سلام جوبا والحرب الاقتصادية على الموطن
أوضحنا مرارا وتكرارا أن المصدر الرئيسي للمشاكل الاقتصادية التي تواجه السودان هو التضخم وينجم عن هذا التضخم مباشرة انهيار سعر الصرف وضعف الاستثمار, وضمور الإنتاج, وتدني الصادر واختلال الميزان التجاري وانخفاض الدخل وانتشار العطالة وازدياد حدة الفقر.
وأوضحنا أيضًا أن مشكلة التضخم سببها الأوحد هو عجز عظيم ومزمن في الموازنة يتم تمويله عن طريق طباعة النقود رب رب.
لذا فإن أي سياسة حكومية تزيد من الإنفاق الحكومي غير المنتج ويتم تمويلها عن طريق طباعة النقود لا ينتج عنها غير تفاقم الوضع الاقتصادي وتسريع وتيرة قطار الهلاك.
الآن بعد اتفاق جوبا للسلام، رشح ان الحكومة تتجه الِي زيادة عدد الوزارات و / أو مقاعد في مجلس السيادة اتاوة للحركات المسلحة ، وهذا سيؤدي إلى تعاظم الإنفاق الحكومي غير المنتج مما يصب المزيد من الزيت على نار التضخم والمشاكل التي تترتب عليه سابقة الذكر.
لا يمكن لأي حكومة مسؤولة وتتمتع بادني رشد اقتصادي ان تنحو الِي زيادة عدد الوزارات في ظل عجوزات الموازنة المخيفة ومعدلات التضخم الفلكية.
عليه إذا اختارت الحكومة هذا مسار من التوسع في الصرف الاسترضائي وزيادة عدد الوزارات ، فهذا يعني عمليا ترجمة سلام جوبا الِي حرب اقتصادية يشنها التحالف الحاكم ضد الموطن.
معتصم اقرع