي الشعب ولكنها تثير حفيظة مراكز القوي التي تعلمون؟
باستبعاد مفردة الجوع، التي كانت كناية عن حق المعيشة الكريمة, القي منفذو الانقلاب الأيديولوجي كل المطالب الاقتصادية للثوار في سلة المهملات وتابعهم الكثير بحسن نية لان سردية الجوع ما كيوت للبرستيج الوطني ومنظرنا حول العالم.
وهكذا أعفى قادة المستقبل أنفسهم من واجب تحسين الظرف المعيشي الذي كان في قمة سلم أولويات الجماهير وأعطوا أنفسهم الحق في ربط البلاد بنفس مراكز القوة المالية في الداخل والخارج والتي كانوا يعلمون انها بـتعريفها التكويني تتناقض افكارها ومصالحها مع الحقوق الاقتصادية للمواطن العادي.
الآن نرى ثمار الانقلاب الأيديولوجي إياه في كل ركن من أركان الاقتصاد المعيشي.

معتصم أقرع


‫2 تعليقات

  1. والله قلبت الهوبة في مقالك ده … بالغت عديل في دقة التعبير وكمال التحليل